عرب وعالم
البرلمانى الفرنسى .. السيسى انتقد عدم استكمال مهام النيتو فى ليبيا ونشر الارهاب فى الدول العربية
أكد وفد مجلس النواب الفرنسى الذى التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول، أن الإرهاب يمثل مصدر قلق للعالم أجمع، وأن فرنسا تساند مصر فى حربها لاقتلاع آفة الإرهاب، مشيرة إلى أنها سبق أن تدخلت عسكريا فى العديد من دول أفريقيا مثل مالى لمواجهة الإرهاب فى منطقة الساحل الأفريقى.
وقال رئيس الوفد البرلمانى الفرنسى فيليب فوليو خلال اللقاء الصحفى الذى عقد بمقر السفارة الفرنسية بالقاهرة، إنهم تحدثوا مع السيسى بصورة مستفيضة حول الوضع الأمنى فى ليبيا، وقال إنه كان هناك نوع من العتاب من قبل الرئيس المصرى على فرنسا وحلفائها فى حلف الناتو على عدم استكمال مهمتهم فى ليبيا لمنع انتشار الإرهاب، لافتا إلى أن منطقة الحدود بين مصر وليبيا تشكل مصدرا مشروعا لقلق السلطات المصرية.
وأضاف: “الرئيس السيسى أكد أن مصر كانت ستواجه مصير سوريا والعراق وليبيا والصومال لو لم تقم ثورة ٣٠ يونيو، وأن عدم استقرار مصر ليس مهما فقط لها بل للمنطقة العربية برمتها وأيضا لأوروبا”.
وأشار فوليو إلى أن مصر حققت عددا من الخطوات الهامة فى خارطة الطريق وأن باريس تساند القاهرة فى حربها لاقتلاع آفة الإرهاب وترحب بعودتها إلى الاتحاد الأفريقى، موضحا أن الوفد لبى الدعوة لزيارة القاهرة لإظهار – بصورة رمزية – عمق الصداقة التى تربط الشعبين المصرى والفرنسي، علما بأن هذه الزيارة تعتبر أول زيارة فرنسية رسمية منذ قيام ثورة ٣٠ يونيو وبعد التغييرات الجذرية التى حدثت على الساحة السياسية فى مصر بدءا من إقرار الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية.
وفيما يتعلق بالدور الفرنسى لتقريب وجهات النظر بين مصر وأثيوبيا بشأن سد النهضة، أوضح فوليو أنه بحث مع الرئيس السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى الخلافات المتعلقة بسد النهضة نظرا لما يمثله نهر النيل من شريان الحياة لمصر وهو ما عبرت عنه افتتاحية الدستور الذى أكد على أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر .
وقال إنه علم بأن هناك رغبة جادة لدى السلطات المصرية والأثيوبية على التعاون المثمر والبناء بما يحقق مصالح الدولتين وباقى دول حوض النيل وهو ما عبر عنه السيسى خلال مشاركته فى القمة الأفريقية فى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، حيث أعرب عن أمله فى أن تتوصل الدولتان إلى اتفاق يرضى مصالح كافة دول حوض النيل.
وأجمع الوفد على أن مصر تمثل صمام أمان لثلاث مناطق هى أفريقيا والشرق الأوسط والبحر المتوسط، وأن عدم استقرارها بسبب النزاعات الداخلية يعنى عدم استقرار الوضع فى المنطقة بأكملها، وهو ما ظهر جليا فى مساعى القاهرة للتوصل إلى تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتحدث الوفد عن هاجس كبير يتعلق باستقلال فرنسا وعدم السماح بالتدخل فى شئونها الداخلية، وهو كذلك بالنسبة لمصر وبالتالى ترفض باريس التدخل فى الشئون الداخلية لمصر لأنها ليست فى وضع يتيح لها إعطاء دروس، إلا إنها أعربت فقط عن قلقها إزاء بعض الأحكام القضائية التى صدرت بحق صحفيين والمئات من المتظاهرين غير أن تفهمنا أن قانون العقوبات والقانون الجنائى فى مصر مختلف عن فرنسا وأن أغلبية هذه الأحكام صدرت غيابيا وقابلة للطعن وليست نهائية.
وكان الوفد البرلمانى الفرنسى قد وصل القاهرة الأربعاء الماضى فى زيارة تستغرق خمسة أيام بدأت بلقاءات مع السيسى ورئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزراء الخارجية والتجارة والصناعة والسياحة ورئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور وقيادات الأحزاب السياسية المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى والدفاع عن حقوق الإنسان.