مصر الكبرى
محمد حنفي الشنـتــناوي يكتب … ديمقراطية النهضة
تبني الأمم المتقدمة والناهضة آمالها الكبيرة على نهضة الشباب وقدراتهم على تطوير البلاد وازدهارها في المستقبل وتضع لذلك خططا وبرامج وميزانية ضخمة لدعمهم في جميع المجالات الا نحن فان المليارات من الدولارات تذهب إلى جيوب الفاسدين والمفسدين والملايين من شبابنا لا يعرفون إلى أين سيتجهون ..! .
وربما يسال ساءل ما الذي تريده من الشباب وما الذي ينقصه هذه الأيام في ظل الحرية المشروعة وهنا نقول إن الشباب طاقة خلاقة ومبدعة وان بلادنا الخارجة من دمار الفساد وتوارث الاعمال وعنجهية المغامرات بحاجة إلى أعمار وتوظيف الطاقات المشتعلة في المجالات كافة مثل التعليم والاقتصاد والثقافة والفنون والعلوم والعناوين الأخرى ولكن مؤثرات الواقع والتي لا تحتاج إلى دليل فهي تحت مدركات الجميع وتفصح بان ملايين الشباب لا يجدون أمامهم طريقا سالكا لاستثمار طاقاتهم ليسهموا ببناء الوطن حيث كانوا يحلمون بان قوى التغيير ستحول البلاد إلى خلايا أنشط من خلايا النحل .فيجب على الدولة إن تزج الملايين من الشباب للعمل بالزراعة وآخرين يعملون بالصناعة ومجموعات أخرى تنهض بالبناء إلى حافات السماء ورابعة تستصلح الأراضي وتحيي الصحراء وأخرى تبدع في التكنولوجيا وفي بناء محطات الكهرباء وتطور الجامعات والرقي بالمؤسسات الحكومية والعلمية والطبية لكن كل هذه الأمور وللأسف الشديد معطلة بعد الثورة التي نادت بكل الطموحات سالفة الذكر لذلك فان النتيجة الحتمية لطاقات شبابنا مهدورة في جميع المجالات.لقد استبشر الشباب خيرا بانهيار النظام السابق ولعل الأحلام وأعظم الأمنيات قد جالت في خاطر عشرات الآلاف من الأكاديميين من أصحاب الشهادات العليا المقموعين داخل البلاد أو المهاجرين خارجها ومعهم مئات الآلاف من أصحاب الخبرات المهنية في التخصصات المختلفة أن تفتح لهم كل الأبواب لانتزاع حقوقهم في تولي المسؤولية والمساهمة في صنع القرارات المصيرية لنقل البلاد نوعيا الي المستوى الذي يستحقه الشعب وتؤهله لذلك ثرواته الطائلة وتراكم خبراته وتوفر العقول المتخصصة والتاريخ العريق وهي عوامل كانت معطلة في الماضي وقد تعطلت أيضا بعد اسقاط جزء من النظام السابق وذلك لشدة الموجات الفكرية المتشددة والنمغلقة التي خلقتها تلك الجماعات التي تتحدث باسم الدين والجماعات التي لازالت علي ولائها الشديد لذلك النظام الفاسد الذي سيطر علي كل مقاليد الامور في البلد ونهب ثرواتها مما ادي الي تكالب أعمى للسيطرة على السلطة بدون شروط أو استحقاقات وكانت الارجحية للهيمنة السياسية وليس العلمية ونتج عن هذا الواقع حكومات متعاقبة غير قادرة على تنفيذ استراتيجيات حقيقية في التنمية البشرية فتبعثرت جهودها وضاعت مليارات الدولارات دون إن يتحقق الحد الأدنى من الانجاز الذي يبهر القريب ويدهش البعيد والسبب كما قلنا إن العقول الناضجة والخبرات المتخصصة كانت بعيدة ومهمشة وغير قادرة عل أن تدخل حلبة المنافسة السياسية أو إبرام الصفقات المريبة التي لا تليق بها ولا تنسجم مع تقاليدها المهنية والأكاديمية .إن هذا الواقع المرير يحتاج أولا لمراجعة دقيقة منذ سقوط النظام في 2011 وإلى هذه اللحظة والاعتراف بالحقيقة بان الدولة أهملت الشباب لتتفرغ لصراعاتها السياسية من اجل المناصب والمكاسب الشخصية وضياع المليارات على مشاريع وصفقات وهمية وعليها البدء بوضع البرامج التخصصية للقضاء على الأمية بكل أشكالها والعمل على تطوير المدارس والجامعات ودعم القطاع الخاص لينهض بالصناعة والزراعة وبقية الاختصاصات ليصبح عندنا مثل بقية الدول الحديثة إنتاج قومي واضح ومعنى ذلك توظيف جوهري لكل الطاقات والتخصصات وليس الاكتفاء بتشغيل الناس في الأجهزة الحكومية وبطرق تقليدية وبيروقراطية غير منتجة كجعل الجميع يستهلك ولا ينتج ويستورد كل شيء من الغذاء إلى الحذاء .ولعل فاتحة هذه الأسئلة سؤال مهم يتبادر إلى الذهن ومفاده من هو القادر على وضع الخطط وتوجيه الأموال لإنقاذ تطلعات الشباب من اجل بناء مستقبل زاهر لمصر والجواب هو المصري الاصيل الذي ينتمي فقط الي مصريته وقوميتة دون النظر الي ايدلوجيات مختلفة او صراعات دينية للسيطرة علي السلطة والعمل الجاد دون النظر لانتماء .