مصر الكبرى
الاخوان .. ونظام يوليو وعودة الفرصة
 ما هو موقف الاخوان من نظام يوليو ؟ قد يبدو السؤال ساذجا ويتصور من يقرأه ان الاجابة بديهية وهو ان نظام يوليو هو العدو الرئيسى للإخوان بلا جدال والشواهد على ذلك كثيرة وظاهرة للعيان بدءا من الصدام العنيف مع عبد الناصر الى الخلاف الحاد مع السادات الى الحصار والإقصاء والمطاردة مع مبارك وكل ذلك على خلفية من السجون والمعتقلات والمحاكمات والإعدامات احيانا كثيرة لم تتوقف الا فى لحظات نادرة على مدى ما يقرب من ستون عاما بعد ذلك هل يمكن القول بغير ذلك ؟ اذا يبدو الامر محسوما ولكن ماذا لو توقفنا قليلا وطرحنا رؤية مختلفة وقد تكون صادمة فى نفس الوقت وهى رؤية مبنية على اعادة قراءة التاريخ بان نطرح على انفسنا مجموعة من الأسئلة لم ترد على الأذهان من قبل من مثل ..
      ما هى علاقة تنظيم جماعة الاخوان المسلمين بتنظيم الضباط الاحرار قبل ٢٣ يوليو وانطلاق الحركة المباركة ؟ ما هى علاقة اعضاء اللجنة التأسيسية للضباط الاحرار التى كان يرأسها جمال عبد الناصر وتحولت بعد نجاح الحركة الى مجلس القيادة ثم اتخذت مسمى مجلس قيادة الثورة بمكتب الإرشاد وقيادات الاخوان ؟ ما هو دور الاخوان ليلة ٢٣ يوليو وفى الايام الاولى للحركة ؟ والاهم ماذا كان موقف الاخوان من اهداف الحركة وتصورهم لشكل النظام السياسى للبلاد بعد نجاحها  ؟ وأسئلة عديدة غير تلك الأسئلة قد تمثل إجاباتها مفاجأة مذهلة وقد تساعدنا كثيرا على فهم موقف الاخوان اليوم ، الحقيقة ان الاخوان كانوا يعتبرون انفسهم شركاءأصليون فى الحركة المباركة "كان هذا اسمها" مع تنظيم الضباط الاحرار وكانوا يرون انفسهم الأحق بالحكم باعتبارهم الواجهة المدنية للحركة او على الاقل ان يكونوا شركاء أصليين فى الحكم  باعتبارهم يملكون مشروعا للحكم وتنظيما قويا فى المجتمع ولكن عبد الناصر رأى غير ذلك فالاخوان بالنسبة له احدى القوى التى استخدمها مثلهم مثل اليساريين وجماعة حدتو وغيرهم وعليهم ان يقبلوا بالدور الذى يحدده لهم من هنا بدأ الخلاف الحقيقى بين الطرفين وفشل كل منهما فى اختراق الآخر واصبح الصدام حتميا وهو ما جرى بالفعل ولأن عبد الناصر كان الاكثر دهاء وهو ما لم يدركه الاخوان ولأن كل القوى المعارضة للإخوان وقفت الى جوار عبد الناصر ضد الاخوان بما فيها القوى الغير منتمية لعبد الناصر وحركته كانت النتيجة الطبيعية خسارة الاخوان ثم توريث الصراع لخلفاء عبد الناصر من بعده رغم بعض المحاولات التى قام بها السادات معهم للمصالحة على أساس رؤية عبد الناصر أى برسم دور محدد للإخوان يشاركون به فى النظام ولكن تلك المحاولات فشلت أيضاً لأن عقيدة الاخوان ثابتة لا تتزعع وهى … اما كل شيئ او لا شيئ … وتجدد الصدام والذى استمر مع خلفه مبارك وحتى تفجرت ثورة الشعب المصرى فى ٢٥ يناير ٢٠١١ وسقط حكم مبارك وتعرضت مصر تحت إدارة المجلس العسكرى لحالة تصدع سياسى واقتصادى واجتماعى غير مسبوقة اتاحت للإخوان- الذين نجحوا فى الحفاظ على تماسك تنظيمهم فى تلك الظروف الاستثنائية- فرصة تاريخية لتحقيق ما فشلوا فيه فى٥٢ وهو الوصول للسلطة كاملة غير منقوصة بما يمكنهم من تجربة تطبيق  مشروعهم  الذى أسس له حسن البنا .. بناء الفرد المسلم ، لبناء الاسرة المسلمة، لبناء المجتمع المسلم، لبناء الدولة المسلمة، لتكون نموزجا يقود العالم الإسلامى ويتحقق حلم الخلافة الاسلامية بالمنهج الاخوانى  … خلاف الاخوان لم يكن أبدا مع  الاهداف الرئيسية لحركة يوليو ٥٢ التى أنهت حكم الملكية والأسرة العلوية واقامت النظام الجديد ولكن خلافهم كان مع عبد الناصر وورثته فى الحكم الذين حرموهم من حقهم المزعوم فى القبض على زمام السلطة … وها هى الفرصة قد لاحت لهم بعد ٦٠ سنة لم يتخلوا فيها عن هدفهم رغم كل ما عرض عليهم وتعرضوا له فهل سينجحون ؟؟؟؟ لقد اقام عبد الناصر نظام يوليو السلطوى الذى استمر ستون عاما باسم ثورة يوليو .. فهل سيقيم الاخوان نظام يناير الإسلامى السلطوى باسم ثورة يناير وكم سنة سيستمر ؟؟ أفيقوا يرحمكم الله