عرب وعالم
أبناء زايد الخير يتسابقون في المبادرات الإنسانية
شكل مبادرة «سقيا الإمارات» الإنسانية الجديدة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إضافة نوعية إلى سلسلة المبادرات التي تعزز دور الدولة الرائد في مجالات العمل الإنسانية، وتجسد جهود الدولة وقيادتها الرشيدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية وتحسين الحياة في المناطق المحتاجة.
وتكمن أهمية المبادرة في إشراك أبناء الإمارات ومؤسساتها الحكومية والخاصة في هذا المشروع الإنساني الكبير الذي يهدف إلى توفير مياه الشرب لخمسة ملايين شخص في البلدان التي تعاني من نقص المياه، حيث تسابق أبناء زايد الخير في عاصمة الخير للتجاوب مع المبادرات الإنسانية وتقديم العون لكل محتاج.
وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، خلال توجيهات سموه للمؤسسات والدوائر الحكومية في إمارة دبي للمشاركة والتفاعل مع مبادرة «سقيا الإمارات»، أن نهج دولة الإمارات يقوم على تقديم العون للجميع، كما أن الدور المحوري الذي تضطلع به الدولة في الجوانب الإنسانية عنصر أصيل في شخصية الشعب الإماراتي، مشيراً إلى أن أبناء الإمارات هم أبناء زايد الخير ودولة الإمارات هي عاصمة الخير وقلوب أهلها ظلت وما زالت مفتوحة دائماً لمد يد العون لكل محتاج.
ونوه بأهمية مشاركة المؤسسات والدوائر الحكومية في المبادرات الإنسانية التي تطلقها دولة الإمارات بوصفها مركزاً ريادياً للأعمال الخيرية التي تهدف إلى تحسين حياة البشر في شتى بقاع الأرض ومساعدتهم على تجاوز الصعاب التي يفرضها عليهم الواقع الصعب الذي يعيشونه.
وقال إن المؤسسات والدوائر الحكومية تعد جزءاً مهماً ومؤثراً في النسيج المجتمعي الإماراتي ما يفرض على هذه الهيئات مسؤوليات وواجبات كثيرة يجب عليها القيام بها على أكمل وجه وينبغي توحيد جهود المؤسسات والدوائر الحكومية كلها لصالح مبادرة «سقيا الإمارات» ويجب على المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات التفاعل مع المبادرات الخيرية التي تطلقها الدولة كي تتم الفائدة المرجوة.
وقد أجمع الخبراء والمراقبون على أن هذه المبادرة لها دلالات عديدة أولاها أنها انطلقت في شهر رمضان المبارك وهو شهر الخير الذي اعتادت القيادة الرشيدة على إطلاق العديد منها، فبدأها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإطلاق سراح نحو ألف سجين وتحمل مديونياتهم وكذلك مبادرات مماثلة من أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات كبادرة إنسانية تهدف إلى لم شمل أسر هؤلاء ليعودوا إلى ذويهم.
وقبلها كان رئيس الدولة قد أطلق مبادرة توفير التطعيم لثلاثة ملايين و600 ألف طفل باكستاني ضد شلل الأطفال، والمبادرة الإنسانية للفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال من العالم، خصوصاً في المناطق الحاضنة له.
وثاني هذه الدلالات، أن المبادرة جاءت في وقت استشعر فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خطورة نقص المياه الصالحة للشرب على مستوى العالم، حيث تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 880 مليون شخص حول العالم لا تتوافر لهم المياه الصحية النظيفة، وأن 3.6 ملايين شخص 90 في المائة منهم تحت سن الخامسة يموتون سنوياً بسبب العطش والأمراض الناجمة عن قلة نظافة المياه.
والدلالة الثالثة لهذه المبادرة، أنها جاءت لتؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستحق أن تتبوأ المركز الأول على المستوى العالمي في الدعم الإنساني للدول والشعوب المحتاجة وهو ما أعلنته إحصاءات دولية بهذا الشأن.
وفي هذا التقرير الذي أعدته وكالة أنباء الإمارات «وام» تسلط الضوء على هذه الدلالات لتضع المبادرة الإنسانية الجديدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن النهج الإنساني الأكبر للدولة.
فقد جاءت مبادرة «سقيا الإمارات» امتداداً لسلسلة المبادرات الانسانية التي اعتادت دولة الإمارات على إطلاقها خلال الأعوام الماضية لتحسين الظروف المعيشية للكثيرين في شتى بقاع الأرض، ومن ذلك مبادرة «نور دبي» ومبادرة «كسوة مليون طفل حول العالم» التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال العام الماضي والتي حققت أهدافها وتخطت حاجز المليون طفل مستفيد بعد مرور عشرة أيام فقط من إطلاقها ثم وصلت إلى كسوة مليوني طفل مع نهاية شهر رمضان الماضي.
وليس هناك أبلغ مما وصف هذه المبادرة وأهميتها الإنسانية من تأكيدات راعيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أكد أن الإمارات هي عاصمة الخير وأن بداية شهر رمضان المعظم تشهد دوماً مولد مبادرات إنسانية من الدولة لكل المحتاجين وفتح باب الخير من الإمارات للدول المحتاجه لأهم مصدر للحياة.
قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «لن نتوقف عن إطلاق مبادرات الخير في كل عام لأن هذه الدولة قامت على عمل الخير وستستمر عليه وهذه وصية المؤسسين لنا»..
وأضاف «المياه في بلادنا نعمة عظيمة يعرف قيمتها أجدادنا الذين حرموا منها ويعرف قيمتها اليوم القائمون على مشاريعها ونعرف قيمتها لأن جزءاً ضخماً من مواردنا المالية مخصص لها. المياه هي نعمة عظيمة وشكر هذه النعمة هي بالحفاظ عليها وأيضاً بسقيا المحتاجين والعطشى حول العالم ونسأل الله دائماً أن يديم نعمه علينا».
وأوضح «أفضل الصدقة هي في سقيا الماء وفي كل كبد رطبة أجر وفي كل بقعة من هذا العالم سنغرس غرساً للخير باسم أبناء الإمارات ونسأل الله أن يحفظ هذه البلدة الطيبة ويحفظ أهلها».
وتأتي مبادرة «سقيا الإمارات» في ظل تزايد مشكلة ندرة المياه في أماكن متفرقة حول العالم خلال العقود الأخيرة ما سبب الكثير من المشكلات التي هددت حياة ملايين البشر، الأمر الذي ينذر بتفاقم الوضع بشكل خطير حال عدم تحرك الدول والهيئات الدولية المعنية لوضع خطط واستراتيجيات عاجلة تقدم حلولاً جذرية في المناطق المهددة فالأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 3.4 ملايين شخص يموتون سنوياً نتيجة الأمراض المتصلة بالمياه ما يجعلها السبب الرئيسي للمرض والوفاة.
وتشير التقارير الأممية إلى أن تضرر الأطفال من ندرة المياه النظيفة يزداد يوماً بعد يوم، إذ تعتمد رفاه الطفل ونموه بالشكل الصحيح في المقام الأول على جودة المياه وتوافرها إلا أن نوعية مياه الشرب تتعرض للضرر في العديد من أرجاء العالم بسبب العوامل البيولوجية والملوثات الكيميائية ما يؤدي إلى الإصابة بمجموعة من الأمراض التي تهدد الحياة وتؤثر على صحة الإنسان لا سيما الأطفال.
وتؤكد إحصاءات الأمم المتحدة أن 85 في المائة من سكان العالم يعيشيون في نصف الكوكب الأكثر جفافاً وأن 783 مليون شخص لا يمكنهم الحصول على مياه نظيفة. وتنتهج دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها سياسة دولية فاعلة في مجال المساعدات الإنسانية والخيرية وتقوم هذه السياسة على إرساء مبادئ المساعدة وتقديم العون للآخرين.
ولم تتوان الإمارات منذ زمن عن المبادرة في علاج مثل هذه المشكلة فخلال الفترة ما بين عامي 2009 و2013 بلغ إجمالي المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمتعلقة بمشاكل المياه ما قيمته 014 ر1 مليار درهم وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشروعات في 61 دولة حول العالم وذلك وفق ما جاء في تقرير وزارة التنمية والتعاون الدولي
تفاعلت المؤسسات والهيئات الحكومية والمجتمعية مع مبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإطلاق «سقيا الماء»، حيث أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي استكمال استعداداتها لتنفيذ مبادرة سموه مثلما نفذت بنجاح حملة كسوة المليون طفل محروم حول العالم التي أطلقها رمضان الماضي.
وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، إن مبادرة «سقيا الإمارات» التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتوفير المياه الصالحة لخمسة ملايين شخص حول العالم تجسد حجم المسؤولية التي تضطلع الدولة لتخفيف المعاناة البشرية.
وقال إن مبادرات قيادة الدولة الرشيدة المتتالية في الشأن الإنساني رسخت الإمارات في مقدمة الدول التي وضعت قضايا المحتاجين والمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية ضمن أولوياتها واهتماماتها.
وأكد الأمين العام للهلال الأحمر أن الهيئة أكملت استعداداتها لإنجاح فعاليات مبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشيراً إلى أن الهيئة وضعت خطة وآليات فعالة للمساهمة في تعزيز برامج المبادرة والحملة المصاحبة لها بمشاركة جميع فروع الهيئة في الإمارات ومكاتبها خارج الدولة.
وعلى صعيد آخر، أطلقت جمعية الرحمة للأعمال الخيرية في رأس الخيمة حملة لحفر الآبار وبناء المضخات اليدوية خارج الدولة استجابة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق مبادرة «سقيا الإمارات»
وقال عبد الله سعيد الطنيجي الأمين العام للرحمة للأعمال الخيرية، إن الجمعية قررت إطلاق الحملة مع بداية شهر رمضان الكريم، مشيراً إلى تنفيذ نحو تسعة آلاف و200 مشروع خيري خاص بسقيا الماء حتى اليوم خارج الدولة تنوعت هذه المشاريع بين آبار مياه ارتوازية ومضخات مياه يدوية إضافة إلى آبار عملاقة مع شبكات لتمديد المياه.
أعلنت الهلال الأحمر أن إجمالي ما أنفقته على حفر الآبار وسقيا الماء في عدد من الدول التي تعاني شح المياه زاد عن المائة مليون درهم.
كما أعلنت جمعية الشارقة الخيرية أنها حفرت نحو ألف و400 بئر حول العالم، حيث تلبي الجمعية طلبات العديد من دول العالم التي في حاجة من المياه، حيث تأتي هذه المبادرات ضمن استراتيجية الدولة وسياستها الخارجية لحرصها على مد يد المساعدة إلى الدول المحتاجة. وتم حفر الآبار للمتضررين من الجفاف في نحو 15 دولة موزعة ما بين قارتي آسيا وإفريقيا منها، إندونيسيا السنغال السودان الصين الفلبين الكونغو النيجر الهند بنغلاديش توجو سريلانكا ليبريا موريتانيا إثيوبيا وتايلاند.
صدر تقرير عن جمعية دار البر الإماراتية أشار إلى أن تكلفة حفر بئر مياه تصل إلى ما بين خمسة آلاف و900 درهم إلى 17 ألف درهم، في حين تبلغ تكلفة المضخة الكهربائية في البئر ما بين ثمانية آلاف إلى 11 ألف درهم وكذلك توفير براد ماء «كولر» تصل ما بين 850 إلى ألف و450 درهماً، أما خزان الماء سعة 250 جالوناً فتصل تكلفته إلى ما بين250 إلى ألف و300 درهم وبناء سد لحجز المياه المهدرة فتصل إلى 117 ألفاً و650 درهماً.
وعلى الصعيد الطبي، قال أطباء أمراض باطنة وجهاز هضمي إن المبادرة الإماراتية الإنسانية تلامس مشكلة شديدة التعقيد فالعالم أجمع يعاني من حرمانه المياه النظيفة وعدم وجود مصادر مياه شرب صالحة، خصوصاً الدول النامية التي تعاني من عوامل تصحر وجفاف ما يودي بحياة الآلاف سنوياً وفقاً لإحصاءات منظمات عالمية معنية بالأمر، مشيرين إلى أن هناك ملايين الأشخاص يموتون سنوياً بسبب إصابتهم بمرض الفشل الكلوي والذي يعد تلوث المياه أحد أهم أسبابه.
وصلت جملة مساعدات الإمارات للاجئين في العالم إلى 2.6 مليار درهم منتشرين في 71 دولة، وقد تم تقديم الدعم والإغاثة للمنكوبين والمشردين عن ديارهم نتيجة تفاقم الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان.
واتسمت آلية توجيه وتوزيع المساعدات الإماراتية للاجئين في دول العالم بالشمولية لتشمل قطاعات متعددة كالغذاء والمياه والصرف الصحي والإيواء وخدمات الرعاية الصحية ومكافحة نزع الألغام وخدمات الدعم والتنسيق وقطاعات أخرى.
ووفقاً لتقرير وزارة التنمية والتعاون الدولي، فقد جاء من ضمن مساعدات دولة الإمارات للاجئين خلال الأعوام الخمسة الماضية مساعدات للنازحين في باكستان بنحو 78 ر646 مليون درهم جراء الزلازل والفيضانات التي تأثرت بها باكستان خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وقدمت الدولة مساعدات بلغت 34 ر502 مليون درهم تجاه الأزمة السورية في الداخل السوري وللاجئين السوريين في دول الجوار.
وتلقت اليمن التي تعاني من ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين من دول الجوار مساعدات بلغت 81 ر312 مليون درهم وليبيا بنحو 62 ر219 مليون درهم وأفغانستان بنحو 145 مليون درهم بسبب ازدياد النزاعات المسلحة وضحايا الألغام والكوارث الطبيعية والصومال بنحو 42 ر107 ملايين درهم.
تصدرت المساعدات الحكومية التي وجهت للاجئين في مختلف دول العالم خلال الفترة من العام 2009 حتى منتصف العام 2014 للقسط الأوفر لتبلغ نحو 1.29 مليار درهم، لتأتي مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي في المرتبة الثانية بنحو 561.82 مليون درهم، ثم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في المرتبة الثالثة بنحو 368.07 مليون درهم، تليها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بنحو 143.28 مليون درهم، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بنحو 52.56 مليون درهم، إضافة للمؤسسات الإنسانية الأخرى والقطاع الخاص والأفراد بنحو 184.37 مليون درهم.
وأوضح التقرير استهداف مساعدات الإمارات للقطاعات ذات الصلة بحياة ومعيشة اللاجئين وبما يضمن لهم خدمات الإغاثة والإيواء المثلى.
حيث استأثر قطاع خدمات الدعم والتنسيق بنحو 933.53 مليون درهم تلاه قطاع الإيواء والمواد غير الغذائية بنحو 572.43 مليون درهم ثم في المرتبة الثالثة قطاع المساعدات الغذائية بنحو 450.86 مليون درهم ثم قطاع المواد الإغاثية المتنوعة بنحو 395.56 مليون درهم ثم قطاع الصحة بالمرتبة الخامسة بنحو 24 ر138 مليون درهم ثم قطاع المياه والصحة العامة بنحو 67 ر42 مليون درهم فقطاع مكافحة نزع الألغام بنحو 65 ر42 مليون درهم فقطاعات أخرى كـ«الأمن والحماية والتعليم».
بخصوص الأزمة السورية، فقد أعلنت وزارة التنمية والتعاون الدولي أن مساعدات الإمارات للاجئين السوريين بلغت قيمتها 8ر306 ملايين درهم خلال العامين2012 و2013، حيث شكلت المساعدات الحكومية ما قيمته 206 ملايين درهم من القيمة الإجمالية.
وأشارت إلى أن المساعدات الإماراتية شملت توفير المواد الغذائية ومواد الإيواء ودعم المبادرات التعليمية والمبادرات الصحية مثل توفير الدعم للقيام بحملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال وبناء المخيم الإماراتي – الأردني للاجئين السوريين في منطقة «مريجب الفهود» في الأردن، والتعاون مع المنظمات الدولية والشركاء الدوليين لتنفيذ مشروعات ومبادرات إغاثية تسهم في التقليل من حدة الأزمة على المتضررين.