أبشع الحروب عبر التاريخ

وعلى  امتداد التاريخ الإنسانى الحديث، كانت أشرس الحروب والمواجهات العسكرية هى التى تستند على خلافات عقدية أو رؤى عرقية متطرفة، أو شيفونية أيديولوجية ورغبة فى تسيّد العالم وحكمه عبر أفكار سياسية وفكرية خاصة بأصحابها، وفى هذا الملف يعرض لكم “كايرو دار” تاريخ أكثر المعارك دموية فى عمر المسيرة البشرية فى عصورها الوسطى والحديثة.

فتوحات تيمور

فى نهاية القرن الرابع عشر، قام الزعيم الصينى “تيمور لنك” بغزو آسيا بحثًا عن القوة والنفوذ، وهو ما نجح فيه، وقام بعد ذلك بتأسيس الإمبراطورية المغولية فى الهند، والتى استمرت حتى منتصف القرن الثامن عشر، وتسبّبت حروبه التى شنّها طوال حياته فى محاولة غزو دول العالم متقدِّمًا نحو الشرق الأوسط، فى قتل أكثر من 15 مليون شخص، على حسب تقديرات المؤرخين.

حرب المغول

الإمبراطورية المغولية – التى يقال إنها الأكثر دموية على مر التاريخ، وأكبر إمبراطورية فى تاريخ البشرية من حيث المساحة، حيث كان المغول يتحكمون فى 20% من مساحة الكرة الأرضية – تمتعت بالعديد من الحكام الأقوياء الذين كانوا يفتحون مناطق كثيرة فى العالم، وتسبّبت حروبهم فى وفاة أكثر من 45 مليون شخص، بسبب وحشيتهم المفرطة وتدميرهم للعديد من المدن، دون حتى أن يعرضوا على أهلها الاستسلام.

حرب منشوريا

فى عام 1616، بدأ زعيم منشوريا المُسمّى “نورشاسى”، السيطرة على قبائل منشوريا المتواجدة فى الصين، وفى عام 1618 طالب سلالة “مينج” بأن تدفع له الجزية، ولكنهم رفضوا ودخلوا فى حرب معه استمرت لسنوات، وفى النهاية خسروا الحرب، ولكن لم يدم حكم سلالة “منشوريا” طويلاً، فقد أسقطت إمبراطوريته، وبدأت جمهورية الصين فى الظهور للعالم عام 1912، ويقدر عدد القتلى خلال هذه الحرب بـ 25 مليون شخص.

حروب الثورة الفرنسية

بعد فترة الاضطرابات العنيفة التى شهدتها فرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام، فى عام 1799، بعد انهيار النظام الملكى الفرنسى، أعلن نابليون بونابرت نفسه إمبراطورًا على فرنسا عام 1804، ووجدت أوروبا خطرًا كبيرًا قادمًا نحوها، بهدف الإطاحة بالملكية التى تتخذها أكثر الدول الأوروبية نظامًا لها، بعد ما حدث فى فرنسا، لذلك تحالف الجميع ضد نابليون، ولكن إسبانيا ورومانيا لم يصمدا كثيرًا، عكس إنجلترا التى هزمته فى معركة “جسر واترلو” فى 18 يونيو 1815، وبعد انتهاء الحرب وصل عدد القتلى إلى مليونين ونصف المليون جندى من أوروبا، إضافة إلى مليون مدنى.

حرب الصين الدينية

فى القرن التاسع عشر قامت الحرب الدينية فى الصين، أو “حرب الإمارة الإسلامية” كما أطلق عليها البعض، وتُسمّى أيضًا بـ “ثورة دونجان” و”حرب الأقليات”، وقد وقعت الحرب بسبب انطلاق العديد من الانتفاضات التى تهدف لإقامة إمارة إسلامية فى الصين، والتى فشلت فى النهاية وتسبّبت فى موت أعداد كبيرة من المسلمين، وقُدّرت أعداد القتلى بـ 12 مليون شخص، أما الأمر المؤكد فهو فقدان بلدة “هوى” – التى كان أكثر سكانها من المسلمين – لنسبة 91% من كثافتها السكانية بعد الحرب، وهو الأمر الذى أدى لهروب العديد من المسلمين إلى روسيا.

التمرد المسيحى

كانت حرب التمرّد المسيحى، أو “تمرد التايبينج”، أكبر الحروب الدينية التى نشأت فى القرن التاسع عشر فى الصين، بسبب رغبة جزء كبير من الشعب بتعديل الديانة البوذية، وإضافة بعض الأمور من المسيحية إليها، وقاد هذا التمرد “هونج تايبينج”، وهو ما نجح فيه وسيطر فى إثره على الحكم، فأراد أن يمحو كل الأديان التقليدية وغير السماوية، كما رغب فى شنّ حرب خاصة على سلالة “تشينج” التى حكمت الصين فى ذلك الوقت، ولكن القوات الفرنسية والبريطانية دعمت سلالة “تشينج”، واستمرت الحرب لمدة زادت عن 15 عامًا، وانتهت بهزيمة “تايبينج” وفقدان ما يقرب من 20 مليون شخص.

الحرب العالمية الأولى

اندلعت الشرارة الأولى للحرب العالمية الأولى، عندما قتل المجند اليوغسلافى “جافريلو برينسيب”، على يد المقاتل النمساوى “فرانز فرديناند”، ومن هنا انطلقت الحرب التى شاركت فيها معظم دول العالم، وانقسمت إلى مجموعتين: الأولى تضم المملكة المتحدة وفرنسا والإمبراطورية الروسية وبلجيكا وصربيا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والثانية تتضمن الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية العثمانية ومملكة بلغاريا، وانتهت الحرب فى يوم الهدنة، 11 نوفمبر 1918، بعد استسلام ألمانيا، وتسببت الحرب في قتل ما يزيد عن 16 مليون شخص.

الحروب البلشفية

كانت الحرب الأهلية الروسية مجموعة من المعارك التى أكلت كل حىّ وجماد فى البلاد، تلك المعارك المتتالية التى شكلت فى النهاية الثورة البلشفية “الثورة الشيوعية فى الاتحاد السوفيتى” بقيادة فلاديمير لينين، وجوزيف ستالين، على القيصر الروسى، حيث مكّنت البلاشفة من إعدام القيصر وعائلته بأكملها، وفى نهاية الحروب التى خاضها الدب الروسى بسبب تلك الثورة، وصلت أعداد القتلى إلى 20 مليون شخص، منهم 15 مليون شخص ماتوا بسبب الحروب، ومليون ونصف المليون جندى ماتوا فى أثناء الاشتباكات، وأكثر من 250 ألف شخص أُعدِموا بتهمة أنهم أعداء للثورة.

 الحرب العالمية الثانية

أكثر الحروب دموية فى تاريخ البشرية، بدأت شرارتها الأولى عام 1937، عندما أعلن الإمبراطور اليابانى “هيروهيتو” الحرب على الصين، بينما بدأت الحرب رسميًّا عام 1939، عندما أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا بعد يومين فقط من غزو القوات النازية لبولندا، وانتهت الحرب عام 1945 بهزيمة الزعيم النازى الأمانى “أدولف هتلر” وجيشه، ووصل متوسط عدد الضحايا خلال فترة الحرب إلى 56 مليون شخص، وهناك أشخاص آخرون ماتوا بعد انتهاء الحرب إثر الإصابات وتداعيات استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقنابل الذرية ضد اليابان، لذلك فإن عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين قد وصل إلى 73 مليون شخص.