تحقيقات
محجبات حاضرات بقوة في ملاعب المونديال (تقرير)
لا يعرفن ليونيل ميسي ولا شواطئ كوباكابانا، وبلدهن باكستان لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، غير أن عاملات باكستانيات محجبات سيكنّ الحاضر الأقوى في المونديال، وذلك عبر ما صنعت أيديهن الـ”برازوكا”، الكرة التي عملن على تصنيعها.
غولشان بيبي هي واحدة من العاملات، وهي إلى جانب زميلاتها سيتابعن المباراة الافتتاحية للمونديال بين البرازيل وكرواتيا في 12 الجاري، غير أن أعينهن بخلاف مئات ملايين المشجعين حول العالم، لن تبحث على “المستطيل الأخضر” عن نجوم الكرة، بل ستكون شاخصة إلى الكرة.
فالكرة الرسمية للمونديال ستصنع في سيالكو شرق باكستان على يد عمال شركة “فورورد سبورتس”، ومعظمهم من النساء. وتمتاز “برازوكا” بابتكار جديد على مستوى الهيكلية، إذ تنفرد بتناظر فريد لست لوائح متماثلة، إلى جانب هيكلية مختلفة للطبقة السطحية توفّر ميزات التحكم بالكرة وإمساكها واستقرارها وأفضل آلية لحركتها على أرض الملعب.
وقالت غولشان التي تتطلع لانطلاق المونديال لوكالة “فرانس برس”: إن “النساء جميعهن في المصنع فخورات لكون الكرات التي صنعنها ستستعمل”
ويعتبر تصنيع الكرات في باكستان بمثابة تقليد قديم، رغم أن البلد الذي يقطنه 180 مليوناً يشتهر برياضة “الكريكت” التي تعتبر اللعبة الشعبية الأولى.
ثمن الكرة ورواتب العمال
بعد الكثير من الفضائح المتصلة بعمالة الأطفال، وتحديداً بدوامات العمل الطويلة في مقابل رواتب زهيدة لحساب شركات غربية كبرى، سعت “أديداس” إلى تحسين معايير العمل لدى شركائها المحليين.
ففي معمل يقع ضمن منطقة مغبرة ومزدحمة، يصرّ المدير العام لـ “فورورد سبورتس”، خواجا مسعود أُخطر على احترام معايير العمالة، وهو يشدد على أن جميع العاملين، ومن بينهم الكثير من النساء المحجبات، عليهم إثبات أنهم في السن القانونية وإبراز هوية تؤكد ذلك.
ومع عجز اليد العاملة الصينية عن تلبية حجم متطلبات “برازوكا”، اختارت “أديداس” الشركة الباكستانية لزيادة إنتاجها مع اقتراب موعد المونديال. وفي أقل من شهر، نجح الباكستانيون في تأمين المعدات اللازمة والانطلاق في عملية التصنيع. وبراتب يتخطى بقليل 100 دولار أميركي شهرياً، وهو ما يفوق بعض الشيء الحد الأدنى للأجور في باكستان، لكنه أقل بكثير من ثمن “برازوكا” البالغ 160 دولاراً، ينكب العمال على لصق الأجزاء الستة للكرة عاليــة التقنـية.