آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: رياضة الصوم
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . كلنا يعلم أن الصوم فريضة علي كل مسلم ومسلمة – وهو من أركان الإسلام الخمس ومعني ذلك أن أسلامنا لا يكمل بدون قيامنا بالصوم . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سئل ما الإسلام فقال ( شهادة أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ) . وكلنا يعلم أن الفرائض يجب أن تؤدي لله وحده .
أي لا ينظر من يؤديها إلي غير الله في الرضا بأداء تلك الفرائض . وأكثر الفرائض في ذلك هو الصوم لأنه الذي لا يكون عليه شاهد إلا الله وحده . فقد يراك الناس تصلي وتحج ولكن لا يراك الناس وانت صائم فلا أحد يعلم هل الآخر صائم أم لا . وفي حديث قدسي قال رب العزة ( كل عمل أبن آدم له إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به ) . ويتضح من ذلك أن من صام فهو يصوم لله وحده . ولكن من وجههة نظري يوجد في الصوم بعدا آخر غير قيامنا بعبادة الله بأداء الفريضة فالله غني عن جوعنا وعطشنا وصلاتنا وصيامنا وإنما أراد سبحانه أن يعلمنا الصبر والرحمة . أن نصبر علي ما نحتاج وأن نرحم من لا يملك قوت يومه من طعام ومن شراب . صحيح كلنا نصوم ولكن أغلب من يصوم يكون هو حساب الوقت إنتظارا للإفطار مع الإستعداد بما يحب من الطعام والشراب وبارغم من أن رمضان هو شهر الصوم فأصبح أيضا هو الشهر الأكثرإنفاقا علي الطعام والشراب أي عكس المعني والهدف المقصود منه . كما قال رسول الله الصيام جنة فإذا صام احدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله او شاتمه فليقل أني صائم أني صائم .
ونحن حتي بدون أن يقاتلنا أحد أو يشتمنا أحد عندنا أستعداد دائم للرد . كما إن الصوم تهذيب للنفس وتعويد علي الصبر وخلق الأسلوب الجميل في التعامل والرحمة. وقد قال رسولنا الكريم أحاديث كثيرة في الصوم ومنها قوله صلي الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) – وقال صلي الله عليه وسلم ( ليس الصيام من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو والحلف . ) وقال صلي الله عليه وسلم ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذي الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم صيامك ويوم فطرك سواء – صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ) .
وودت أن أضيف شيئا أن من يقوم بدعوة الأقارب والأصدقاء علي الإفطار لا يكلف نفسه فوق طاقتها فليقدم ما يستطيع دون غلو أو شطط فلا يجوز أن يقترض الإنسان من أجل أن يقدم أكثر – فكثيرا ما تكون الموائد عامرة بما يكفي لاضعاف العدد فلا داعي للتبذير لان المبذرين اخوان الشياطين . وكذلك الضيف لابد أن ينظر للدعوة في حد ذاتها وطلب المشاركة ولا ينظر ماذا قدم له فلان من طعام – فالإبتسامة والإستقبال الحسن والموجود علي قدر المضيف أفضل .
و كل عام وانتم بخير وأسأل الله الذي هدي الكافرين إلي دينه والذي زرع الرحمة في قلوب البشر أن يزرع في قلوب العرب الرحمة تجاه بعضهم البعض وأن نري الأمن والأمان في مصر وفي سوريا وليبيا والعراق وتونس وكل الدول العربية . أكبر خسارة أن نكون علي دين الإسلام ولا نعمل بما أمر به . وأن نتحدث عن الفضائل ونبتعد عنها . فالحياة لا تعطينا إنذارا قبل أن تنتهي لذا يجب أن نكون دوما مستعدون لأن نلقي الله وهو راضي عنا . وكل عام وأنتم بخير وكل عام وكل إنسان علي وجه الأرض بخير