مصر الكبرى
وجيه باسيليوس يكتب … ملاحظات على خطاب الرئيس مرسي
خطاب الرئيس مرسي كان صادم بالنسبة لي وقد تكون مشاهد ما قبل الخطاب مقدمة للإحساس بالصدمة (إستباقيه)
بدأ التلفزيون المصري بنقل احتفالية اخري في حوالي الساعة ٤ م وكانت فعاليات هذه الاحتفالية امام النيل وكان فيها شيء من العرض العسكري والموسيقي العسكرية وغياب الصف الأول من رجال الدولة وبدي لي الأمر ان هذا هو الاحتفال الشعبي ؟ اما في الاستاد كان هناك احتفال اخر يحضره الاهل والعشيرة واصحاب الولاءات وقبل بدء الاستعداد لكلمة الرئيس حدثت مفاجاءات صادمة بالنسبة لي سواء بظهور الكتاتني في الصف الأول بجانب رئيس مجلس الشوري فهل منظمي الاحتفالية لا يعلمون ان مجلس الشعب سقط وتم حله بالثلاثة ؟وجود الزمر أزعج الكثيرين (يقتل القتيل ويمشي في جنازته) الحقيقه لا اجد مبرر لمثل هذا السلوك وهي اكيد ليست محض الصدفة ايضاً مشهد دخول الدكتور مرسي بسيارة مكشوفة والتلويح كأنه من أبطال ٦ أكتوبر او البطل المنقذ ! أو كأنه يريد أن يحاكي زعماء سابقين كان يراهم في شبابه كعبد الناصر والسادات للايحاء بأنه يبدو كزعيم رغم أنه لم يفعل بعد ما يستحق عليه هذا الوصف ! هل حقيقي يشعر بالبطولة والفخر والزهو رغم انه لم يتجاوز ال ١٠٠ يوم بجانب فشله في تحقيق وعوده الخمسة التي قطعها علي نفسه وبمحض إرادة وليس مجبراً بل لاستمالة بعض الأصوات التي أدت في النهاية الي جلوسه علي الكرسي، وبدأ الخطاب وأستدعي انتباهي الآتي :- الرئيس مرسي يعيد ويكرر وهي ليست المرة الاولي انه الرئيس الشرعي المنتخب مراراً وتكراراً في خطاب الساعتين كأنه يريد إرسال رسالة الي شخص او مجموعة بعينها قد تعتبر نفسها صاحبة الفضل او شيء من هذا القبيل ؟- التصفيق والتهليل والتكبير لكل شيء وأي شيء حتي عندما قال مرسي السيدات والسادة حدث تصفيق حار ايضاً عندما ذكر ان اليوم ٦ أكتوبر وهو ايضاً يوم السيت ! انفجر التصفيق والتهليل وهو أمر مؤسف ويعبر عن نوعيه والمستوي الفكري لمن كانوا في الاستاد. – تضارب في أرقام عجز الميزانية مرسي ١٧٠ مليار ورئيس الوزراء صرح من قبل ١٧٥ مليار او كما ذكر السيد عبد العزيز طنطاوي وكيل وزارة المالية من شهور ان العجز معرض للارتفاع الي ١٥٠ مليار ؟ ايه اللي حصل خلال شهور ؟- القرض والربا والتبرير للقرض وهذا يتناقض مع مواقفه السابقة كعضو مجلس شعب وسؤالي ماذا عن اقتراض الحكومة من البنوك بنسبة ١٧ ٪ وهي سرقه علني ؟ – الوعود الخمسة ولن أتحدث مطولاً عن النسب التي ذكرها الدكتور مرسي بخصوص وعوده الخمسة حيث لا طائل من مناقشتها فعدم إنجاز وعوده الخمسة او أي من الوعود هو فشل ويستدعي المحاسبة وليس التهليل ولكن يبدو ان الناس بتسامح في حقها وحق آخرين ولكنني سوف اذكر تصريحين هامين الأول لوزير النقل في برنامج في الميدان : تقييم الرئيس مرسي لتحسن الحالة المرورية بنسبة ٦٠٪ يعتمد علي الوجهه التي يقيم من خلالها ؟والثاني تصريح رئيس اللجنة الاقتصادية للحرية والعدالة الدكتور محمود جودة بان الدكتور مرسي اعلن الأرقام التي تعطيها له الحكومة وهناك ثقافة في مصر تجعل الجميع يعاني بشدة من الحصول علي أرقام صحيحة من وزراء الحكومة ؟ – الرئيس تحدث عن بدل السفر وكنت اتمني ان يصارحنا ايضاً بصافي دخله ودخل المستشارين وفريق عملهم – موضوع السولار المدعوم وشراء المافيا للتر بجنيه مصري واعاده بيعه ب ٢ يورو في حين لتر البنزين او الديزل في دولة مثل ألمانيا حوالي واحد يورو وأربعين سنت وهو غير مدعوم وبه نسبة تفوق ٤٠٪ ضرائب فكان من الواجب ان يذكر لنا أي دوله تشتري بهذا السعر – سخريه الرئيس بالمعارضة والتشكيك في تدينهم وقال ملهومش دعوة بصلاة الفجر وأظن هذا ليس شأنه وهو تجريح مباشر ومرفوض – جمل يجب اعادة تركيبها ومنها ‘اللي مكانش فيكم ساعتها لسه عايش وواعي’ وهو يعني علي ما اظن الأجيال الحديثة التي لم تحضر ٧٣ ولكن تركيب الجملة كانت تحتاج إعادة ترتيب – جمل غير مفهومة : نسير معاً نحو مزيد من النهضة والعدالة الاجتماعية ؟ مزيد ؟ – حديثه عن المعارضة واتهامها بالتشويه والبحث عن ثقوب في الثوب الابيض ؟ ياسيادة الرئيس المعارضة لا تبحث عن ثقوب سوداء في حكمك الذي اعتبرته الثوب الابيض ؟ يا دكتور مرسي المعارضة هي سند البناء الديمقراطي وكفانا لفظ المعارضة البناء وهي كلمة اقرب الي النفاق المقنع
ما أدهشني وازعجني غياب أبطال أكتوبر وكان من الاولي ان يحضروا في الصفوف الاولي ويتم تكريمهم امام الجميع فهي احتفالية تخصهم في المقام الأول وليست احتفالية خاصة بالرئيس مرسي وهو علي ما اظن أراد الربط بين شخصه وهذا الحدث العظيم في تاريخ مصر الحديثة
الرئيس مرسي تحدث عن الماضي والحاضر بدون تقديم معايير دقيقة لتقيم ادائه خلال ال١٠٠ وغابت الرؤيه المستقبلية لامة يعيش ما يقرب من نصف سكانها تحت خط الفقر ولم يقدم أي حلول او برامج او مشاريع لتحسين الخدمات الأساسية سواء خدمات صحية او تعليم او سكن يصلح للبني أدمين بديلاً عن الكلام العام الذي لا طائل منه
واخيراً اظن كثره الشكر والثناء علي المجلس العسكري قد تشعر الكثيرون بتغاضيك عن جرائم العسكر خلال الفترة الانتقالية