مصر الكبرى

10:33 صباحًا EET

الممثلة جوينيث بالترو سباحة ناعمة في عالم الأضواء

الموضة والابتكار علامة على تنوع الحياة
عروض جديدة تجسد خطوط جريئة في واقع مثير
كتبت – مروة فهمي :
تتمسك الممثلة جوينيث بالترو بشباب ناضج وهي تتقدم نحو الأربعين بثقة شديدة ، إذ لا تزال تملك هذه الروح المتألقة ولا تخشى من هجوم سنوات الزمن عليها . والممثلة تتوهج باستمرار في ظل نجاحها على شاشة السينما واستثمار تاريخها القصير نسبياً لترسيخ مكانتها . إنها ممثلة عالمية تطردها الكاميرات أينما ذهبت وحلت ، إذ تملك جاذبية خاصة بها وموهبتها تساعدها على استمرارها فوق مسرح الأضواء العالمي .

في نيويورك هذا الأسبوع كانت جوينيث محل الاهتمام في متحف المتروبوليتان خلال مهرجان الموضة واستعراض بيوت الازياء العالمية المشهورة التي جاءت لتتنافس وتطرح خطوطها وأفكارها وابتكارات تشد الذوق والاهتمام على مستوى العالم كله .
وقد تكالبت صحف بريطانية مع أخرى أمريكية لمتابعة جنون الموضة وظهور الأزياء الجديدة تعبيراً عن حركة ونشاط واقتصاد أيضاً . الغربيون لا يكفون عن التفكير في الابتكارات وتلاحق الأضواء هذه التصميمات الجديدة التي تظهر على أغلفة المجلات وفي لقطات المصورين ضمن مهرجان دائم طول العام لكنه يتوقف في محطات نيويورك ثم باريس ولندن .
لقد تفوق الغرب بهذه الإدارة الواضحة للإبحار في المياه الهائجة ولتدعيم الجديد والاعتماد على أسلوب انتاجه وتصنيعه وإقناع المستهلكين به . وأكثر الناس قدرة على تسويق الأذواق الجديدة هم نجوم الفن في عالم الغناء والتمثيل والإبداع بشكل عام .
كانت مساحات العرض خلال هذا الموسم في نيويورك تحتضن جميع ألوان الطيف الفني الهوليوودي  واللندني . وتألقت الممثلة جوينيث بالترو بحضورها وجمالها وبأزياء غاية في الجرأة أثارت الجدل والنقاش ، فكيف لإمرأة تقترب من الأربعين ترتدي ثياب بنت العشرين أو بالأحرى بنت 17 سنة .
لكن الممثلة الأمريكية  الجميلة والشابة لا تهتم بتعليقات أو انتقادات ، فهي واثقة من نفسها ومهمتها البقاء تحت الأضواء سواء بفنها أو من خلال فساتين ترتديها وأذواق تختبرها لصالح بيوت أزياء عالمية مثل < برادا > التي ترتاح الفنانة إلى تصميم هذا البيت العالمي المشهور الذي يستلهم خطوطه من الحياة الإيطالية بذوق رفيع وبخطوط غاية في الرقة والأناقة .
وقد انتقلت الكاميرات من لندن إلى نيويورك وعادت الصور مرة أخرى إلى بريطانيا لتحتل المساحة الأكبر والأضخم . وأثارت الممثلة بحضورها المدهش في نيويورك النقاش مجدداً وعادت لقطاتها لتحتل مساحة تحت الأضواء مما يعيد تجديد نشاطها . و تحاول بيوت الأزياء العالمية تجديد نفسها دائماً ودفع الاموال الضخمة للعثور على أفكار جديدة والاتجاه أحياناً إلى الشرق لاستلهام بعض خطوطه الراسخة والثابتة . لكن بعض التصميمات تحاول اقتحام الساحة بجرأة وقلب المزاج رأساً على عقب وإعادة صوغ مسارات العصر لجذب الانتباه في ظل منافسة حامية ودخول عدة مناطق جديدة أصبحت ساحات للتسوق ولرواج السلع ومنها تصميمات بيوت الأزياء العالمية .
لقد دخلت إمارة < دبي > في السباق الدولي وأصبحت تحتضن عشرات دور الأزياء العالمية ، لأنها المكان الأكثر جاذبية الآن لأصحاب الملايين والدخول المرتفعة الذين يذهبون إلى الخليج للتمتع بشمس وشواطئ وبجانب ذلك مراكز عالمية للتسوق والتجارة الحرة .
كانت مصر في الأربعينيات والخمسينيات تحتل مكانة في ساحة الشرق الأوسط باعتبارها من أماكن الجذب للموضة والأزياء .
كانت هناك بيوت راقية ومهرجانات لعروض الملابس والتصميمات الجديدة . بالإضافة إلى وجود متاجر راقية مشهورة مثل شيكوريل وآركو وصيدناوي وشملا ، حيث تعرض أحدث ما تخرجه باريس وروما ولندن من أزياء .
تذكر بعض الكتب أن القاهرة كانت الأولى في استقبال عروض الأزياء العالمية . وقد تغيرت الظروف وتراجعت الحياة ، لكن مصر تملك العودة مرة أخرى للانفتاح على عوالم وحياة متحضرة راقية ، إذ تملك كل الظروف التي قد تمنحها وثبة إلى الأمام ، المهم أن تبدأ خطوات استرداد البريق الذي ضاع ويمكن إعادته إلى الشواطئ المصرية مرة أخرى .
نشطت هذه الأفكار والتداعيات خلال متابعتي لموسم الموضة والأناقة والأزياء في متحف المتروبوليتان الأمريكي بنيويورك . صحيح كانت هناك أشياء صارخة وخارجة عن المألوف واستفزازية لكن كل هذا الجموح يتم وضعه في إطار حب الابتكار والمغامرات وفي النهاية السوق والذوق يقبل المعقول ويرفض اللامعقول الطائش والخارج عن الحدود . والغرب دائماً يمارس عنفوانه في لغة الابتكار ، فالولايات المتحدة لا تخترع فقط طائرات عابرة للقارات ولديها أحدث أنظمة الاتصال ، وإنما مشروع النهضة الأمريكي والغربي يمكن رؤيته من خلال خطوط عملية الابتكار في الأزياء وتصميمات المنازل وطريقة طهي الأطعمة الجديدة . فالحضارة هي هذه الأجزاء الصغيرة والكبيرة معاً التي تصنع منظومة كاملة تعزف على أصابع بيانو التقدم .
ونساء الفن ورجاله هم واجهة التقدم الحضاري في الغرب يعبرون عن انطلاقه بالموضة ، ويكون ما يرتدونه علامة على التصميمات الجديدة والأفكار الجريئة التي تقتحم الساحة بألوان متنوعة ومثيرة .
وهذه البيوت الراقية لعالم الموضة والأزياء ليست مجرد استعراض أمام الكاميرات ، وإنما هي محرك لدورات اقتصادية كاملة وتدخل إلى خزينة الدول المليارات . فيكفي معرفة حجم أرباح مخازن < شانيل > التجارية على مستوى العالم كله . وهي ليست مجرد واجهات لمحلات تعرض بضائع من عطور وأزياء ، وإنما هي مؤسسات عملاقة تحرك خلفها عمالة ضخمة مع مجلات ودور صحف ووكالات للإعلانات على شاشات المحطات التليفزيونية والفضائية بجانب العشرات من وكالات السفر والمتاجر الموجودة في المطارات الدولية المختلفة .
إن الموضة صناعة ضخمة على مستوى العالم كله . وتحتكر العواصم الغربية الذوق الإنساني وتملك من الوسائل القدرة على الاقناع والتسويق بنفوذ جميلات السينما مثل جوينيث بالترو الممثلة الامريكية التي خطفت الأضواء بحضورها عندما ظهرت في دور البطولة خلال الفيلم الشيق < شكسبير عاشقاً >حيث أدت شخصية جذابة شدت الشاعر الانجليزي إليها بجمال له خصوصية وتأثيره الشديد على كاتب بوجدان وقلب شكسبير وعبقرية صياغته للكلمة في أعماله المسرحية والشعرية .
وقد نجحت الممثلة في عدة أدوار أخرى ، لكن ظهورها المتألق استمد وهجه من تجربتها في < شكسبير عاشقاً > .
و جوينيث بالترو لا تزال تصر على أنها شابة وصغيرة ، على الرغم من تقدمها الثابت نحو الأربعين وهي أم لطفلين ، لكن الجمال والجاذبية لاتخضع لحسابات السنين ، وإنما هناك من القوانين ما يضبط هذه الحالة بشروط نسيم الشهرة وموجات الاعجاب لدى المشاهدين .
وقد التقت الممثلة في متحف المتروبوليتان مع العديد من الاسماء المعروفة خصوصاً السير ميك جاجر نجم فرقة الرولينج ستون الشهيرة حيث لا يزال بدوره يحتفظ ببريقه في عالم الموسيقى وغناء موجة < الروك > بإيقاعها الجارف والصاخب وتراثها لدى جمهور يجدد الاقبال عليها وعلى الفرقة التي لاتزال تقوم بجولات في أرجاء الكون وتجد الإقبال عليها .
كأن نجوم الفن لا يكبرون ولا تتسلل إليهم أعراض السنين ، فلا يزال بول ماكارتني نجم فرقة البيتلز السابق يعيش أيام حياته في انتاج وزواج وحب على الرغم من اقترابه نحو سن السبعين .
وعندما ترى السير بول ماكارتني تشعر انه في العشرين ، فليس نسار الفن فقط يقفن في ساحة الشباب والتجديد ، إذ الرجال أيضاً اللامعون في عالم التمثيل والموسيقى والغناء شبابهم يتجدد على طول الخط ، لأن أرواحهم تهيم في عالم الجمال الممتلئ بالألحان والكلمات والانطلاق في ساحة مفتوحة من الحرية الرائعة .
ماكارتني يخطط لجولات موسيقية وغنائية في بريطانيا والولايات المتحدة حيث يعزف ألحانه القديمة والأخرى الجديدة . وقد ألف قطعة موسيقية كلاسيكية في عرض قدمه بنفسه ، دلالة على أن الأفكار لم تجف والقلب لا يزال ينبض بنسمات الفن الرائعة .
جوينيث بالترو هي نفسها تتجدد في أفلام وحكايات وأخبارها تحتل عناوين الصحف الشعبية في نيويورك ولندن ، حيث لا يزال الاهتمام بها موجوداً ومتابعة حكاياتها والأزياء التي ترتديها تجذب الأنظار لجرأة وابتكار وتصميمات < برادا > وماركات أخرى بارزة في عالم الموضة ، الذي لا يتوقف عن التجديد تعبيراً عن أمواج الحياة ذاتها ، التي من عناوين عنفوانها التغيير والتبدل والسباحة في عالم الابتكار .

التعليقات