كتاب 11
جماعة شرف البوليس
الموضوع يحوم حول عقلى ضاغطا عليه بشدة، غير أننى كنت أتمكن من الإفلات منه مقنعا نفسى بأنى لا أمتلك معلومات كافية عن جماعة شرف البوليس التى أنشأتها الشرطة فى فرنسا فى مرحلة التسعينيات وما قبلها.. ترى ماذا هى حكاية هذه الجماعة؟
هى مرحلة فى تاريخ فرنسا، عصابات المافيا كانت تمارس عمليات القتل ضد خصومها فى الشارع، وعندما تتابع الشرطة الواقعة وتقدم مرتكبيها للقضاء كانت هذه العصابات تقتل الشهود، عندها بالطبع كان القضاء يحكم ببراءة القتلة. مساحة الاستهانة والخسة اتسعت لتشمل كل مخلوق فى المجتمع، خاصة رجال الشرطة. كانوا يقتلونهم بلا حساب، تماما كما تفعل العصابات المصرية المكلفة من السماء بقتل من فى الأرض فى بلدنا مصر
هنا يبدأ رجال الشرطة فى الإحساس بأنهم لم يدافعوا عن شرفهم كما يجب، فيتخذون القرار بإنشاء جماعة شرف البوليس. هذه الجماعة سيكون لها أجهزة التحرى الخاصة بها، وتشكيلاتها القضائية، ثم وحدة تنفيذ الأحكام. الواقع هم سيكونون فى حاجة لتنفيذ حكم واحد، هو إعدام شخص بعد محاكمته محاكمة عادلة وذلك بغير تحويل أوراق سيادته إلى مفتى الديار المصرية. الهدف هو إيصال رسالة مؤكدة إلى القتلة بأن لحظة قتلهم قد حانت.
إن وجود جماعة من الشرطة تعمل فى سرية مطلقة، ستكون لديها قدرات أكبر على الحصول على المعلومة المطلوبة، البشر يميلون إلى مساعدة الأقوياء بشرط أن تكفل لهم السلامة. المهم فى نهاية الأمر أن كل من يحرق مدرعة للشرطة سيتم حرق بيته فى نفس الليلة بواسطة مجهولين. أن تراقب تحركات ضابط شرطة لكى تقتله، عليك وعلى أهلك أن يعرفوا أنك ستقتل فى نفس الليلة.
هل أنا أقوم بتحريض الشرطة على أن تقوم بتقليد إخوة لهم من فرنسا لحماية أنفسهم والدفاع عن شرفهم الشخصى؟.. نعم أنا أقوم بتحريضهم على ذلك.. أنا أقوم بتحريض رجال الشرطة المصرية على قتل كل قاتل خسيس يتصور أنه لا يوجد من سيطارده ويقتص منه.
وهل ما أطلبه فيه عدوان على القانون؟.. نعم من فضلك.. ارفع صوتك قليلا لكى أسمعك.. نعم ما أطلبه ليس قانونيا ولكنه عادل بكل المقاييس.. أعظم حق من حقوق الإنسان وأعظمها قداسة هو حقه فى الدفاع عن نفسه، وكل ما أطلبه هو السماح لرجال الشرطة، وكان أبى واحدا منهم، أن يدافعوا عن حياتهم وعن شرفهم كأصحاب مهنة من أشرف المهن، ولتأخذ الصيغ القانونية التقليدية حقها بعد ذلك.
أنا شخصيا سأطالب بعقابهم، على الأقل لابد أن يُعاقبوا بلفت نظر، أو خصم يومين، أو حرمانهم من إجازة الخميس والجمعة.
على كل قاتل خسيس فى هذا البلد أن يعرف أن القرار بقتله قد اتخذ بالفعل.