كتاب 11

08:44 صباحًا EEST

وزراء جاءوا عن طريق الخطأ

لا وقت لدى الرئيس يضيعه، ولذلك، لا نقول إن عليه أن يبدأ، من لحظته، فى تنفيذ برنامجه الانتخابى الذى وعد به الناس، وإنما نتصور أن يكون قد بدأ فعلاً، ودون إبطاء ثانية واحدة!

وللرئيس، فى كل أحواله، أدوات سوف يعمل بها، ومن خلالها، ولابد أن من بين هذه الأدوات حكومته الأولى، التى يعكف المهندس إبراهيم محلب على تشكيلها منذ صباح أمس الأول.

ولو يذكر المهندس محلب، فإننى كنت قد كتبت، يوم تكليفه بتشكيل الحكومة، للمرة الأولى، قبل مائة يوم تقريباً، عن أنه ربما يكون قد قام بتشكيلها، فى وقتها، متعجلاً، لأن الناس فى ذلك الوقت كانوا يريدون حكومة جديدة، تالية لحكومة الببلاوى، على أن تأتى سريعاً، وتكون مختلفة!

وأظن أن أشخاصاً قد دخلوا حكومته، ولم يكن راضياً عنهم كل الرضا، وقد كان مما قلته فى حينه إن عليه أن يصحح ما يراه خطأً فى حكومته، وهو يعمل، وإنه ليس من الضرورى أن يتوقف ليمارس عملية الإصلاح هذه، إذ لا بديل أمامه عن أن يمارسها وهو يجرى!

واليوم.. جاءته فرصة لم تكن متاحة له قبل مائة يوم، وأصبح عليه أن يتخلص من وزراء يراهم هو، ويراهم معه الناس عبئاً عليه، وعليهم، بدلاً من أن يكونوا عوناً له، وللناس!

مثلاً.. كيف يبقى وزير الرى فى كرسيه لحظة واحدة، وهو الذى ابتز رئيس الحكومة، عند التشكيل الأول، بأن جاء بأوراق، كما نشرت الصحف فى تلك الأيام، تدين رجلاً كان مرشحاً للوزارة بدلاً منه؟!.. هل هذا رجل يؤتمن على وزارة الرى؟!.. وهل هذا رجل يجوز أن يكون عضواً فى حكومة للمهندس محلب، ثم فى حكومة هى الأولى للرئيس المنتخب؟!

مثال آخر.. رجل مثل وزير التعليم العالى كيف نتوقع أن يكون أميناً على الجامعات، وهو الذى اجتمع ذات يوم، بالمجلس الأعلى لها، ورفض دخول قوات الشرطة إلى الحرم الجامعى، رغم طلب رؤساء أكثر من جامعة، لملاحقة أنصار الجماعة الإرهابية؟!.. كيف يكون أميناً على جامعاتنا، وعلى طلابنا، وهو الرجل الذى تعاطف، بشكل غير مباشر، والحال هكذا، مع جماعة تنتهج العنف والإرهاب فى أرجاء المجتمع، ويرفع طلابها أعلام «القاعدة» فى حرم الجامعة؟!.. كيف يكون أميناً على جامعاتنا، وقد حوَّل مجلسها الأعلى، من المجلس الأعلى للجامعات، إلى «الأعلى للإرهاب»؟!

نرجو أن ينتبه رئيس الحكومة المكلف إلى أن الناس لا تنتظر منه حكومة جديدة، أو مختلفة، وفقط.. وإنما يريدون حكومة معجونة بـ«الروح» التى جاء بها المشير السيسى إلى الحكم، وهى مهمة كما ترى عسيرة للغاية، كما أنها مسؤولية أشد عسراً، وغالب الظن أن حكومة تعمل بهذه «الروح» لا يليق بها أبداً أن تضم وزراء من نوعية وزير الرى، أو وزير التعليم العالى، باعتبارهما مثالين لا أكثر.. إذ لابد أن فى الحكومة، بتشكيلها القديم المتعجل، أسماء أخرى، يشعر رئيس الحكومة حين يتطلع إليها بأن أصحابها جلسوا طوال مائة يوم فى المكان الخطأ!

التعليقات