آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: مستقبل مصر
أرجو قراءة نهاية المقال فهي أهم من بدايته من وجهه نظري . والبداية أقول لرئيس مصر القادم لم نخترك تشريفا أخترناك تكليفا ومهام جسام . انت مسئول عن أكثر من تسعين ألف نفس سيحاسبك الله عليها يوم القيامة . أحسن إختيار من يعاونوك فإن صلحت البطانة صلح الحاكم وإن فسدت البطانة فسد الحاكم . فليعينك الله . وشكرا لكل رجال الجيش ورجال الشرطة ولرجال القضاء . وشكرا ألف شكر لكل شخص كبير في السن ذهب إلي اللجان مستندا علي يد شاب . وكل سيدة كبيرة في السن شعرت بالواجب .
مناظر كلما رأيتها علي شاشة التلفزيون اغرورقت عيناي بالدموع . ناس بالرغم انها ربما لن تري ما سوف يحدث ولكنها تسعي لاستقرار البلد وتخاف علي البلد . شعور قوي بالإنتماء والمسئولية وشعور عظيم بحب الوطن . وشكرا لكل سيدات مصر .لإحساسهم بالمسئولية ولإحساسهم بالخوف علي بلدهم ومصلحة أولادهم وأحفادهم .لم يكن خروجهن في كل أرجاء مصر من أجل ممارسة حق ديمقراطي ولا سياسي كان خروجا بالفطرة , خروج الأم التي تريد حماية أبناءها وزوجها وأخوتها من المستقبل وحالة الفوضي والتردي التي تعيشها البلاد بعد ثورتين ومظاهرات فئوية أرهقت الدولة في كل المجالات . وشكرا لكل مصري شارك . شكرا لكل شخص عرف حقة وحافظ عليه .لقد ادينا دورنا علي أكمل وجه ويارب الي اخترناه يؤدي دوره . ويقدر ثقة الشعب فيه . هي مسئولية كبيرة لبلد كبيرة وشعب كبير .
شعب تعداده يعادل تعداد الوطن العربي مجتمع تقريبا . شعب برغم كل المحن صبور وبرغم كل ما يثقل ظهره قوي . شعب يعرف نعمة الشكر ونعمة الصبر . وأتمني أن يعرف نعمة العمل والعطاء . إن الرئيس القادم مهما كان لايستطيع فعل أي شئ بمفرده . البلد كلها منظومة واحدة والشعب كله لابد ان يعمل . وهناك نقطة مهمة جدا لابد ان يبحث فيها علماء الإجتماع وهي مستقبل مصر. وأقصد بالمستقبل ليس الشهور والسنوات القادمة أقصد بالمستقبل أهم ما فيه . وهو شباب وأطفال اليوم . هؤلاء الشباب للأسف يأخذون كل معلوماتهم من النت . ويوجد علي النت خبراء مدربون علي التشكيك في بلدنا وفي قدرتها وفي جيشها .
إسرائيل وغير أسرائيل يعملون وليسوا في حالة صمت . وليسوا في حالة سكون . نحن الذين في حالة سكون . كم من أب أو أم يتحدث مع أولاده عن مصر كيف كانت مستعمرة ولم تملك سلاحا ( كلما رأيت فيلم أبيض وأسود وتأتي غارة من اسرائيل ويقولون طفوا النور وينزل المصريين للمخابئ أقسم بالله عيناي تدمع الهذه الدرجة كنا ضعفاء لا نملك صاروخا واحدا يحمي مجالنا الجوي ) لم يعرف الشباب حروب الإستنزاف لم يعرفوا حتي حرب اكتوبر .
كل ما وجدوه الموبايل والنت . وذلك شغلهم الشاغل حتي القراءة أهملوها . زرت صديقة لي كانت معي بالخارج ونزلت مصر نزول نهائي من 4 سنوات . واثناء حديثنا قالت لي أنا زعلانه أولادي لا يحبون مصر . ومش عاوزين يعيشوا فيها . قلت لها دورك انتي فهميهم ان الوطن ليس بيت ومدرسة وشارع غير ممهد . الوطن شئ كبير وفي أثناء حديثنا تطرقنا لاحوال البلد فقالت لي بالحرف الواحد الجيش خاين وعميل . قلت لها خاين لمن ؟ وعميل لمن ؟. . جيش مصر الذي لايوجد مثله جيش علي الارض . خاين وعميل . ربما ليس لدينا أكثر الأسلحة تطورا ولكن عندنا جيش يموت قبل أن يفكر أي عدو أن يدخل بلده أو يخربها .
وعلمت لماذا أولادها لا يحبون مصر . لأنها هي لم تحب مصر . الحب ليس كلمات وأناشيد وإن كانت الأناشيد لها دور أيضا في الوطنية فعلا . ما أريد قوله أنقذوا مصر المستقبل من خلال إنقاذ شبابها علموا اولادكم في المناهج الدراسية الوطنية وأذكروا لهم دور الأبطال الذين استشهدوا .حدثوهم عن بطولات مصر من أيام أحمس . حدثوهم عن بطولات الفتوحات الإسلامية وكيف تكون المبادئ ( لا تخلع شجرة لا تهدم منزلا ولا تخرب مسجدا لا تقتلوا شيخا أو طفلا أو أمرأة ) كما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم حتي في الحرب توجد مبادئ . حتي في المنافسة توجد مبادئ . علموهم آداب الحوار وأدابالنقاش وأداب الإختلاف لابد أن تسود الأخلاق كل شئ. ..كان عندي بالكتاب صورة لبطل اسمه جواد حسني وكنت أتخيل أنه موجود وكنت أبحث عنه في الوجوه وكنت أتخيله بخيال الأطفال وأحببته وأحببت معني كلمه بطوله واستشهاد من أجل الوطن .
ربوا أولادكم تربية صحيحة لا يكفي أن تحبوا انتو مصر وتدافعوا لهم عنها سيأتي يوم وتتركوهم فلا تتركوهم في وهن وضعف وخواء . لانهم هم مستقبل مصر وفي أيديكم تشكيله . فلتجعلوه قويا وأولادك أقوياء . وبداية جديدة يارب وعهد جديد . ويارب كل إنسان يعمل وفي رأسه فقط أن الله سيحاسبه عن عمله . فليتقنه . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) صدق رسول الله.