كتاب 11

09:38 صباحًا EEST

الوعي..والتقدم

ونحن مقبلون علي مرحلة جديدة وفصل جديد من فصول مصر التاريخية في كتاب الزمن .. ومع تدشين نظام سياسي جديد وجمهورية ثالثة جديدة برئاسة جديدة وقيادة ارتضاها الشعب المصري باجماع غير مسبوق ، وبعد طي صفحات عابثة تلاعبت باقدار مصر واخرجت ولله الحمد وفي عملية تطهير ذاتية واسعة وعميقة اخرجت من احشاء مصر كل امراضها وجل شكواها واظهرت بعد ثورتين قوة المناعة الطبيعية المكتسبة لهذا الشعب وقوة لفظه للغريب القادم علي تركيبته الثقافية الحضارية  وبينت ايضا  كم المشكلات والاختلالات والشوائب التي تعاني منها مصر علي كل الاصعدة آن لنا ان نخصص هذه السلسلة من المقالات للحديث والبحث عن اهم القضايا التي ينبغي معالجتها خلال المستقبل القريب علها تساعد صاحب القرار علي التبصر والبحث .

ان اول واهم القضايا التي توقفت عندها كثيرا ..قضية الوعي الجمعي للامة بعيدا عن الوعي الجمعي المتوارث الذي يكتسب قوته الذاتية وعنفوانة الفاعل من تاريخ طويل لهذه الامة  -اتحدث عن وعي جديد لابد ان يسود في المرحلة المقبلة –وعي سياسي اصابة الصدا من طول التجريف الفكري السياسي والذي جهل الملايين عن قصد مبيت خلال الثلاثين عاما الماضية عن الحقوق السياسية للمواطن ودورة الفاعل في الحياة السياسية لبلادة ووضع العراقيل امام اكتساب الوعي السياسي خاصة لدي شريحة الشباب –اللذين اصبحوا الان رجالا يصارعون البقاء من اجل لقمة العيش ودروب الحياة والهاهم الروتين اليومي الذي وضعوا فية فاستحالت امامهم كل فرص النمو والتقدم بعد انطفاء الامل بفعل فاعل !

لقد كانت السياسات القمعية امام النظام الحاكم في مصر في الماضي وعمليات التجهيل المعقدة التي كانت تمارس عن طريق الجهاز البيروقراطي العتيد للدولة بما فيها مؤسسات التعليم والاعلام والالهاء المتعمد علي تسطيح الوعي عن طريق خلق ازمات السلع الاستهلاكية وخلق المطبات والعراقيل الكثيرة امام سبل الحياة بداية من المرور واختناقاتة وحتي طوابير الخبز وحتي  التنفس الذي اصبح محملا بعوادم خانقة وحتي موسم المدارس ومباريات الكرة التي تلهي الشعب وتحرق وقتة حتي لا يجد وقتا للحديث –مجرد الحديث- عن الامور السياسية بدعوي الترفيه وتتحول احاديث الناس رويدا رويدا عن فلان الذي يصارع علان وفلانة التي فعلت كذا ناهيك عن التحكم في كل السلع الرئيسية مثل الخبز والوقود والسجائر بحيث يتم خلق الازمة الوقتية في وقت معين من اجل السيطرة علي احاديث الناس وابتلاع وقتهم في التفكير في المعاناة ثم الخلود للنوم العميق اليائس بعد يوم طويل من الصراعات علي كل شئ مهما كان تافها –لقد اصبح الصراع عنوانا بين الناس حتي في ابسط الاشياء –ولنتذكر عدد الاكتاف القانونية في مشهد اللحاق باتوبيس او ميكروباص للظفر بمقعد متهالك وقت الذروة –
ان الوعي السياسي الذي عاني طويلا من التسطيح والتجهيل هو المشروع الاول الذي ينبغي علي صانع القرار ان يضعة في الاولوية خلال السنوات المقبلة ومن ضمن مفردات هذا الوعي شيوع الانهزامية والاتكالية والتشاؤم المرضي اضافة للتبرير السهل وارتكان الي نظرية المؤامرة دون الحديث عن العوامل الموضوعية الحقيقية والقول بان كل ما يتعرض الية الانسان المصري هو فقط بسبب المؤامرة فلا زلنا لم نتخلص بعد من افرازات المرحلة الاستعمارية .

لابد من التركيز في قادم الايام علي خلق وعي مصري جمعي جديد يتناسب مع معطيات العصر الحديث وهي مهمة ليست بالسهلة ولكنها رئيسية ورئيسية جدا …

التعليقات