ثقافة
في بلاط الملك زوسر
في بلاط الملك كرسيان، في الجمال والأبهة سيان، على أحدهما يجلس زوسر لا يتفاخر، وقد أجلس وزيره على الآخر.
زوسر: يا وزيري يا عزيزي امحوتب، بك الأمن والسلام في البلاد مستتب
امحوتب: الأمن آية من الآي، والفضل لك فيه يا مولاي.
زوسر: ما أروع منطقك يا من في سلام تأتي، وحق من أجرى الأنهار من تحتي، لتكوننن في الخالدين، ولتذكرن إلى يوم الدين
امحوتب: بخير دعوت لي ولخير دعوتني يا مولاي!
زوسر: نعم يا أخي، بت أفكر البار حة، فيما كنت شارحه، كيف شغل أجدادنا الخلود، وتمنوه لكل مولود
امحوتب: ورأيت أن أجسادنا تقبر بالطوب اللبن
زوسر: نعم، تكلم كيف عرفت أفصح أبن
امحوتب: إن هو إلا الوحي والإلهام، يعمل في الفهم كالسهام، يصيب ولا يخطي، يسرع ولايبطي، ألهمني إياه، سريان هذي المياه، في ذلك النهر، كأنها الدهر
زوسر: ثم ماذا؟
امحوتب: رأيت أن خلق الإنسان يفنى، وقبره أقرب وأدنى، فلو تبنى هذا المعنى، لخلد هذا المبنى
زوسر: أوضح وامحُ هذه الطلاسم يا امحوتب، أوضح ما انطلى من الطلاسم وامحها
امحوتب: لو بنينا بيوتنا بالحجارة، لكانت لنا بها إجارة، وخير أمان، من عاديات الزمان
زوسر: اقرأ علي كل ما كتب، وابدأ من الغد في البناء يا امحوتب
امحوتب: هذا اللحد، محتاج إلى مهد
زوسر: تريد عمالا ومالا وفيرا؟ ألست لي وزيرا؟ وأمرك في الشمال وفي الجنوب؟ في النائبات تنوب عني وعنك أنوب؟
امحوتب: لا طاقة لنا بتحرير الحجارة من محاجرها.
زوسر: لي الأرض يا وزيري لا لمستأجرها، فإذا وقف الفيضان، وأجدبت الأرضان، أطعمنا وكسونا الأبناء، ليشيدوا هذا البناء.
امحوتب: نعم الرأي يا مولاي!
زوسر: ولكن، في أي صورة وعلى أي مثال، يسير المهندس ويقيس المثال؟
امحوتب: سأجعل من عمارتك ظلا يلمح الأصل، فالأصل لديه القول الفصل.
غير أن ما بالطوب يطيب ساعة، وما بالصخر صامد إلى قيام الساعة.