آراء حرة
محمد حمدي الحلواني يكتب: سنة أولى دولة
الدولة المصرية بعد تنصيب السيسى رئيسا لها تبدأ أولى الخطوات الجادة نحو الأنطلاق لعالم الرخاء والتنمية هكذا يريد المصريين من رئيسهم الجديد فالآمال الكبيرة معقودة على هذا الرجل وعلية أن يثبت لمعارضية قبل مؤيدية أنه رجل المرحلة وأن حبة لهذا الوطن هو الدافع الأساسى لسعية نحو كرسى السلطة وأنة ليس لدية أطماع شخصية أوحزبية أومؤسسية تدفعة للجلوس على هذا الكرسى الذى مازالت تفوح منة رائحة عفن بعض من جلسوا علية وسرقوا أحلام البسطاء من هذا الشعب الذى عانى لسنوات طويلة من فساد دولة البطش والنهب وتكتيم الأفواة وأستخدام الآلة الأمنية وقانون الطوارئ كسيف مسلط على رقاب من يعارض سياساتهم القائمة على تحقيق النفعية وسرقة أموال الدولة وأيضا فساد دولة المتاجرون بالدين الذين يرفعون شعارات تحمل معانى سامية وأقوالهم تتصف بالبذاءة وتنهش فى جسد كل من يخالفهم الرأى وتصفهم بالنفاق والكفر ومن أجل ذلك قامت ثورتى يناير ويونيو للقضاء على فساد الدولتين وقد تحقق لها ما تريد
لقد رحل عنا فساد دولة المتاجرون بالدين بعد أن سقطت أقنعة الورع والخشية وظهرت وجوههم الحقيقة التى لا تختلف عن الوجوة التى رأيناها فى عهد مبارك وجوة تسعى لتحقيق مصالحها الحزبية وفقط ولدينا شكوك فى أن دولة مبارك تسعى للعودة من جديد بنفس وجوة رجالاتها القبيحة التى تطل علينا من حين لأخر وعلى فترات متقاربة لتظهر مرة أخرى على نافذة شاشات فضائيات إعلام المال السياسى تدعى الثورية وتذم الفساد وهم من عقدوا مع الشيطان مواثيق للسرقة والنهب طوال فترة حكمهم وعلى السيسى أن يعلم جيدا أن هؤلاء هم شر القوم الذين أفسدوا تاريخ مبارك السياسى وأهانوا سمعة وتاريخ شرفة وإنجازاتة العسكرية فإياك والأقتراب من بطانة السوء
لقد فقدت الدولة المصرية هبيتها وسلطانها داخليا وخارجيا بسبب سياسات القائمين على إدارة شئونها وهى الأن فى بداية عهد جديد نأمل فية من الرئيس السيسى ومعاونية أن يرعوا مصالح هذا الشعب وأن يعملوا بكل ما لديهم من ضمير ووطنية على إستعادة كيان الدولة المصرية التى ضاع منها حلم التنمية وسرق منها الفسادون أحلام البسطاء فلم نعد نملك رفاهية أن نعيش فى أحلام غير قابلة للتطبيق أو أن نرفع شعارات ذات معانى رنانة لا تسمن ولا تغنى من جوع فقد جاء الوقت ليحصد فية المصريين ثمار ثورتى يناير ويونيو فى وقت لا مجال فية لغير العمل الجاد والحقيقى الذى ينتشل دولتنا من بئر الفوضى الذى وقعت فية بفعل ثورية بعض الحمقى الذين أستفادوا وحدهم من الظهور الإعلامى حتى حققوا نجومية وهمية سقطت سريعا فهم بألسنتهم الطويلة لم يقدموا لنا سوى الردح ليل نهار والبكاء كذبا ونفاقا على دماء الشهداء وقد جاء الوقت ليرحل كل هؤلاء من الحياة السياسة لنؤسس لنظام جديد تحت عنوان مصر المستقبل الأفضل
إن مصر فى عهدها الجديد عليها أن تؤسس لبناء نظام حكم ديمقراطى يقوم على أرساء قواعد العدالة والمساواة وسيادة القانون نظام حكم يحترم الحقوق والحريات ويرعى مصالح الوطن ويحفظ حرمة الدين والنفس نظام حكم لا وجود فية لأرباب المصالح والأنتهزاية فى مواقع المسئولية وإنما لأصحاب الكفاءات والتخصص وليس أهل الثقة وحاشية النفاق نظام حكم يستطيع خلق بيئة أقتصادية مصرية جديدة تواكب التطورات التى تحدث فى المحيط العالمى بيئة جاذبة للأستثمار المحلى والأجنبى من أجل أقامة المشروعات الصناعية كثيفة العمالة مشروعات منتجة وليست ريعية كما كان فى الماضى تستهدف توفير كل متطلبات السوق المحلى والسوق الخارجى نظام حكم يقدر العلم ويعظم من شأن علماء الوطن ويشجع البحث العلمى نظام حكم يهتم بالشباب وقادر على إستغلال طاقاتهم المهدرة وينشئ لهم صروح ثقافية وأكاديميات سياسية تغذى عقولهم بتاريخ مصر وتعلمهم فنون السياسة وطرق ممارستها حتى لا يكونوا فريسية للتبعية الفكرية بسبب أفتقادهم الخبرة والقدوة وآليات الممارسة السياسة الصحيحة نظام حكم يقيم علاقات دولية متوزانة مع الجميع على أساس من الندية الكاملة دون خنوع أو تبعية لسيطرة دول قوى الشر العالمية نظام حكم يسعى لأسترداد وبكل قوة دور مصر الأقليمى وتأثيرها على القارة الأفريقية صاحبة الوجة الأسود والقلب الأبيض وذات العمق الأستراتيجى لكيان الدولة المصرية
كل ذلك وغيرة الكثير بمثابة محددات وعوامل نحاج الدولة المصرية فى ثوبها الجديد ويجب على الرئيس أن يضعها صوب عيناها وأن يسعى لتنفيذها الا أن تلك العوامل لن تتحقق بمجهود الرئيس وحدة دون معاونة الشعب لة والوقوف بجوارة فالشعب هو صانع التنمية وهو الذى يملك كل أدوات النهوض بوطنة وعلية من الأن أن يسرع بخطوات ثابتة وواثقة نحو البناء والعمل والأنتاج وأن يتخلى عن نزعتة الإستهلاكية وأن يفهم ويعى جيدا أن لة حقوق وعلية واجبات وأن العدل والحق هو أن يطالب بحقوقة وأن يؤدى واجباتة على قدر من المساواة دون تغليب المطالبات بحقوقة على أدائة لواجباتة إن مصر أمانة فى أعناق الجميع وهى الوطن الذى يعيش فينا ونحن نعيش فية وعلينا أن ننحى من الأن خلافتنا بدلا من الشقاق والتشرذم وأن نجمتع على كلمة سواء هى كلمة حب الوطن