مصر الكبرى

10:00 صباحًا EET

المربع الذهبي

المصريون حائرون.. لا يعرفون من ينتخبون.. أيام قليلة وتجرى الانتخابات الرئاسية ولأول مرة لا يعرفون من سيحكمهم,ويزيد من حيرة المصريين أنه لا يوجد من بين المرشحين الثلاثة عشر من استحوذ على ثقتهم ويستطيع حسم المعركة من الجولة الأولى. والسؤال الذي يتردد الآن في جميع أنحاء المحروسة هو: "هتنتخب مين؟..".

الإجابة محيرة للمثقفين،فكيف الحال بملايين المواطنين الأقل تعليما وثقافة،باستثناء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين،هم فقط الذين يعلمون مرشحهم.هناك مربعا ذهبيا سوف تنحصر فيه المنافسة ولن يخرج منصب الرئيس بعيدا عنه. أربعة مرشحين هم "عمرو موسى – عبدالمنعم أبوالفتوح – احمد شفيق – محمد مرسي". اثنان من المحسوبين على النظام السابق،واثنان من التيار الإسلامي. وحقيقة الأمر أن كل واحد من هؤلاء الأربعة لديه مميزات.. وعيوب.سوف نتناول ذلك بشيء من التفصيل وبشكل محايد جدا – لأنني شخصيا لا أعلم من سوف انتخب،حسب الحروف الأبجدية
أولا أحمد شفيق لا شك أن لديه خبرة كبيرة اكتسبها من القوات المسلحة التي تدرج فيها حتى أصبح قائدا للقوات الجوية برتبة فريق،ثم عندما تولى منصب وزير الطيران حقق إنجازات كبيرة في الوزارة لا يستطيع أن ينكرها أحد,من عمل مع شفيق يعلم انه شخصية قوية ومنضبطة وصاحبة قرار،ولكن حظه السيىء أنه كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، رغم انه تولى هذا المنصب شهرا او يزيد قليلا إلا انه محسوب على مبارك،كما أن قانون العزل السياسي يطارده وان كان هناك من يرى أن ذلك يجعل الناس تتعاطف معه أكثر.
ثانيا: عبدالمنعم أبوالفتوح،يتمتع بسمعة جيدة،وله مواقفه الوطنية المحترمة منذ أن كان طالبا في كلية الطب وواجه الرئيس الراحل أنور السادات بفساد من حوله,تعرض لظلم كبير وأعتقل أكثر من مرة،محسوبٌ على القوى الثورية والتيار الإسلامي ومدعومٌ منهما وأيضا من بعض الليبراليين وحتى الأقباط،وهناك من المثقفين من يعتبره في منطقة وسط ما بين تيار الإسلام السياسي المتشدد والليبراليين المتحررين,ولكنه يفتقد إلى خبرة إدارة الدولة لأنه طوال حياته في العمل الشعبي والعام"أمينا عاما لاتحاد الأطباء العرب" ولم يتولّ أي منصب تنفيذي أو قيادي في الدولة.
ثالثا:عمرو موسى،يتمتع بخبرة كبيرة محلية ودولية من خلال عمله في السلك الدبلوماسي حتى أصبح وزيرا للخارجية لمدة عشر سنوات،ومثلها أمينا عاما لجامعة الدول العربية ويتمتع بقبول شعبي كبير خاصة لدى البسطاء،ولكنه أيضا محسوب على النظام السابق ولكن بدرجة اقل من أحمد شفيق.
رابعا:محمد مرسي، هو المرشح الوحيد الذي يخوض الانتخابات ومعه كتلة تصويته معروفه وهي أصوات الإخوان المسلمين،كما انه المرشح الحزبي الوحيد في المربع الذهبي، وهي ميزة،فهو يعمل من خلال مؤسسة هي أكبر حزب في البلد "الحرية والعدالة",وهو أيضا يتمتع بسمعة طيبة،وتعرض للظلم والاعتقال كثيرا،وهو طبعا مرشح التيار الإسلامي ومحسوبٌ على الثورة،ولكنه يفتقد لخبرة إدارة الدولة،وأيضا تطارده لعنة المرشح الاحتياطي واتهام الإخوان بأنهم يريدون احتكار السلطة.
إذن الأمر في منتهى الحيرة.. هل نختار المرشح الخبرة ولكنه محسوب على النظام السابق؟ أم نختار مرشح الثورة ولكنه بدون خبرة؟ كنت أتمنى أن يكون هناك المرشح الخبرة الثوري ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. ولن تحسم الانتخابات من الجولة الأولى بل في الإعادة وبفارق ضئيل لصالح أحد أعضاء المربع الذهبي. والمفاجآت ليست مستحيلة ولكنها مستبعدة. المهم أن نرتضي بالنتيجة،واختيار المواطنين،ونتوقف عن التشكيك في نزاهة الانتخابات قبل إجرائها،كما فعلنا سابقا مع الانتخابات البرلمانية. نتمنى التوفيق للمرشح الفائز لأنه سوف يرث تركة ثقيلة وفاسدة لن يستطيع أن يتحملها وحده بدون مساندة الشعب له.. اللهم ولّ أمورنا من يصلح.. وان شاء الله مصر بكرة أفضل.   

التعليقات