آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: من ملفاتي
بعض ملفاتنا تحمل مواضيع وإن كانت صادقة إلا إنها تتحدث عن مرحلة مرت والحمد لله علي خير وأصبح الحال احسن . ولكنها من ملفات وأيام بالعمر مضت . وبرغم تغير الحال لأفضل حال ولكن توجد في الإنسان جروح تترك علامات بالقلب حتي بالرغم من السعادة وهذا المقال من ملفاتي : عندما يعجب شخص بشخصيتك وتشده قوتك وطموحك ونجاحك ويحب فيك كل شئ ويسعي للإرتباط بك . ويجعلك تحبه أو ربما أحببته في ذات الوقت .
ويسعد بنجاحك ويقدمك للآخرين بفخر . وعندما يجد نجاحك سيتغلب علي نجاحه . عندها يبدأ بالتغير . لا يستهويه نجاحك ويعلم جيدا عنادك وانك قوي العزيمة . فيبدأ يحاصرك بالحب وبالرغم أنه حب صادق ورغم أنه يبذل قصاري جهده لإسعادك .إلا أنه يبدأ في تطويقك وتقويض شخصيتك ووضعك داخل مربع من صنعه هو . فلا تستطيع فعل أي شئ , لا لعدم قدرتك . ولكن لأنك تحب أن ترضيه , ولأنك تحبه .
وتبدأ شخصيتك تتلاشي أمامه . وتحب ضعفك معه وتحافظ علي بيتك ووجودكما معا . وفجأة يظهر في حياته حب آخر أو توهم بالحب . فيبتعد ويتغير ويجعلك تري أسوأ أنواع العذاب . عذاب ربما لا يؤذيك بدنيا ولكن يؤذيك نفسيا . يتجاهلك ويعذبك . لا ينظر إليك لا يسمعك . لا يتحدث معك . تشعر وكأنك ستتحول لإنسان أخرس أسوأ عذاب أن تعيش مع شخص يتحاشي أن يناديك بأسمك . حتي طعامه يأكله بعيدا عنك . ويغلق علي نفسه غرفته ويتركك وكأنك قطعة من الأثاث . يتفنن في أساليب إهانتك النفسية . لا يعبأ لدموعك. يتحول لجبروت من الغلظة والتجاهل والقسوة . تتحول كل كلماته إلي أكاذيب . فلا تعرف إن كان صادق فيما يقول أم يكذب . وذلك إذا تكلم من الأساس . تشعر وكأنك تعيش مع شخص لم تعرفه من قبل ولم تره من قبل . يجعلك تشعر أن الحياة ستنتهي وأن الموت يحيط بك من كل جانب .
وعندما تريد أن تترك له كل شئ وتهرب يرفض هروبك . يشعرك أنك ضمن ممتلكاته ويتفاني في القضاء عليك ويقول لك . لن تجد شخصا آخر يحبك . وأنك شارفت علي نهاية حياتك . ومن الأفضل أن تستمر معه حتي ولو كنت انت ميت وفي نفس الوقت هو يعيش حياته لنفسه . يحاول تحطيمك خشية أن تدخل حياة أشخاص آخرون .
شئ ما من حب الإمتلاك . فتتحول حياتك لأنهار من الدموع .أحيانا علي حبك الذي قتل. وأحيانا علي عمرك الذي ضاع وأحيانا علي بيتك الذي بنيته بكل ما تملك من آمال وإنهار أمام عينيك . وعندما تسأله لماذا يفعل بك ذلك ؟ لماذا يعاقبك أنت علي خيانته هو ؟ فلا يجيبك وعندما تجد نفسك في إستمرارك موتك انت ونهايتك أنت . والقضاء علي ذاتك انت . تبدأ تساومه علي الخروج من تلك الحياة الموات . وتطلب من أهلك الذين لم تشكو لهم منه أبدا أن يساعدوك . ويتدخلون وتحصل علي الخلاص وكأنك العصفور الذي ظل حبيسا فتح له باب القفص . وتخرج من هذا القفص الذي عشت فيه أجمل الأيام وعانيت فيه أشد المعاناة . وبكيت فيه حزنا يكفي عمرك كله . وتقف لتبدأ من جديد . تكون أمام الناس قويا ولكنها قوة ظاهرية كتمثال مصنوع من حجر ولكنه أجوف . حتي تبدأ تنزف دما من أنفك وانت لا تعلم سببا لذلك غير أنه الحزن . وتشغل نفسك بعملك وتقرر أنه لن يكون لأي إنسان علي وجه الأرض حق أن ينفق عليك وتقرر أن تعتمد علي نفسك ونفسك فقط .
وتقرر أشياء كثيرة . ويقابلك في طريقك آخرون يحاولون منك الإقتراب فلا تسمح لهم . ويحاولون أن يدخلوا حياتك . فتتذكر من كان يجثو علي قدميه يقبل كفيك عشقا ومن كنت تري دموعه عندما يسهر بجانبك وانت مريض . ولكنه يوما ما تحول إلي أبشع شخص . عندما تغيرت المشاعر تغير كل شئ. وعندما تراه بعد فترة ينظر إليك نادما يود حتي لو يستطيع ان يسلم عليك . وبالرغم من أنك غفرت له ولكنك لا تستطيع نسيان ألمك لأن الجروح تترك أثرا حتي ولو شفيت . وتجد نفسك سعيد بإنتصارك .
وسعيد بأنك وجدت نفسك التي فقدتها . ولكنك مثل كل البشر تبقي بداخلك الذكريات بحلوها ومرها فأنك عندما تقابل آخرين وتنظر إلي من يتحدثون إليك فلا تري علي وجوهم سوي كلمة مكونة من أربعه أحرف لا يراها علي وجوههم سواك .فتقفل أبواب مملكتك عليك وتعيش فيها سيدا لنفسك لأنك تقرأ تلك الكلمه مكتوبة بخط واضح لا تخطئه عيناك ( كاذب ).