كتاب 11

09:42 صباحًا EEST

فقط في العالم الثالث

لماذا يعلق المديرون صورة كبيرة للرئيس في المصالح الحكومية ؟ ولماذا ترفع صورة كبيرة للرئيس في فصول المدارس ودواوين الحكومة وباقي مؤسسات الدولة ؟وهل هذا العرف سوف يستمر في مصر بعد انتخاب الرئيس القادم كما عهدناة في العقود الماضية مع ملوك مصر ورؤسائها منذ اختراع الكاميرا ؟

ان صور الرئيس –اي رئيس – خاصة في دول العالم الثالث كانت علامة علي تالية الحاكم وتحويلة من مجرد موظف لدي الشعب الي نصف اله ورويدا رويدا يتسرب الاحساس بالعظمة والفخامة وكأن عيناه سيف مسلط علي جهازة دولته الاداري ورقيب عتيد رمزيا علي الاقل علي كل من يهمس او يتحدث !

ونحن في مصر خبراء في هذه العادة وربما نحن اللذين اخترعناها منذ عهد الفراعنه عندما كان قدماء المصريين يؤلهون حكامهم ويرسمون صورهم وانباء غزواتهم وانتصاراتهم علي جدران المعابد بل وصنعوا تماثيل عظيمة لهم تحكي اساطيرهم الغابرة ..

وكان حكام مصر سواء عبد الناصر او السادات او مبارك يتفننون في التقاط الصورة الام او الصورة التي تعكس الفخامة والقوة والجبروت وان كان عبد الناصر كان شحيحا في صورة (الحكومية )فلم تلتقط له صور كثيرة خاصة وهو يضحك الا صورة اة اثنتين ،اما الريس السادات فكان الاكثر حرفية وتم التقاط صور متنوعة له باشكال متعددة وبازياء متعددة اما مبارك فكان له مجموعة قليلة ايضا من الصور التي يطلق عليها الصورة الرسمية .

تعليق الصور اما علامة علي الحب او علامة علي التسلط والجبروت واللافت للنظر ان المصريين في مختلف المؤسسات والمدارس والجامعات في كل ارجاء الدولة لم يعلقوا صورة واحدة للرئيس المعزول محمد مرسي في واقعة تاريخية لم تحدث مطلقا –ربما كان الرفض العام من الشعب اقوي من العادة المتاصلة لدي المصريين .وكان الشارع المصري وبذكاء شديد ووفقا لاستطلاع صحفي للراي اجرته بعض المؤسسات الصحفية قد اعلن انه زهق من تعليق صورة للرئيس في عهد مرسي!!ملايين الجنيهات تصرف علي طباعة هذه الصور الفخمة للرئيس هذا بجانب البرواز او الاطار الفخيم الذي يليق بالمقام .

يا سادة كفانا تايها للحاكم –اي حاكم ومهما بلغت درجة حبة وشعبيتة –ادرك ان مشاعر الناس قلابة  وعاداتهم غلابة 

التعليقات