رياضة
كلوزه: ما زال بإمكاني اللعب بكل أسف
قال اللاعب الألماني ميروسلاف كلوزه، صاحب الـ (36 عاماً) قبل مباراة نهائي المونديال المقرر إقامتها غداً الأحد، بين منتخب بلاده والأرجنتين، والتي تعتبر المباراة الدولية رقم 137 له مع الماكينات الألمانية: “ما زال بإمكاني اللعب- بكل أسف”.
ولا يبتعد كلوزه كثيرا عن الرقم القياسي لأكثر لاعبي المنتخب الألماني مشاركة في المباريات الدولية والمسجل باسم اللاعب السابق لوثار ماتيوس، الذي خاض 150 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا.
ويرى كلوزه، ثاني أكثر اللاعبين تمثيلا للمنتخب الألماني، أنه أصغر كثيرا من عمره الحقيقي، وقال عندما سئل عن مستقبله مع كرة القدم: “أنا لا أعرف نفسي، إنه يوجد أمر ما، وسوف أتخذ القرار بصورة تلقائية عقب المباراة النهائية”، وأضاف “أقول لنفسي في كثير من الأحيان إنني ما زلت قادرا على الركض في جميع أنحاء الملعب”.
وكما جرت العادة في البطولات الكبرى، يبدو كلوزه قد وصل إلى قمة مستواه البدني والفني في الوقت المناسب، رغم معاناته الطويلة مع الإصابات في الموسم الماضي مع فريق لاتسيو الإيطالي.
وأوضح كلوزه، الذي ما زال متبقيا على نهاية عقده مع فريق العاصمة الإيطالي موسم واحد، مع وجود بند يسمح بتمديد التعاقد لموسم آخر “إنني أستمتع فقط بكل لحظة لي في الملعب”، وأثبتت مشاركة كلوزه الرابعة في كأس العالم أنه لاعب لا يقدر بثمن في قائمة يواكيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، لاسيما أنه اللاعب الوحيد في الفريق حاليا الذي شارك في المباراة النهائية لمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، التي انتهت بخسارة المنتخب الألماني صفر/ 2 بمدينة يوكوهاما اليابانية.
وأكد كلوزه: “أعلم ما تمثله خسارة المباراة النهائية للمونديال من أمر مروع، ولكن (أمام الأرجنتين) فإنني مقتنع بقدرتنا على تحقيق الفوز”.
وعندما جاء اللاعب، البولندي المولد، إلى منطقة بالاتينات الألمانية، لم يكن الطفل الصغير قادرا على التحدث، ولو بكلمة واحدة، بالألمانية، ليضطر للعودة إلى الالتحاق بإحدى المدارس الابتدائية مرة أخرى.
كان جوزيف كلوزه، والد ميروسلاف، لاعبا في فريق أوكسير الفرنسي، أما والدته باربارا فكانت لاعبة كرة يد سابقة في منتخب بولندا.
وتحدث كلوزه عن أيامه الأولى في ألمانيا قائلا: “إن كرة القدم كانت بالنسبة لي هي كل شيء، فعقب خروجي من المدرسة، كنت أقوم بإلقاء حقيبتي في إحدى الزوايا، وكان ملعب كرة القدم هو ما يشغل ذهني فقط”.
وتابع: “كان بإمكاني اللعب في أي مكان، وكنت أقدم أداء أفضل قليلا من الآخرين، قبل بداية أي مباراة يقوم اثنان باختيار لاعبي الفريقين، وكنت أنا عادة ما أكون الخيار الأول لأي منهما، وكانت هذه هي الوسيلة التي جعلتني أتعرف على الأصدقاء في بداية اندماجي مع المجتمع الألماني”.
وتعود المباراة الدولية الأولى لكلوزه مع المنتخب الألماني إلى شهر مارس عام 2001 عندما التقت ألمانيا مع ألبانيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 2002، وأحرز خلالها هدفا متأخرا في المباراة ليقود ألمانيا للفوز 2/ 1 بصعوبة.
الطريف، أن جميع زملاء كلوزه في هذه المباراة قد اعتزلوا منذ فترة طويلة، وكان من بينهم أوليفر بيرهوف، الذي يشغل منصب مدير المنتخب الألماني منذ عشر سنوات.
ويعتبر كلوزه حاليا هو الهداف التاريخي لمنتخب ألمانيا برصيد 71 هدفا في 136 مباراة دولية خاضها مع الفريق حتى الآن، متفوقا بفارق ثلاثة أهداف على الأسطورة الألماني جيرد مولر، صاحب الرقم القياسي السابق الذي أحرز 68 هدفا.
كان كلوزه على موعد مع صناعة التاريخ في مونديال البرازيل، الذي شهد إحرازه هدفين حتى الآن في المسابقة في مرمى غانا والبرازيل، ليصبح الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم برصيد 16 هدفا، متفوقا بفارق هدف واحد على المهاجم البرازيلي السابق رونالدو.
وعلق كلوزه على الهدف الذي أحرزه في مرمى البرازيل في الدور قبل النهائي للمسابقة، الذي جعله ينفرد بصدارة قائمة الهدافين التاريخيين لكأس العالم، قائلا: “كان الأمر حماسيا للغاية، سوف أستمتع بتلك اللحظة، وسأحتفل أيضا بها، لكن تركيزي ينصب الآن على مواجهة الأرجنتين، الأمر الوحيد الذي يهمني فقط هو أننا ننجح كفريق”.
وأحرز المهاجم الألماني خمسة أهداف في مونديال 2002 كان من ضمنها ثلاثة أهداف هاتريك في مرمى السعودية، قبل أن يحصل على جائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لهداف البطولة في مونديال 2006 بألمانيا، عقب إحرازه خمسة أهداف أيضا في البطولة.
وفي المونديال الماضي بجنوب أفريقيا عام 2010 أحرز كلوزه أربعة أهداف ليرفع رصيده إلى 14 هدفا في تاريخ مشاركاته بكأس العالم قبل أن يقود منتخب الماكينات في المونديال البرازيلي .
ويعتبر كلوزه ثالث لاعب يتمكن من إحراز الأهداف في أربع بطولات لكأس العالم، ليسير على نهج مواطنه أوفي زيلر، والأسطورة البرازيلي بيليه، اللذان أحرزا في أربع بطولات أيضا لكأس العالم خلال الفترة من 1958 إلى 1970.
ويعني تفوق كلوزه على رونالدو الكثير بالنسبة للمهاجم الألماني، الذي رأي على أرض الملعب كيف منح المهاجم البرازيلي السابق كأس العالم لمنتخب بلاده بعدما أحرز هدفين في مرمى الحارس الألماني السابق أوليفر كان في نهائي مونديال 2002.
وأوضح كلوزه: “إن رونالدو هو المهاجم الأكثر اكتمالا بالنسبة لي، كما أنه يتسم بالشخصية الرائعة”.
وكان رونالدو جالسا على مقاعد المتفرجين في لقاء البرازيل وألمانيا الذي أقيم بمدينة بيلو هوريزونتي، ليشاهد رقمه القياسي وهو يتحطم على يد المهاجم الألماني المخضرم.
وعادل كلوزه الرقم القياسي لرونالدو بعدما أحرز هدف التعادل القاتل لمنتخب ألمانيا في مرمى منتخب غانا في لقائهما بمرحلة المجموعات الذي انتهى بالتعادل 2/2.
وقال كلوزه “إن رونالدو أرسل لي رسالة عقب إحرازي الهدف قال فيها (مرحبا بك في نادي 15)»، وتابع “الآن فقط يمكنني أن أرسل رسالة أقول فيها (مرحبا بكم في نادي 16- مرحبا بالجميع)”.