آراء حرة

11:43 صباحًا EET

د. سالم حميد يكتب: ماذا وراء أكاذيب الإعلام القطري وتخبط سياسة الدوحة؟

أكثر ما يزعج قطر هو أن القطريين يجدون في الإمارات ملاذا نفسيا واجتماعيا لهم يستريحون فيه من مناخ التخبط السياسي في بلادهم.

يستمر الإعلام القطري في مسيرة النفاق والشقاق التي اصبحت سمة تميز هذا الإعلام الخارج عن مبادئ المهنية والموضوعية التي يدعيها، فقد أصبح كل ما يتعلق بالصحافة في دولة قطر عبارة عن طبول تدق حسب رغبة الساسة في الدوحة، وتحول الصحفيون الى أبواق يرددون ما يلقنه لهم أسيادهم. وربما تكون قناة الجزيرة رائدة في هذا المجال. فبمجرد أن تتابع هذه القناة لدقائق معدودة تكتشف أسلوبها في تلقين المعلومة للمشاهد وتوجيهه بطريقة مستفزة وخارجة عن إطار المهنية التي خاصمتها منذ سنوات طويلة.

الآن يهب الإعلام القطرية لأخذ مكان القرضاوي ليكون بذلك إعلاما ناقلاً وناشرا للإشاعات بشكل مسف وبطرق ساذجة، حيث نشرت صحف قطر خبرا مفاده أن الإمارات وتحديدا ابوظبي اعتقلت 3 قطريين كانوا في زيارة لدولة الإمارات. وقد ردد هذه الجملة الكاذبة مئات القطريين على مواقع التواصل وفي إعلام وصحف الدوحة، لتشير الصحف القطرية وعلى رأسها صحيفة العرب الصفراء التي يقودها مهووس وحاقد على الإمارات، طالما كان مسارعا الى توجيه الإساءة لدولة الإمارات في كل المناسبات.

واللافت أن صحيفة العرب القطرية قد بنت تقريرها كاملاً على هذه الأكذوبة لتشغل الرأي العام الخليجي في الفضاء الإعلامي وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي. فقطر تسعى من خلال هذا التصرف إلى جعل محور اهتمام الشعوب العربية تلك المهاترات فيما تتحرك على أكثر من اتجاه لتحضر مزيدا من الدسائس والمؤامرات الحقيرة التي لا بد أن تطال قطر قبل أن اي بلد أخر.

نعود الى أكذوبة اعتقال قطريين والتي بنى عليها الإعلام الكاذب كافة تفاصيل قصصه دون تمحيص، ليطرح إعلام الدوحة قصة اعتقال قطري في الإمارات وهو محمود الجيدة كمثال، لكن هذا الإعلام الكاذب لم يوضح أن الجيدة كان متورطا بنقل أموال للتنظيم السري الإخواني في الإمارات، وبذلك يكون طرفا خرق القوانين الإماراتية ويستحق العقاب. ثم تعتمد صحيفة العرب القطرية في تقريرها على كلام بعض الداعمين لجماعة الإخوان وتصفهم بالمصدر المستقل في بناء ركيك لتقرير هزيل يستهدف مشاعر السذج.

البعض فسر هذا التناقض القطري بمزيج من التخبط بعد أن خسرت قطر دورها الإقليمي الذي عملت لسنوات وضخت المليارات طامحة ان تكون دولة إقليمية عبر تنفيذها لمخططات الغرب في إسقاط دول عربية وإدخالها في متاهة اللا دولة، كما حصل في ليبيا وسوريا واليمن وكاد يحصل في مصر لولا وقفة عربية خالصة من دول مثل الإمارات والسعودية، والتي حمت أم الدنيا وأعادت لها وجهها العربي وساندت شعبها للتخلص من بغي جماعة الإخوان الإرهابية. فقطر التي راهنت على الجماعة الإخوانية سقطت معها وخسرت كل رهانها لذلك تحاول حاليا أعادة بعض من ماء وجهها عبر أثارة نعرات خليجية، واللعب عبر صغارها وصحفها الصفراء التي تعبر عن حال سياسة الدوحة المتخبطة.

البعض فسر سياسة قطر تجاه الإمارات بأنها مزيج من الحنق لحجم السياحة القطرية الشعبية طبعا الى الإمارات، فشعب قطر مل من الضغط السياسي الذي وضعته فيه دولته وشعب قطر محب للإمارات حيث يزور دولتنا آلاف القطريين معززين مكرمين في دولة القانون التي تحمي كل زوارها، ضمن دستور يضمن لكل حقه ولا يميز بين مواطن ووافد. وهذه هي الحقيقة التي لم يتحملها نظام قطر فعندما يخالف القانون في الإمارات أي شخص قطري او وإماراتي أو مهما كانت جنسيته يخضع للقضاء العادل. أما غير ذلك فهو يعيش بكل احترام وهذا ما يجب تمييزه، أما أذا كانت تلك الصحف الصفراء تهدف الى خلق قلق عند الزوار القطريين الى الإمارات عبر نشر إشاعة تخيفهم مفادها أن الإمارات تقبض على القطريين الزائرين فهذا كلام فارغ ويعلمه شعب قطر قبل غيرهم فهم في دارهم ومرحبا بهم.

ومهما كانت أسباب هذه الحملة الكاذبة تجاه الإمارات فهي تحمل أبعادا أخرى وهي مجرد طريقة لشغل الرأي العام الإماراتي والخليجي عن تحركات قطر الإقليمية الجديدة فالدوحة لم تغير استراتيجيتها وإنما تهادن بهدف أعادة اللعب من جديد، لكن هذه المرة فقد ارتمت في الحضن الإيراني وغيرت من مواقفها في سوريا، أما بالنسبة لجماعة الإخوان فما زالت قطر تدافع عنها خاصة في تونس وليبيا كما في الكويت حيث ان لها يد قذرة تحرك الخيوط، وحتى في مصر لا تزال الدوحة وعبر قناتها الجزيرة تستمر في حملتها البائسة علها تبيض صورة جماعة نبذها الشعب المصري وسقطت في عيون العرب وانتهت الى غير رجعة.

التعليقات