مصر الكبرى
استطلاع جديد: ٣٧٪ من المصريين لم يسمعوا ببرنامج مرسي للمئة يوم الاولى
مع قرب انقضاء مهلة المئة يوم التي حددها الرئيس محمد مرسي لدى توليه السلطة لايجاد حلول فورية لابرز مشاكل المواطنين، يواجه اول رئيس مدني لمصر امتحان تقييم المواطنين لادائه، وهو تقييم تراوح بين مؤيد لما حققه حتى الان، ولا سيما ازاحته العسكر من الحكم، وبين ناقم على استمرار سوء الحال.
ومرسي، الذي تسلم السلطة في 30 حزيران/يونيو، وعد اثناء حملته الانتخابية بان يعمد خلال المئة يوم الاولى من فترة حكمه الى ايجاد حلول لخمس مشاكل رئيسية تواجه المصريين وهي بترتيب ورودها في برنامجه الانتخابي: المرور، الأمن، النظافة، الخبز والوقود، وقد وضع خطة تفصيلة من 64 بندا للتعامل مع هذه المشكلات الخمس.واليوم مع قرب انتهاء هذه المهلة لا يخفي كثير من المصريين ضيقهم من عدم تغير أوضاعهم المعيشية ومشكلاتهم اليومية، لكن آخرين قالوا ان الرئيس فعل ما لم يكونوا يتوقعونه بإزاحته المجلس العسكري من السلطة، وهو برأيهم انجاز كاف.وانشأ نشطاء مصريون موقعا اليكترونيا بعنوان ‘مرسي ميتر’ لمراقبة ما جرى تنفيذه من البنود ال 64، وبحسب ما رصده الموقع الذي يتابعه نحو 100 الف مصري فانه حتى الخميس اي اليوم السادس والتسعين من حكم مرسي، تحققت اربعة بنود فقط من خطة الرئيس الخارج من صفوف الاخوان المسلمين، بينما يجري تنفيذ 24 بندا اخر.وقال الموقع ان 43 ‘ من المصريين راضون عن الوعود التي نفذت في حين ان 57 ‘ منهم غير راضين.واكد استطلاع لمركز معلومات مجلس الوزراء، نشرت نتائجه صحيفة الاهرام الحكومية الثلاثاء، ان 37،2 ‘ من المصريين لم يسمعوا عن برنامج ال100 يوم الذي طرحه مرسي فيي حين توقع 18,2 ‘ من المستطلعين ان يحقق الرئيس النتائج المأمولة منه بينما اعتبر 46,2 ‘ من المستطلعين انه سيحقق نتائج جزئية.وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي ان مرسي سيعلن كل ما تم تحقيقه خلال المئة يوم الأولى من رئاسته بكل شفافية ووضوح خلال الأيام المقبلة.وفي الشارع المصري، كانت الاراء متباينة.وقال كريم محمد، وهو موظف ببنك استثماري (24 عاما) لوكالة فرانس برس ان ‘شيئا ملموسا لم يتغير بالبلاد خلال المئة يوم الأولى لمرسي’، مضيفا بينما كانت سيارته تتحرك ببطء شديد وسط مئات السيارات في شارع رئيسي مزدحم بوسط القاهرة ان ‘أزمة المرور تحسنت في أماكن بينما بقيت في أماكن أخرى بلا أي تغيير’.وتابع محمد، الذي صوت لمرسي في جولة الإعادة ولا يزال يقطع الطريق من بيته لعمله في ساعة ونصف يوميا، ان ‘أزمة المرور لم تحل لأنها تحتاج وقتا أكبر بكثير من المئة يوم، مرسي اخطأ عندما وعد بحل كافة مشكلاتنا اليومية في 100 يوم فقط’.وأطلق مرسي بعيد انتخابه حملة قومية لتنظيف الشوارع من أكوام القمامة المتراكمة، غير ان هذه الحملة جرى تفعيلها ليوم واحد فقط قبل أن تتوقف المبادرة وتعود القمامة لتملأ الشوارع.وفي هذا قالت راجية طارق (22 عاما) الموظفة في شركة ألبان ان ‘البلد كان يمكن أن تدار بطريقة أفضل مما يفعله مرسي أو حتى دون وجوده’. واكدت الشابة التي تسكن بحي إمبابة (غرب القاهرة) إنها لا تزال تمر بجوار أكوام القمامة في طريقها لعملها يوميا، مشددة على ان ‘شيئا لا يتغير تقريبا باستثناء تحسن الوضع الأمني، الأمور لا تزال سيئة’.وخلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، اي منذ تولي مرسي مهام منصبه، تكرر انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عن جل المدن المصرية، كذلك فان مصر تشهد أزمة وقود خانقة تعاني منها خصوصا سيارات النقل والاجرة التي تستخدم الديزل والتي تتكدس في طوابير طويلة امام محطات الوقود، كما تضاعفت أسعار الغاز المنزلي.واكدت إلهام مصطفى، ربة منزل (40 عاما) التي اعطت صوتها لرئيس الوزراء الاسبق احمد شفيق، منافس مرسي في جولة الاعادة من الانتخابات الرئاسية، أن سبل المعيشة تزداد ضيقا على أسرتها.وقالت ‘اشتري أنبوبة الغاز ب50 جنيها (حوالى 8 دولارات) في السوق السوداء (بدلا من 5 جنيهات وهو سعرها الرسمي) وأشتري الخبر السياحي الذي يبلغ ثمنه خمسة اضعاف الخبز المدعوم (من الحكومة) الذي وعد مرسي بتطويره ولكنه لا يزال غير صالح للاستهلاك الآدمي’.ويقول موقع ‘مرسي ميتر’ إن شيئا من وعود مرسي بخصوص الخبز لم يتم تنفيذه على الإطلاق، بينما اكدت صحيفة الوطن المستقلة سقوط خمسة قتلى بمدينة الإسكندرية الساحلية بعد تكرار نشوب المشاجرات بالأسلحة النارية بين المواطنين بسبب أولوية الحصول على الخبز.وأضافت مصطفى ‘لا أرى أي تحسن في أي قطاع من القطاعات التي وعد (الرئيس) بإصلاحها’، لكنها تابعت ‘الحقيقة أن مشاكل 30 سنة لا يمكن حلها في 100 يوم’.وفيما كانت سيارته البرتقالية الصغيرة تصطف في طابور طويل للتزود بالديزل، قال فادي جرجس، مندوب مبيعات بشركة حكومية، لفرانس برس ‘أقضي ساعتين في كل مرة أذهب فيها لمحطة الوقود، لم تتحسن الاوضاع عما كانت عليه قبل الثورة’ التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011.لكن جرجس، الذي شارك في الثورة، قال ‘رغم كل ذلك فقد أزاح مرسي عنا حكم العسكر.. وهو الشيء الوحيد الذي يحسب له’.وكان مرسي احال الى التقاعد، في 12 آب/أغسطس الماضي، قادة المجلس العسكري الذين تولوا حكم البلاد بعد اسقاط مبارك، في خطوة وصفت ب’ضربة معلم’ وانهى فيها الرئيس كل علاقة للعسكر بالسلطة بعد ان انتزع منهم سلطة التشريع التي كانوا منحوها لانفسهم عقب حل مجلس الشعب في منتصف حزيران/يونيو الماضي.وقال عصام عبد الحميد (48 عاما) وهو صاحب محل لبيع اجهزة هواتف محمولة، ‘يكفي مرسي أنه خلصنا من المجلس العسكري، هذا لم يكن متوقعا على الإطلاق’.وتابع عبد الحميد، وهو ملتح لكنه يؤكد انه لا ينتمي الى اي حزب سياسي، ان ‘التخلص من المجلس العسكري مكن مرسي من القبض على كثير من البلطجية في مختلف المدن والإسراع في وتيرة الكشف عن الفساد مؤخرا’، مضيفا ان ‘بقية الأزمات تحتاج تكاتف مجتمعي حقيقي لحلها’.اما محمد سعيد (65 عاما) الذي يمتلك متجرا صغيرا لبيع المواد الغذائية، فقال لفرانس برس ان ‘كل ما نبحث عنه أن تتحسن معيشتنا’، ثم أردف بإحباط ‘لكن شيئا لم يتغير’.
أ ف ب