آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: التحرش
أصبح التحرش علي رأس الموضوعات التي تناقش في هذه الأيام . وأنا أري أنه ظاهره لها أسبابا وعوامل ربما بعيدة عن الشخص المتحرش به ذاته . وأنا أري بصفتي قانونية أن القانون هو الحل الأسلم والأوحد لمواجهة هذه الظاهرة بشكل سريع .
أما علي المدي البعيد فيكون ببث الدروس الدينية ونشر الأخلاق والفضيلة في التربية في المدارس ودور العبادة ( المسجد والكنيسة ) وفي وسائل الإعلام –إذاعة وتلفزيون – وبالنسبة للقوانين فإذا نظرنا إليها وجدنا العقوبات غير رادعة بالمرة .
فلابد من تعديل القوانين بحيث من يفكر في التحرش يفكر أكثر في عقوبته قبل الإقدام عليه . وخاصة أنه أصبح في وسط الشارع وفي وضح النهار . وأصبح بالإتفاق . هل أصبحت الأخلاق الفاسدة منتشرة لدرجة الأتفاق علي فعل فاضح . فهو لم يصبح سلوك غير قويم لإرضاء غريزة . لأنه لو كان كذلك لتم في الخفاء . او بعيد عن أعين الناس. ولكنه أصبح ظاهرة للأسف مخجلة ومهينة في بلد المفروض أنه أفضل البلاد الإسلامية وكذلك المسيحية في الحفاظ علي الدين . فعلا الشعب المصري متدين بطبعه حتي المخطئون منه . لا يجاهرون بالسؤ . ويندمون ويتوبون . ولكن أن تصبح المعصية جهارا نهار كذلك فهي ظاهرة تستحق الوقوف والضرب بيد من حديد علي يد من يفعل ذلك . ومن يقوم بالتحرش جماعات عامدة متعمدة يكون العقاب شديد إعدام مثلا . أو جلد علي مرأي ومسمع من الناس .
ولو أنه ليا تحفظ في مسألة الإعدام لا أعلم أن كان حلال أو حراما إزهاق روح عقوبة للتحرش ولكن لو كان الأمر لي لوجدت أن الإعدام شئ بسيط لمن يعتدي علي جسد أنثي سواء علنا أو سرا . المهم لابد من تعديل القوانين لتكون رادعة . أما أن بعض القنوات المصرية وأنا أشاهدها سمعت علي لسان مذيعها الذي قال وبالحرف أنه يقترح أن يكون رد التحرش تحرش بالمتحرش أي جزاء من جنس العمل . وأنا أري أن ذلك مرفوض جملة وتفصيلا . لأنه حرام فلا يجوزإباحة الحرام وتحليله ( فلا تزر وازرة وزر أخري – صدق الله لعظيم ) ولأن الفعل في حد ذاته محرم فكيف نعاقب بمحرم فأنا أري أنه لا يعتبر قصاص حيث أنه سيقوم شخص أخر بفعل التحرش فيصبح الفاعل للذنب ثلاثة أشخاص . ولأنه وهو الأهم أن المتحرش انسان فاقد للمبادئ والقيم ولن يترك التحرش به نفس الأثر الذي تركة في الشخص الضحية .
أما أن كان يقصد المذيع أن يتم التحرش بأحدي قريبات المتحرش كأمه أو أخته أو بنته فتلك الطامة الكبري . لأننا سننزل لمستنقع من التصرفات القبيحة لا مثيل له . ولأنه ليس من العدل أن يدفع شخص ثمن أخطاء شخص آخر . عموما ما أردت قوله علينا بالقانون – ليس سن القوانين فقط – ولكن تطبيقها وتفعيلها علي الكافة . فمن يقدم علي فعل خطأ يتذكر عقوبتة فيتراجع ومن يقدم علي إرتكاب فعل يتعظ ممن لحق به العقاب فيتواني .
والاهم نشر الوعي الديني والأخلاقي . واقصد كل الأخلاقي فلا يطالب بمنع التحرش من تسمع صوته وهو يشتم بألفاظ قبيحة فهناك تحرش لفظي من وجهه نظري كما يوجد تحرش فعلي . وأخيرا فإن إحترام الذات يبدأ بإحترام نفسك وإحترام من أمامك . حتي في كلامك وفي نظراتك وذلك أبسط أنواع التحرش .