كتاب 11

07:50 صباحًا EEST

الرئيس المعوَّق!

لا مؤشرات محددة حتى الآن عما إذا كان المصريون فى الخارج قد صوتوا لصالح المشير أو لصالح حمدين، لا مؤشرات.. وهذا فى حد ذاته شىء جيد، لأن المهم فى هذه الأيام الأربعة التى يصوت خلالها مواطنون خارج البلد، والتى تنتهى اليوم، ثم فى يومى 26 و27 مايو الحالى، فى الداخل، أن يصوت كل الذين لهم حق التصويت، وألا يتخلف منهم أحد لأى سبب.

وقد أزعجنى للغاية أن يصدر كلام عن حملة «صباحى» يقول – ما معناه – إن عندهم معلومات بأن تصويتاً كبيراً لصالح مرشحهم قد جرى فى السعودية.. أزعجنى جداً أن يقال ذلك لسبب أساسى، لا يجوز أن يغيب عن أذهاننا، هو أن النتيجة النهائية للتصويت، أو حتى مؤشراتها، سواء فى الخارج، أو فى الداخل، لا تؤخذ إلا من جهة وحيدة، هى اللجنة العليا للانتخابات، وفيما عدا اللجنة، فليس من حق أحد، أى أحد، أن يتكلم فى نتيجة، أو فى مؤشرات.

وعندما أقول إنى أتمنى لو اصطف جميع الذين يملكون حق التصويت، أمام لجان الاقتراع، وعددهم بالمناسبة 53 مليوناً، فإن القصد هنا هو أن يقطع المرشح الفائز سباق الرئاسة بأغلبية كبيرة ولافتة، لا أغلبية هزيلة، ولا حتى معقولة!

نريد للفائز أغلبية قوية، ومُريحة، حتى يكون فى مقدوره أن يتخذ قرارات جذرية تنتظره، وهو مستند إلى شعبية ظاهرة، ومؤثرة.

ولا أعرف ما إذا كان هذا الإقبال المدهش فى الخارج سوف يتكرر فى الداخل، أم لا!.. ولا يستطيع أحد أن يكون على يقين بأن الطوابير التى امتدت أمام سفاراتنا فى دول العالم سوف يكون لها مثيل أمام كل صندوق اقتراع فى محافظات مصر.

ثم لا أعرف أيضاً ما إذا كان من الجائز، أن يقال من الحكومة الحالية، أو حتى من جانب كل مرشح من الاثنين، إن حوافز من نوع ما سوف تكون فى انتظار المحافظات الأكثر إقبالا على الانتخاب.. كأن تكون لها مميزات – مثلاً – فى حجم الخدمات العامة التى سيحظى بها أبناؤها، أو أن تكون لها أولوية فى فرص العمل التى ستتاح فيما بعد الانتخابات، أو.. أو.. إلى آخره!

فما أبحث عنه، هنا، هو تحفيز الناخب، كل ناخب، على أرض الوطن، فى اتجاه الحرص على الحضور، وفى اتجاه التمسك بالتصويت، وفى اتجاه منافسة مواطنى الخارج، فى كثافة الحضور، وفى قوة الإقبال.

لست أريد أبداً أن نسمع كلاماً سمعناه من قبل، عندما فاز «مرسى» بـ51٪ فى انتخابات 2012، إذ قيل وقتها إن عليه أن يتحسب، قبل اتخاذ أى قرار، ويتذكر أن 49٪ من الناخبين لم يكونوا راضين عنه، ولا انتخبوه!

فإذا رد أحد وقال إن المرشح الرئاسى فى أى بلد يفوز بمثل هذه النسبة، ولا يقال له كلام كهذا، فسوف أقول إن هذا صحيح، غير أن علينا أن نذكر دائماً أن هؤلاء ناس استقر بهم الحال، واستقرت مؤسساتهم بما يكفى، وأننا، فى المقابل، لانزال نحبو عند أول الطريق.. هذا إذا كنا قد وضعنا أقدامنا على أول خطوة فيه أصلاً!

لا نريد أغلبية المرشح الإخوانى الهزيلة، لأننا لا نريد رئيساً معوقاً!

التعليقات