الحراك السياسي

03:38 مساءً EET

ننشر كلمة وزير الخاجية أمام إجتماع منظمة التعاون الإسلامي

يأتى اجتماعنا اليوم فى ضوء التطورات الاخيرة المرتبطة بالتصعيد الاسرائيلى فى فلسطين والتى تفرض أن نبحث بصورة فورية الآفاق الممكنة لتقديم يد العون لأشقائنا فى فلسطين فى مواجهة التصعيد الإسرائيلى والذى بلغ مستويات شديدة الخطورة أسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال المئات من أبناء فلسطين حتي الآن فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وفى هذا الصدد فإن مصر وإنطلاقا من مسئولياتها لا تدخر جهداً من خلال اتصالاتها وتدخلاتها حتى يتسنى وقف ذلك العدوان والحيلولة دون انزلاق الموقف إلى هاوية العنف التى لا تبقى ولا تذر بما لها من تبعات وخيمة على الشعب الفلسطينى وعلى استقرار وأمن المنطقة.

 

إن التصعيد الإسرائيلى العسكرى الراهن وما ترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين من الأطفال والنساء والرجال، إنما يمثل إستمراراً للسياسات القمعية والعقاب الجماعى التى تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطينى لإرادة سلطة الإحتلال، وأن علي المجتمع الدولى، خاصة هؤلاء الذين يتشدقون لمناصرة حقوق الإنسان، الا يقف عاجزاً فى هذه الحالة عن التصدى لهذا الوضع المشين وهذه الممارسات المرفوضة، أو نحو رفض هذا الوضع، أو اتخاذ اى خطوات حقيقية لحماية حق الشعب الفلسطينى فى الحرية بل والحياة.

 

ان هذا التصعيد الاسرائيلى يتواكب مع التحديات والمخاطر التى يواجهها عالمنا الاسلامى، الا ان اشكالية التوصل الى حل دائم للقضية الفلسطينية يمنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيرهم ويمكنهم من الحصول على حقوق غير قابلة للتصرف فى انشاء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطنى وعاصمتها القدس الشرقية، تظل هى التحدى الذى ينبغى علينا ان نتكاتف جميعا وان نوفر له كافة ظروف النجاح.

 

لقد وصلت مستويات التطرف فى المجتمع الاسرائيلى الى درجة غير مسبوقة وليس ادل على ذلك من بشاعة الحادث الذى سبب صدمة للعالم اجمع حينما اقدمت مجموعة يهودية متطرفة على اختطاف فتى يافع هو الشهيد محمد ابو خضير وقاموا بتعذيبه ثم حرقه حتى الموت.

 

لقد عاني الشعب الفلسطينى الكثير ولم يعد من المقبول ان تستمر وتتزايد هذه المعاناة بسبب سياسات الفعل ورد الفعل دون الانتباه الى آثار ذلك على الاطفال والشيوخ والنساء والابرياء من ابناء هذا الشعب الفلسطينى الشقيق، وهو الذى يفرض مسئولية كبيرة من ضبط النفس والتزام السبل اللازمة لانهاء هذه المعاناة.

 

ومن ناحية اخرى فبعد ان اثبت النظام الدولى عجزه عن وقف السياسات الدولية الرافضة للسلام فان من الضرروى اعادة النظر بجدية للاليات الدولية التى تهتم بالقضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل.

 

واذ اختتم كلمتى بالتأكيد مرة اخرى على ان مصر تواصل جهودها واتصالاتها الكثيفة من اجل انهاء هذا العدوان واستعادة التهدئة ووقف كل سياسات العنف الجماعى، فاننا ندعوكم جميعا لدعم هذه الجهود للتحرك الكثيف على كافة المستويات وكذا لبدأ خطوات جادة نحو استئناف عملية سلام جادة وحقيقية تهدف لاقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

 والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاته

التعليقات