كتاب 11
كوفي والاخضر والفشل
لم يكن تولي المبعوث العربي الاممي الاخضر الابراهيمي الملف السوري المعقد في 17 اغسطس 2012 خلفا لكوفي أنان الامين العام السابق للامم المتحدة الذي فشل بدوره في إرساء وقف لإطلاق النار بين النظام السوري ومعارضيه الامحاولة يائسة من دبلوماسي عربي ودولي مخضرم قبلها لانقاذ الشعب السوري اولا من الة الدم ومقصلة الموت التي تعمل بلا هوادة ،ثم انقاذ سوريا الدولة من الانهيار بعدما ثبت بشكل لا يقبل مناقشة ان كل الاطراف المتورطة في الازمة السورية سواء النظام السوري او المعارضة الثورية او القوي الخارجية اللاعبة فوق المسرح السوري لاتكترث كثيرا بالشعب السوري الذي اصبح من اللاجئين المشردين او القتلي تحت انقاض منازلهم المدمرة التي لاتجد من يرفع انقاضها !!
جاء الدبلوماسي المخضرم وهو يعلم ان مهمته شبة مستحيلة ولكنة قبلها بدافع عروبي وانساني فهو علي خلاف من سبقه كوفي انان يتمتع بجنسيته العربية التي تدرك مكنون الشخصية العربية ويتقن التعامل معها .صمد الابراهيمي لفترة طويلة علي عكس كوفي انان الذي صمد لشهور معدودة ثم اعلن فشلة واستطاع ان يجمع المعارضة والحكومة السورية علي طاولة مفاوضات واحدة في جنيف 1 وجنيف 2 والفارق شاسع بين الظروف المحيطة بالاول والظروف المحيطة بالثاني فالمعادلات تغيرت كثيرا وان كان الفشل هو المحصلة في النهاية .
الاطراف الدولية والقوي الاقليمية كانت اللاعب الاكثر تاثيرا في وصول الحاله السورية الي هذا الوضع فالولايات المتحدة تلعب علي امتداد الصراع لاطول فترة ممكنة فيما يشبة استراتيجية استنزاف واسعة المجال للدولة السورية اقتصاديا او عسكريا او سياسيا وصولا لدولة ضعيفة هشة الي امد زمني كبير يحقق الامن اولا لاسرائيل التي تحتل الجولان ولا تريد ازعاجا سوريا ،اما روسيا فقد تعلمت الدرس من الازمة الليبية وارادت ان تستغل الوضع السوري او اية ازمات في منطقة الشرق الاوسط لتكرس وجودها كقوة عظمي وريثة للاتحاد السوفيتي وتريد دائما كسب موطئ قدم يعيد المجد الغابر اما ايران فتدعم النظام السوري الموالي علي خلفية ايديولوجية مذهبية تمده بالمال والسلاح مما ساهم في صمود النظام السوري حتي الان …الكل يلعب علي جثة الشعب السوري اما الامم المتحدة والجامعة العربية فقد اكتفت بايفاد الاخضر الابراهيمي كذر الرماد في العيون وكفي .
ظل الابراهيمي يعمل ويعمل دون كلل واستطاع ان يحقق نجاحات بدبلوماسيتة الهادئة المثابرة الي ان تدخل في الانتخابات الرئاسية في سوريا واطلق تصريحة الشهير الذي اثار النظام السوري ضده عندما اعلن ان الانتخابات الرئاسية في سوريا سوف تكون سببا في تازم الموقف اكثر مما هو متازم وان اعادة انتخاب الاسد سوف تعرقل وتعقد مساعي الحل .
ترك الرجل المهمة التي كان يكافح من اجلها وبقيت الازمة السورية تبحث عن موفد اخر واني لاعتقد انه من الصعوبة بمكان ان يقبل احد هذه المهمة الثقيلة فالازمة السورية اصبحت كالمرض العضال يصعب معالجته فهل هناك من يقبل هذه المهمة اليائسة ؟