مصر الكبرى

03:25 مساءً EET

محمد حنفي الششتاوي يكتب … الدين ذريعة الجهلاء

شاءت إرادة الله أن يكون الخزي والعار مصير الذين اتخذوا من الدين لعبة لهم لتحقيق مآربهم الدنيوية الضيقة  وشاءت إرادة الله أن تتهاوى مخططاتهم  التي امتطوا فيها موجات التطرف حصاناً جامحاً من أجل الوصول إلى أهدافهم الدنيئة  لكنهم وعلى الرغم من خروجهم مهزومين مدحورين أمام ثبات القيم الدينية السامية ورصانتها  كانوا يعاودون الكرة  فيستغلون مشاعر الناس  ويثيرون عواطفهم  بأساليب خبيثة تتخذ من بعض التفسيرات الفقهية المبهمة منهجاً ملتوياً يسلكونه في تعزيز قوتهم المرحلية  من اجل الاستحواذ على السلطة  أو بلوغ المراتب الفوقية  ولو لفترة مؤقتة ترضي نفوسهم الأمارة بالسوء  وتسبغ على أدوارهم التآمرية هالة مزيفة.

وهكذا كانت الأديان السماوية كلها عرضة للأفكار الشريرة المندسة  منذ اليوم الذي خرج فيه السامري بعجله الفرعوني في وادي النيل ليعلن العصيان والتمرد على سيدنا موسى مرورا بعصور الظلمة باوروبا نتيجة سيطرة رجال الدين وشن حملات باسم الصليب لنهب ثروات الدول الضعفية في ذلك الوقت  إلى اليوم الذي التحق فيه فقهاء الناتو بالحملات الأمريكية الحربية  ليضيفوا الرياح القوية لمهزلة القرن الأمريكي  ويبشروا بظهور إمبراطورية النظام العالمي الموحد  التي سيقودها ابن الرب علي الارض .وبعد ثورات الربيع العربي طل علينا  دفعة جديدة  من الفئات الضالة المتجلببة بجلباب الورع والتقوى  والتي كثفت ممارستها المتطرفة بعد أحداث منذ احداث الحادي عشر من سبتمير والتي    توافقت  في مواقفها المعادية للدين مع ابسط معايير الأخلاق العامة  الرافضة للمشاعر الوطنية الخالصة  فإنها بالرغم من تكاثرها هذه الأيام  اتحدت في توجهاتها العامة نحو تفعيل مقاصدها في السر والعلن  والتي يمكن أن نلخصها بالتوجهات التالية:-تسفيه كبار رجال الدين  والسماح للمراهقين من المتطرفين والضالين بالتطاول عليهم  والاستخفاف بهم  والتقليل من شأنهم. .تنشيط النزاعات الطائفية  ونشر الدسائس والفتن  وتأجيج الصراعات المذهبية  ومقاطعة المجالس والمنتديات التي لا تتفق مع سياستهم.رفع راية التكفير  وإباحة أرواح البشر  وأموالهم بعد اتهامهم بالشرك  وإعلان الحرب على الطوائف والمذاهب الأخرى  والسعي لنشر الأحقاد بين أبناء الطائفة الواحدة  وتمزيق وحدة الشعب وتشتيتهم ونشر القتل بينهم. .اللجوء للتفسيرات المتطرفة في فهم الأحاديث والآيات  ونشر النصوص الباطلة  وبث الفتاوى المزيفة  والتلاعب بالأحاديث النبوية  وتضعيفها بأساليب ماكرة تمهيدا لإبطال حجيتها. .التأرجح بين الترويج لظاهرة التجاة التركي او الاتجاة اليراني هذا يطالب بتطبيق النموذج التركي  وهذا يطالب بتطبيق النموذج الإيراني  حتى يضيعوا علينا هويتنا المصرية السمحة . إصدار فتاوى ما انزل الله بها من سلطان  كفتوى نكاح الموتى والان سن زواج الفتيات عند تسع سنين  واخري تقول بارضاع الكبير واخري تتهم اتفاقية السيداو بالدعارة المرخصة واخري واخري .نشر تعاليمهم في الأوساط الفقيرة  وفي المجتمعات المتخلفة  وحث المراهقين على إعلان التمرد والعصيان على الثوابت الدينية الراسخة  والسماح لهم بالثورة على الأعراف والمبادئ والقيم. .الاستعانة بأكثر من فضائية لبث سموم التفرقة الطائفية  باعتبارها الوقود الفعال والمضمون لإشعال فتيل النزاعات المذهبية  والعودة بدائرة الصراع إلى القرن الهجري الأول.ومن المتوقع إخفاء المؤلفات الفقهية الرصينة  وطمس آثارها الفكرية والتوضيحية  وتغييبها تماما حتى لا تكون حجة عليهم .والملفت للنظر مواقف هذه التكتلات الضالة هو ذلك الشئ الذي يجمعها كلها تحت سقف واحد  بالرغم من تعددها و تقاطعها مع بعضها البعض و ضراوة الصراع الدموي القائم بينها  وعدم وجود روابط روحية أو فقهية تجمعها في خندق واحد  إلا إن القاسم المشترك بينهم جميعا  هو  عدم المساس بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط  وتتفق ايضا على عدم السماح بالتعرض للقواعد الحربية الأجنبية المنتشرة على الأرض العربية والإسلامية  وتتفق على عدم السماح بالتطاول على الزعامات العربية والإسلامية المتأمركة  التي خضعت كليا أو جزئيا لقيادات البنتاجون  أو التي انحنت أمام الناتو  وتتفق على عدم الانتقاص من مكانة الزعامات  التي منحت القوات الغربية الامتيازات العسكرية والاستخبارية السخية  فالمصالح الأمريكية والإسرائيلية أصبحت فوق الشبهات في نظر الجماعات المتلاعبة بالدين  وصارت في نظرها خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها  ولا ينبغي الاقتراب منها.  فهل يخرج علينا احدهم يفسر لنا هذا الموقف ام يخرج علينا ويكيليكس في يوم قادم اسود يخبرنا انهم كلهم صناعة امريكية مثل بن لادن .

التعليقات