مصر الكبرى

08:13 صباحًا EET

الهتيفة وصناعة الملوك

 
 
 نضم العديد من المثقفين والاعلاميين وغيرهم الى جوقة نظام ما رغبة في الوصول الى السلطة وبهائها وبريقها. لا ينتمي هؤلاء الى أيدلوجية او فكر لكنهم يسيرون في الركب أملا في تحقيق المكاسب. لذا فتغيير وجوه السلطة لا يهمهم لأنهم سيلحقون بالنظام الجديد وبكل مرونة ويمارسون نفس الدور بلا أي مشكلة. فغياب المباديء عن هؤلاء يسهل حركتهم كثيرا.

أما الفئة الأخطر من هؤلاء فهم صناع الملك King makers هؤلاء الذين لا يكتفون بالتصفيق لكنهم يلمعون الملك ويحشدون الملايين للهتاف باسمه. صانع الملك يدرك أنه لا فرصة لديه في الوصول الى منصب الملك لعيب فيه أو لقصور في المشهد السياسي. لذا يرتضي صانع الملك أن يصبح هتيفا خلف الحاكم يسبح بحمده كلما فتح الملك فاه وأفاض على الرعية بالأفكار الألمعية.
لكن خطورة صانع الملك في أنه يمشي على الحبل فوق هوة النار، فما أن يسقط الملك حتى يسقط صانعه وما ان يستفيق الناس ويخلعون الحاكم تراهم يستديرون الى الهتيف فتخلع النعال ليضرب بها صانع الملك ويكون مصيره الى مزبلة التاريخ.
ومازال صناع الملوك حولنا في كل مكان وزمان يصرون على التصفيق والتهليل واعتبار أن كل كلمات الحاكم مقدسة وكل أفعاله منزهة، ولو كانوا قد قضوا بعض الوقت في اعمال عقولهم وليس ألسنتهم .. كانوا ليتجنبوا ذلك المصير الذي بات قريبا.
 

التعليقات