عرب وعالم
تقرير: أكثر من 50 شهيداً في غزة معظمهم من النساء والأطفال
تواصل العدوان “الإسرائيلي” الإرهابي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أمس الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي، سقط عشرات الشهداء ومئات المصابين أغلبهم من النساء والأطفال، في وقت تتصاعد التهديدات “الإسرائيلية” للمقاومة الفلسطينية في القطاع، وقال رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو أنه أعطى تعليماته لتوسيع العملية العسكرية ضد القطاع.
وتوعّد وزير الحرب “الإسرائيلي” موشيه يعلون بثمن باهظ ستدفعه “حماس”، مؤكداً أن الحرب ستأخذ وقتا طويلا، وتم نشر بنك أهداف من صور قادة المقاومة في خطوة تنذر بتفجر المنطقة لتصل إلى نقطة اللاعودة، ووسعت المقاومة دائرة نيران صواريخها لتشمل مناطق تقصف لأول مرة في تاريخ الصراع، وقصفت تل أبيب، والقدس، والخضيرة، وحيفا وجنوبها، بعشرات الصواريخ، فيما سقط صاروخان بالقرب من مفاعل ديمونا النووي، وسط إعلان الكيان استنفاره على مختلف المستويات، وتكثيفه للغارات الجوية على القطاع مستهدفة بيوت النشطاء، وأغلقت السفارة الأمريكية في تل أبيب أبوابها نتيجة التوترات في المنطقة .
وارتفع عدد شهداء العدوان “الإسرائيلي”ئإلى أكثر من 50 فلسطينيا، في الغاراتئالجوية المستمرة على قطاع غزة ئلليوم الثالث على التوالي من العدوان، وتخطىئحاجز الجرحى ال ،500 وأدت غارات الاحتلال الهمجية إلى استشهاد طفل في شرق غزة، كما استشهدتئامرأة مسنة في الثمانين من العمر في حي المغرافة، واستشهد شاب وأصيب آخر في غارة استهدفت دراجة نارية في بيت لاهيا شمال القطاع، وسقط فلسطينيان في غارة على أرض زراعية في مخيم النصيرات وسط القطاع،ئ فيما استشهدت سيدة فلسطينية وابنها في غارة جوية على بيت حانون شمال القطاع، وارتكب الاحتلال “الإسرائيلي” مجزرة جراء قصف منزل عائلة النواصرة في المغازي وسط غزة أدى إلى استشهاد خمسة من بينهم مسنة تبلغ من العمر 83 عاما وطفلان وما زال اثنان تحت الأنقاض، واستشهد رجل فلسطيني وابنه في غارة استهدفت منزلهما في بلدة بيت حانون .
وقالت مصادر أمنية في قطاع غزة إنه تم تدمير أكثر من ستة منازل في الغارات العدوانية يوم أمس، مشيرة إلى أن عدد المنازل المدمرة منذ بدء العملية العسكرية بلغ 52 منزلاً، في استهداف واضح للمدنيين.
وشنت المقاتلات “الإسرائيلية” غارات عدة على منازل تعود لعدد من قادة كتائب القسام وسرايا القدس الجناح المسلح للجهاد، ومن أبرزهم منزل رائد العطار القائد البارز في كتائب القسام والذي دمر بالكامل .
وقال مسؤولون فلسطينيون إن “إسرائيل” اغتالت ناشطا قياديا بحركة “الجهاد الإسلامي” وخمسة من أفراد عائلته في ضربة جوية بشمال قطاع غزة، واستشهد أربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في غارتين .
وكان المتحدث باسم جيش الحرب “الإسرائيلي” الجنرال موتي ألموز قد قال إن الطيران الحربي شن 160 غارة خلال الليل، ما رفع عدد الهجمات الجوية إلى 440 غارة منذ بدء عملية “الجرف الصامد”، وأشار إلى أنه تم استهداف 120 موقعا لإطلاق الصواريخ وعشرة مراكز قيادية ل”حماس” و”العديد من الأنفاق، ومكاتب لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني”، ويحلق الطيران الحربي “الإسرائيلي” بكثافة ودون انقطاع في سماء غزة .
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أن الاحتلال شن خلال 48 ساعة الماضية قرابة 550 غارة 85% منها استهدف البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، وتدمير آلاف الدونمات والحقول الزراعية وحرق التربة، وتدمير 55 منزلاً على رؤوس ساكنيها إضافة إلى استهداف مقري جهاز الأمن والحماية وجهاز الأمن الداخلي .
وتفاخر ضابط كبير في سلاح الجو “الإسرائيلي” خلال حديث أدلى به للمراسلين العسكريين بحجم الدمار الذي ألحقته طائراته بقطاع غزة، واصفاً الدمار بالهائل، وقال “الدمار الذي أصاب غزة اكبر بكثير مما أصابها خلال عملية “عامود السحاب” ،2012 حيث ألقت الطائرات خلال العملية الحالية أكثر من 400 طن من المواد المتفجرة” .
في المقابل أعلنت “إسرائيل” لأول مرة أن صاروخاً أطلقته كتائب القسام الجناح العسكري ل”حماس” وصل إلى مدينةئالخضيرة في شمال فلسطين المحتلة، وتبعد المدينة نحو مئة كيلومتر عن قطاع غزة، بما يظهرئتقدما غيرئمسبوق في القدرة الصاروخية لكتائب القسام التي هددت سابقا بمفاجآت غيرئمتوقعة للكيان .
كما أعلنت الإذاعة “الإسرائيلية” أن صافرات الإنذار دوت في تل أبيب جراء إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة باتجاهها، ودوت أيضاً صفارات الإنذار في موديعين بشمال القدس، وقصفت القسام مطار نيفاتيم العسكري لأول مرة والذي يقع على بعد سبعين كيلومتراً من القطاع، كما قصفت ديمونا وأسدود وكريات ملاخي بنحو عشرين صاروخاً .
ورصدت إذاعة الجيش “الإسرائيلي” إطلاق 160 قذيفة صاروخية باتجاه أهداف “إسرائيلية”، وصل عدد منها إلى مسافة تتجاوز 80 كيلومترا عن قطاع غزة، فيما سقطت صواريخ بعيدة المدى لأول مرة جنوب مدينة حيفا، وكانت القسام أعلنت أن مقاتليها قصفوا مدينة حيفا بصاروخ من نوع “آر 160″، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذا الصاروخ، ويصل مداه 110 كيلومترات .
وأطلقت القسام على عملية القصف الصاروخي الذي استهدف مدن حيفا والقدس و”تل أبيب” اسم عملية “العاشر من رمضان” إهداء لأرواح شهداء الجيش المصري الذين ارتقوا في معركة أكتوبر .1973 وقالت الكتائب في بيان “نهدي عملية القصف النوعي الأخير والتي أطلقنا عليها عملية العاشر من رمضان إلى أرواح شهداء الجيش المصري الأبطال الذين ارتقوا خلال معركة العاشر من رمضان البطولية ضد العدو “الإسرائيلي” عام 1973م” .
وتصاعد التهديدات “الإسرائيلية” ل”حماس” وباقي التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة، وقال نتنياهو إنه أعطى تعليماته لتوسيع العملية العسكرية ضد القطاع بشكل كبير، وبحسب ما نشرت المواقع العبرية فقد جاءت أقوال نتنياهو في جلسة “الكابينيت”، التي أكد فيها أن هدف العملية العسكرية استعادة الهدوء للمدن والبلدات المحتلة، مشيراً إلى أنه بات من غير الممكن استمرار دفع ثمن هذه الصواريخ التي يتم إطلاقها من قطاع غزة، وبسبب فشل الجهود كافة للتوصل إلى التهدئة والهدوء ورفض “حماس” واستمرارها بإطلاق الصواريخ، “فإنني أصدرت تعليمات بتوسيع العملية العسكرية بشكل كبير واستهداف قادة “حماس” وباقي التنظيمات الفلسطينية” .
ونشر موقع “معاريف” خبراً تحت عنوان “بنك المعلومات” صوراً يظهر فيها قادة “حماس” المستهدفين للاغتيال، ذاكرا بأنه منذ بداية العملية العسكرية حاول سلاح الطيران “الإسرائيلي” استهداف هذه الشخصيات، مشيراً إلى أن قيادة الحركة أصدرت تعليمات للقيادات كافة بالحذر وعدم التحرك العلني والاختفاء، كذلك صدرت هذه التعليمات للقيادات كافة الميدانية والعسكرية، وأظهر الموقع أن المستهدفين هم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” رئيس حكومتها في غزة سابقاً إسماعيل هنية، وعضوا المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار وروحي مشتهى (أسيران محرران في صفقة جلعاد شاليط)، وقادة المجلس العسكري لكتائب القسام محمد ضيف، ورائد العطار، ومروان عيسى .