عرب وعالم
تحرك مصري خفي لتهدئة الأوضاع في غزة
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويقف المجتمع الدولي موقف المتفرج، ويظل الموقف المصري باهتًا، إلا أن مصادر قد أكدت أن مصر تجري اتصالاتها الخفية للوصول إلى التهدئة بين الطرفين.
ومن جانبه،تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة بالطائرات، في عملية عسكرية واسعة النطاق سمتها “الجرف الصامد”، ردًا على ما وصفته بـ”إطلاق الصواريخ من القطاع على جنوبي إسرائيل”.
وأسفرت العمليات العسكرية عن مقتل 26 شخصًا وإصابة المئات الآخرين وتدمير عشرات المنازل حتى الآن.
وبينما تحاول الفصائل الفلسطينية في غزة الرد على الغرات الاسرائيلية عبر إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، وقصف أهداف عسكرية.
وتوقعت هذه المصادر أن يصل مبعوث للرئيس “السيسي” إلى تل أبيب، ومنها إلى رام الله، للعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين، والتوصل إلى اتفاق لتجنيب القطاع ويلات الحرب، في ظل صمت دولي مطبق.
ووصف قدري سعيد، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستيراتيجية، الموقف المصري بأنه هاديء حتى الآن، وأرجعه إلى ما قال إنه إنشغال مصري بالأزمات الداخلية، السياسيية والإقتصادية، “إلا أن مصر لن تقف متفرجة على إسرائيل وهي تدك قطاع غزة”.
وقال سعيد، “إن مصر تجري تحركات خفية في إطار العلاقة التي تربطها بإسرائيل، مشيرًا إلى أن مصر حريصة على إستمرار هذه العلاقة من أجل مثل هذه المواقف الصعبة. وأضاف: “يحاول الجانب المصري التوصل إلى نتيجة مقبولة من الطرفين، وأتوقع أن يرسل السيسي مبعوثًا سياسيًا إلى تل أبيب وقطاع غزة من أجل تحقيق التهدئة”.
أعربت مصر رسمياً عن قلقها الشديد من استمرار تصاعد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ودعا المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير الدكتور بدر عبدالعاطي، الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى ضبط النفس والإبتعاد الكامل والفوري عن أعمال العنف المتبادل، وتجنب الإنزلاق إلى دائرة من أعمال العنف والعنف المضاد، “لتجنيب المدنيين ويلاتها وزيادة معاناتهم وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين وتعقيد الموقف بشكل يزيد صعوبة العودة إلى المفاوضات التي تقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في إطار تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وطالب عبدالعاطي، في بيان رسمي لوزارة الخارجية المصرية، الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالالتزام باتفاق التهدئة الذي سبق التوصل إليه بينهما في العام 2012، “وضرورة البدء الفوري في اتصالات مباشرة للعمل على إنفاذ العدالة، فمصر تبذل جهودًا مكثفة بالتعاون والتنسيق مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، للحيلولة دون إراقة المزيد من دماء المدنيين”.
ودعا عبد العاطي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولية تصاعد العنف نتيجة تقاعسه عن تسوية القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة أن يتخذ خطوات جادة وملموسة لوقف كل العمليات العسكرية وضمان استئناف المفاوضات بشكل جاد، لانفاذ قرارات مجلس الأمن.
وقال الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، إن مصر اتخذت مجموعة من الإجراءات للتوصل إلى تهدئة بشتى الطرق. وأضاف أنها سوف تشارك في إجتماع وزارء خارجية الدول الإسلامية في السعودية، ااتخاذ موقف من اسرائيل. ولفت إلى أن جامعة الدول العربية دعت أيضًا إلى ايقاف العدوان على القطاع.
وذكر أن مصر لا تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان على الأشقاء على غزة، منوهًا بأن مصر قررت فتح معبر رفح من أجل نقل المصابين وتقديم العلاج لهم في المستشفيات المصرية. ونبه إلى أن مصر وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية طوال تاريخها، ولن تبخل أبدًا على الفلسطينيين بأي مساعدة لإيقاف الحرب ضدهم.
وعزا مظلوم الصمت الدولي حيال العدوان على غزة إلى تعاطف المجتمع الدولي، لاسيما دول أوروبا وأميركا، مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الغرب يضع عدوان إسرائيل على غزة في إطار حق الدفاع عن النفس، لأنه جاء في أعقاب خطف وقتل ثلاثة إسرائيليين.
وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء إتصالًا هاتفيًا بالسيسي. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عباس قدم للسيسي شرحًا عن التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد قطاع غزة، وكيفية احتواء ما يجري، وسبل انقاذ الشعب الفلسطيني من ويلات هذا التصعيد.
وأكد السيسي لعباس حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير، ووقف التصعيد من اجل العمل على التوصل لوقف اطلاق النار بأسرع وقت ممكن، مشددًا على أن جهود مصر لم تتوقف منذ بدء العدوان.
ومن جانبه وعد السيسي، نظيره عباس باستمرار بذل الجهود المصرية لوقف إطلاق نار فوري، وبأسرع وقت.
وثمن الرئيس عباس دور مصر التاريخي في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا ضرورة التزام الاطراف باتفاق 2012 الذي يجب أن يكون الخطوة الأولى لوقف العدوان والعمل على هذا الأساس.