ثقافة
صلاح المليجي: مركز راتب صديق الثقافي إنجاز مُشرف
النجاحات العظيمة في عالمنا بدأت بفكرة مبدعة لأصحابها آمنوا بها وعملوا من أجل تحقيقها، ويمكننا اليوم أن نضرب بمركز راتب صديق الثقافي في منطقة المنيب مثالاً لفكرة مُبدعة جاءت خارج الصندوق، أقدم بها قطاع الفنون التشكيلية بشجاعة لمواجهة غياب البيئة الثقافية عن المناطق العشوائية والبسيطة، وكل يومٍ نجاح غير مسبوق لهذا المركز الثقافي المتكامل.
قال عنه ا.د. صلاح المليجي ” رئيس قطاع الفنون التشكيلية ” .. بداية أنا أؤمن أن جانب من مشكلتنا في غياب الحياة الثقافية عن مناطقنا الموصوفة بالعشوائية أو البسيطة سببه قلة الخيارات المتاحة أمامهم لتنمية مستواهم الثقافي أو أكتشاف مواهبهم ورعايتها وصقلها، ولعل هذا الإيمان كان هو المُنطلق لفكرة المعالجة التي تم طرحها لمشروع متحف راتب صديق ليتحول بعدها إلى مشروع مركز ثقافي متكامل .. يضم متحفاً، ومركزاً للورش الفنية الدائمة وقاعة للعروض الفنية المتغيرة والندوات، ومكتبة، ومسرحاً مكشوفاً، ومركزاً وثائقياً يحتوي على كتب ومقالات ودراسات بحثية عن الفن المصري المعاصر، وتم تزويد المكان بأحدث نظم الأمن والحماية، ووسائل ومرافق لخدمة رواده.”
مضيفاً .. وراء هذا الإنجاز المُشرف يقف فريق مخلص من العاملين بالقطاع ظلتهم إرادة سياسية جادة متمثلة في وزارة الثقافة، وفكر وطني يهدف إلى حماية الهوية الثقافية المُنسجمة مع الشخصية المصرية، وخلق أجيال فى هذه المجتمعات فى مقدورها أن تكتسب معارف ومهارات تساعدها على التكيف مع التغيرات الثقافية المعاصرة.”
كما جاءت كلمات الفنان خالد السماحي “مدير المركز” معبرة عن تلك الروح الواقفة وراء هذا النجاح فقال .. “أحاول بقدر طاقتي أستقبال كل الراغبين في الالتحاق بأنشطة المركز المختلفة رغم الأعداد الغفيرة التي تخطت حالياً ألف متقدم، إنه نجاح كبير وإقبال غير عادي من أهالي المنطقة …
وأضاف .. أضع نفسي مكان كل طفل صغير قادم للمكان لأنه يحب الفن فربما سيكون في يومٍ ما فناناً كبيراً، ألمح في عيون الأطفال والشباب عندما يأتون إلى المركز فضول الفنان وأتوقع أن تخرج من بينهم مواهب متميزة على الرغم من صعوبة البيئة حولهم، إنهم يتمتعون بروحٍ وثابة تتطلع إلى إثبات الذات وتحقيق النجاح.”
جدير بالذكر أن مركز راتب صديق الثقافي يخدم أهالي منطقتي المنيب والعمرانية (33 ش جسر الكونيسة) وتم إفتتاحه في 24 مايو2014، ويشهد يومياً فعاليات فنية وثقافية مع برنامج متنوع من الورش الفنية يشرف عليها نخبة من الفنانين التشكيليين وقد لاقى هذا التنوع في أجندته مردود إيجابي من أطفال وشباب المنطقة وبلغت نسب المشاركة معدلات غير مسبوقة ونجاح فاق كل التوقعات.