الحراك السياسي
النص الكامل لحوار السيسي مع ثلاث فضائيات: “ربنا يولي من يصلح مصر”
بدأ عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، حواره التليفزيوني المذاع على قنوات “الحياة” و”دريم” و”النهار” قائلا “بسم الله الرحمن الرحيم” ووجه التحية والتقدير للمصريين: “أنا سعيد بلقائكم وأهلا بكم”.
وأضاف في حواره مع الإعلاميين لبنى عسل، وائل الإبراشي، وخالد صلاح، فيه أغنية جميلة بتقول “المصريين أهم” وتابع أنه في هذا الجو الحار ودرجة حرارة تصل لأعلى من 45، لكنهم نزلوا رغم ذلك للتصويت في الانتخابات الرئاسية بالخارج، ليس فقط في دول الخليج بل في العالم كله، 7000 مصري اتحركوا بأتوبيساتهم وأقول لهم: “متشكرين وكتر خيركم.. إنتوا اللي بتدوا رسالة للعالم كله وليس لنا فقط”، المصري عندما يشعر في رقبته مسؤولية يتحرك على الفور.
وأكمل: في “حواري مع شباب شمال سيناء قالوا سوف نجمع محفظة من كل القبائل أكثر من 2 مليار لعمل مصانع رخام، قلتلهم فورًا، هذا يعني أن هناك تصورا واسعا لعمل 15 مصنعا”.
وعرض السيسي خريطة مقترحة لمصر عبر الشاشة، وقال إن الخريطة تهدف إلى إيجاد بنية أساسية ومشاريع لتطوير مصر، ومن خلالها ستضاف 22 مدينة تعدين جديدة، وإنشاء مناطق سياحية، وأيضا 8 مطارات، موضحا على سبيل المثال نعطي لمحافظات بورسعيد وإسماعيلية والسويس عناصر ازدهار، ونضع فيها فرص لتنوع الاستثمار.
كما أشار السيسي إلى ضرورة امتداد 4 ملايين فدان للقاهرة، ونتساءل هل المياه موجودة؟، وهل صالحة للزراعة أم لا؟، هذا الطرح قابل للتنفيذ، “وإن شاء الله هننفذه”، ما يظهر اليوم، يؤكد أن ذلك كان إرادة المصريين، فالمصريين يرسمون حاضرهم وتاريخهم.
وقال المرشح الرئاسي إننا لابد أن نحل أزمة المصريين، مشيرا إلى أن حجم الوعي الذي أصبح غير مسبوق من المواطن البسيط إلى أي نخبة، بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو. ورفض عبارة “مصر تتسول” قائلا: “نحن لا يليق بنا أن نقول ذلك، فالعلاقات بين الدول ليس بها تسول”.
وشدد على ضرورة التواصل بين أي قيادة والشعب، مضيفا: “أشفق على المصريين، لكنهم أصبح لديهم إحساس بحجم المشكلة، فالمصريين يشعرون بتحدٍ كبير وبإشفاق على القادم”.
ووجه المرشح الرئاسي عتابا للإعلام قائلا: التقيت بالإعلاميين سواء صحافة أو تليفزيون، وعتابي عليهم كان عندما تقابلت مع كبار رجال الأعمال واتحاد الصناعات في إطار تشكيل وعي حقيقي للمصريين، وقلت لرجال الأعمال “لابد أن تكونوا معنا من أجل مصر”، فتحول الكلام في الإعلام بشكل آخر، متسائلا هل مصلحة البلد تقتضي ذلك؟.
فتدخل الإعلامي وائل الإبراشي قائلا: إن “أحد رجال الأعمال قال إنك طلبت مائة مليار جنيه من رجال الأعمال للنهوض بمصر”.
وتابع السيسي، أن أمور الاستيراد والتصدير غير مستقرة وبالتالي هذا عبء عليهم، لكنني أقول مصر تحتاجنا جميعا، ومن يقدر على شيئ يقوم به، لكني أتوقع من رجال الأعمال شيئا إيجابيا في الفترة المقبلة.
وتطرق المرشح الرئاسي، إلى فكرة ترشيد الاستهلاك وشعور المواطنين بالخوف من “الترشيد” في فترة حكمه “حال فوزه” قائلا: “فيه ناس بتاكل حاجات صعبة جدا، وعيب علينا إننا نسيب الأمر ده يستمر”، وأضاف لم أقصد بالترشيد أن يقوم الناس بالترشيد جملة واحدة ولكن كل شخص حسب طاقته.
وأوضح السيسي في مثال للترشيد قائلا: “رشد سفرتك في رمضان فإذا كنت تصرف عليها 10 آلاف جنيه رشّد إلى 5 آلاف”.
وصوّر السيسي مصر “بشركة متعثرة عليها ديون وأدوات الإنتاج بها مشاكل وتحتاج إلى تجديد والعمال لم يأخذوا حقهم”، لذلك علينا علاج الشركة وهي “مصر”، بتغيير الماكينة.
وتابع أن الناتج المحلي 1.3 تريليون نقسمه على المصريين، أي يحصل الفرد في حدود 15 ألف جنيه في العام الواحد، فإذا اعتبرنا أن الناتج المحلي قفز إلى 3.6 في السنة، وحولنا الـ 15 ألف إلى 30 ألف جنيه، بالتالي تزداد إنتاجية الفرد المتوسط والفقير والغني له مكانه ودوره.
وناشد المرشح الرئاسي، المصريين النزول للتصويت، حتى الأطفال طلب منهم النزول للمشاركة في المشهد السياسي ومشاهدته، وتابع: “انزل وقول للدنيا كلها دي إرادتنا إحنا، ومحدش بيفرض علينا حاجة”.
وتابع المشير أن هناك كثيرين يصرفون مبالغ ضخمة في الدعاية، لكن أقول هنا أن هذه حملة شعبية، مؤكدا: “إحنا مش عايزين نصرف كتير وإنفاقنا يكون أقل من المعقول”.
وأضاف المرشح الرئاسي، أنه أمر غير لائق أن نفتح حسابا لصالح الحملة أكثر من الرقم الذي حددته لجنة الانتخابات الرئاسية، وهو 20 مليون جنيه؛ لأننا في البداية لم ندرس هذه الآلية، وفي المقام الثاني هذا أمر غير لائق وخارج القانون.
وقال إن تمهّله في إخراج الكلمات يأتي من قناعته أن الله سيحاسبه على الكذب، مشددا على أن الكلمة أمانة ووعي الناس أمانة، مضيفا: “العبث بوعي الناس والوطن خطر”.
وأكد أن مصر تمتلك إمكانيات ضخمة تمكنها من تصدير منتجاتها لأوروبا، لافتا إلى أن هناك تشريعات لتشجيع الاستثمار لابد أن تتحقق.
وأضاف أن نقاط الانطلاق نحو اقتصاد قوي تتمثل في ضبط وتغيير القوانين التي تعرقل الاستثمار وإدارة لقاءات للتنسيق بين المستثمرين والدولة، مشددا على أن التوازن والوسطية هي الأمثل في إدارة شؤون الوطن فمصر تتسع للجميع. وإن هناك برامج متعددة عالميا تخص الدعم، مشددا على وجوب تشكيل وعي لدى الرأي العام لأهمية تنفيذ منظومة الدعم ليصل لمستحقيه من الفقراء.
ويتطلع السيسي لتحقيق نقلة حقيقية في الدخل من خلال العمل والجهد، ليمثل ذلك نوعا آخرا من الدعم، مضيفا أن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك.
وشدد على أنه ليس لديه خيار بشأن تقنين الدعم ليصل لمستحقيه، لافتا إلى أن هناك من يحاول تفتيت النسيج المصري بالتخويف مما يحمله برنامجه قائلا: “لا شيئ سيشرع فيه الرئيس بدون إرادة الناس”.
وتابع أن ما سوف تحصّله الدولة نتيجة الترشيد في الاستهلاك وتقنين الدعم، سيصب في مصلحة الاستثمار والراغبين في إنشاء المشروعات من رجال الأعمال. وتابع أن هناك ملايين السيارات يجب إقناع أصحابها بترشيد الطاقة، لافتا إلى أن مردود هذا يظهر على كل أنواع الطاقة، مشددا على ضرورة إيجاد آلية لتنفيذ ذلك، مضيفا أن استغلال حديثه عن الترشيد ضده في الانتخابات لا يهمه بقدر ما تهمه مصلحة الوطن قائلا: “اللهم ول مصر قيادة تصلح من شأنها”.
وقال عبد الفتاح السيسي، إن هناك تفاصيل تخص برنامجه الاقتصادي لا يمكن إظهارها إلا في الوقت المناسب؛ صدا لأعين المتربصين. وإن اختزال الترشيد في اللمبات “الموفرة” ليس صحيحا، لكن المقصود هو تعظيم قيمة الشيئ؛ للمساهمة في النهوض بالوطن، وأشار إلى أنه يحب التعمق في مشاكل الوطن، لافتا إلى أن الجيش يقوم بدوره ضمن مؤسسات الدولة، وهناك 300 شركة مدنية تعمل مع الجيش في مشروعات الطرق والمحاور وغيرها. وتابع أن الجيش المصري محتم عليه أن يهتم بتأمين البلاد، لافتا إلى أن حدود مصر مع ليبيا والسودان بحاجة للسيطرة الأمنية.
وقال المرشح الرئاسي إنه جلس مع قيادات الجيش والشرطة من قبل؛ لتقديم صورة مقبولة عن المؤسستين خوفا على الوطن. وأضاف أن استبعاد وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين من منصبه، لو كان بسبب محاولته إعادة الشرطة لأحضان الشعب فهو ثمن هين.
وأكمل أنه يخشى أن يقول إن الشباب أولاده؛ خوفا من أن يفهم الشاب أن هذا تقليلا لعقليتهم أو تحجيما لدورهم. ولفت إلى أن هناك محاولات للإيقاع بينه والشباب، وأن هناك أطرافا تحاول إشعال الأزمة مستخدمة الشباب وقودا لذلك بالكذب والافتراء، مؤكدا أن دور الدولة تهيئة الشباب للقيادة في المستقبل. وأشار السيسي إلى أن الشباب كان وقود الثورتين في 30 يونيو و25 يناير، مطالبهم بالنزول والتصويت للمرشح الذي يرغبون فيه قائلا: “انزلوا عبروا عن إرادتكم”، مضيفا أنه يرى أدوارا للشباب في كل المؤسسات.
وقال المرشح الرئاسي، إن برنامجه يوجب على كل محافظ أن يختار مساعدين له من الشباب النشط المحب للبلاد ليخرج في قوافل تنموية تشبه “تفتيش الحرب”؛ ليضطلع الشباب بدوره في تنمية الوطن.
وأضاف السيسي، أنه لا مركزية في الإدارة، مشددا على وجوب ترسيخ ثوابت للانطلاق نحو المستقبل، مضيفا أن محاربة الفساد لابد أن يتم عبر رؤى وأفكار تحفظ مصلحة الدولة في المقام الأول، لافت إلى أن كل مؤسسة من مؤسسات الدولة لها ثقافتها، ومن يستطيع الموازنة بينها هو رجل الدولة.
وقال إن دولة القانون كانت المتحكم خلال أحلك الظروف التي مرت بها الدولة، ولم تتخذ إجراءات خارج القانون وأضمن ألا تكون هناك اعتقالات دون سند قانوني.
وأشار إلى أن أداء الجيش لا يمكن قصره على سيناء بل على كل الحدود، مشددا على أن الشعب لا يعاني مشكلة مع جيش بلاده مطلقا. وأضاف أن المؤسسة العسكرية لا مجال فيها لتجنيد أحد لصالح طرف، مؤكدا أنه تعرض لإغراءات عديدة من طرف ما، في إشارة للرئيس المعزول محمد مرسي، من أجل الصمت حيال الطريقة التي تدار بها البلاد.
وقال : نحن لا نباع ولا نشترى فالجيش همه الأول والأخير الوطن، مشيرا إلى أن انخفاض صوته لا يعني ضعفه قائلا: “أنا قوي بأدائي”. وتابع أن أخطر ما تعرض له من الإخوان كان التهديد، مشيرا إلى أنه كثيرا ما بعث برسائل للشعب مفادها ضرورة الحفاظ على الجيش الوطني.
وأكد السيسي، أنه لا توجد اعتقالات ولا زوار فجر كما يردد البعض، والشعب لم يعد يتحمل مثل تلك الممارسات الظالمة وقال إنه لا يمارس اللؤم السياسي أو التخطيط السلبي، مشددا على أنه يستدعي الصالح الوطني في تلك المرحلة الحرجة.
وأضاف أن التكاتف بين المصريين حاجة سياسية خلال المرحلة الحالية، مضيفا: “أنا مش سياسي ومليش خصوم.. أنا مواطن مصري بيحب بلده”. وقال إن رؤيته للديمقراطية ناقشها قديما في رسالة الزمالة البحثية الخاصة به، مضيفا أنه لا يمكن في الوقت الحالي الوصول لمستوى الديمقراطية المنشود لكن هناك إرادة سياسية وجهد يبذل من أجل ذلك.
وأضاف السيسي أن البلاد بحاجة لدعم القوى السياسية والأحزاب ودمج الشباب في المناصب، لافتا إلى أن الائتلافات الحزبية قد تساعد في بناء تواجد حقيقي في الشارع.
وقال المرشح الرئاسي، إن الرئيس المعزول محمد مرسي كان يخشى أصوات الطائرات المحلقة فوق رأسه أثناء العرض العسكري. وأضاف أن الاقتراب من قادة الجيش ليس سهلا ويعني هدما للبلاد، مضيفا أن الإخوان خططوا للوصول إلى السلطة ولم يخططوا لإنجاح مسيرة الوطن.
وأشار إلى أن دعوة قيادات القوات المسلحة لحضور حوار الرئيس المعزول محمد مرسي الأخير كان محاولة لإثبات أن ما يقوله بموافقة الجيش. وأضاف أن الجيش يتحسب لكل خطوة يخطوها، فلا أحد يعرف قدراته، مضيفا أن الإخوان أو غيرهم لا يستطيعون تنفيذ “مذبحة قلعة” ضد قيادات القوات المسلحة وقال: “لا أحب العنترية لكن هذا محال”.
ولفت المشير إلى أنه حضر خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي الأخير ليرى ما تم الاتفاق عليه، لكنه أخلف الاتفاق. وأضاف أن الأدلة والوثائق التي تتناول اللقاءات السرية مع مرسي تم تهريبها إلى قطر، مشددا على أن ما تم تهريبه من وثائق للخارج يمس الأمن القومي للبلاد.
وقال إن تحركه في 30 يونيو جعل مستقبله وحياته على المحك، إلا أنه لم يهتم إلا بشرف “العسكرية” ووطنيتها. وأضاف أنه قال للرئيس المعزول محمد مرسي: “الجيش مش ملك حد ولا هيكون، ولو كان معك الآن فذلك لأن الشعب اختارك وفق إرادته”. وتابع أن قوله تعالى: “والله غالب على أمره” فالمكتوب لابد أن يقع وفق مشيئة الله.
وعلق المرشح الرئاسي، على حديث منافسه حمدين صباحي، حول أدائه التحية العسكرية للرئيس المعزول قائلا: لا يجوز محاسبة “العسكرية” على انضباطها.
وأضاف أن عدم الالتزام بالقواعد عدم لياقة، مشددا على أن الدولة لا تقاد بغير احترام، مضيفا أن تحرك القوات المسلحة في 30 يونيو جاء نصرة للرأي العام، لافتا إلى أن ذلك جرى وفق إجراءات تمثل قمة الشرف والوطنية تكتب بأحرف من نور قائلا: “سيحاسبنا على ما فعلنا ربنا والتاريخ”.
وقال إن العمل على تطوير ثقافة الشعب أهم من طرح برنامجي، مشددا على أن التطور الإنساني يحتاج إلى وقت. وأضاف السيسي أن المصريين أكبر من كل مخطط يحاك ضدهم من أي طرف، ولن يقبلوا أن يقترب أحد من عقولهم وكرامتهم وقال موجها حديثه للمصريين في إشارة لأطراف خارجية: “هتسيبوهم يعملوا فينا كدا؟”. وتابع أن المطلوب أن يتكاتف الجميع ضد المغرضين، مشيرا إلى أن التاريخ سيقف كثيرا أمام ما سنفعله.
وقال المرشح الرئاسي إنه ليس من اللائق الحديث عن وجود مخطط يستهدف إيقاع النظام السابق، مؤكدا أنه كان هناك إدراك مبكر أن مصر تدار بقيادة جماعية و”لدينا التزامات وطنية تجاه الدولة وهدف الإخوان كان التفرقة بين الجيش والشعب”، وشدد على أنه لا زيادة في مناصب رجال الجيش بالدولة حال وصوله للحكم.
وأضاف أن دور الجيش تعاوني مع باقي مؤسسات الدولة، لافتا إلى أنه يخطط في برنامجه؛ لإلحاق الشباب بكلية الدفاع الوطني لتأهيلهم للتعامل مع الدولة من منظور يحمي الأمن القومي.
وقال السيسي، إنه يجب النضال من أجل الحقيقة، مشددا على أن كل إنسان حر فيما يقول ويعتقد، لكنه ليس حرا في أن يفرض قناعاته على الآخرين.
وأضاف أن الجيش تربى على أن يحمي ولا يحكم، مشددا على أن هذه هي عقيدة الجيش الثابتة، مؤكدا أنه على الجميع أن يقر بتلك العقيدة التي لن تتغير أيا كان الرئيس الذي سيحكم البلاد مستقبلا، معلقا على “حنينه للبدلة العسكرية” قائلا: “الجيش دا حياتي وعمري”.