كتاب 11
جاءكم كلامى عن المشير؟!
الآن.. أريد أن أعيد تذكير القارئ الكريم بأنى كنت قد كتبت فى هذا المكان، قبل أسبوع، معترضاً على أن يكون أول حوار تليفزيونى للمشير، كمرشح رئاسى، مع فضائيتين خاصتين، ولم يكن الاعتراض، فى حينه، صادراً عن موقف ضد الفضائيتين تحديداً بشكل خاص، ولا ضد الفضائيات الخاصة كلها بوجه عام، ولا كان انحيازاً إلى تليفزيون الدولة الذى تمنيت أن يكون حوار المشير معه دون غيره، وإنما كان الأمر كله تمسكاً بأصول يجب أن تكون مرعية، ثم كان أيضاً تخوفاً من عواقب إجراء حوار الرجل مع هذه دون تلك، من الفضائيات التى تمسح سماء القاهرة فى كل مساء!
وقتها، قيل لى ممن قرأوا ما كتبت إن المشير لو أجرى حواره الأول مع تليفزيون الدولة، فسوف تكون التهمة الجاهزة هى أن هذا التليفزيون منحاز.
وكان ردى أن هذه مسألة مقدور عليها للغاية، كما أن الرد عليها جاهز، وسهل جداً، وهو أن فى إمكان هذا التليفزيون أن ينفى مثل هذه التهمة، تماماً، بأن يتيح شاشته للمرشح المنافس، بمثل ما سوف يتيحها للمشير ذاته، وعندها، سوف نضرب عدة عصافير بحجر واحد، بأن نعيد مشاهدى ماسبيرو، أو بعضهم على الأقل، إليه، ثم بأن نثبت للجميع أنه، كتليفزيون دولة، أتاح للمرشحين المنافسين، فرصاً متكافئة، وأخيراً، فإن الإعلانات، التى جاءت لحوار المشير، كان ماسبيرو أحق بها، لتنقذه من أزمته، وتفتح أمامه باباً، فلا يظل يمد يديه إلى الدولة، يطلب أجوراً للعاملين فيه.
وبالطبع، فإن المشير لو كان قد أجرى حواره مع القناة الثامنة، لا الأولى، وكذلك حمدين صباحى، لكانت نسبة المشاهدة العالية مضمونة، وفى جيب ماسبيرو من أول لحظة.
وربما سوف يصاب القارئ بدهشة بالغة، حين أصارحه بأن كل ما فات فى هذه السطور، كان مجرد تفاصيل فى موضوعنا، وأن جوهر ما كنت أريده، يوم اعترضت، كان هو رغبتى الصادقة، ورغبة غيرى كثيرين، بالضرورة، فى أن يدخل المشير قصر الرئاسة، حين يفوز، وهو غير مدين لأحد بعينه.. أى أحد.. اللهم إلا أن يكون مديناً للشعب كله، بجميع أفراده، دون تمييز بينهم.. وكذلك الحال، بالطبع، للمرشح المنافس حمدين، لو فاز!
لا نريد «جمايل» مسبقة لأحد، أى أحد، على المرشح الذى سيفوز، وإلا.. فإنه سوف يكون مضطراً لأن يبحث عن طريقة، وهو رئيس، يرد بها هذه «الجمايل»، أو على الأقل يبقى أسيراً لها، وبشكل غير مباشر، وهو ما لا نحبه، ولا نرغب به، ولا نقبله.
أقول هذا لأنى شممت من الهجمة التى تعرض لها ماسبيرو، بعد توقيع مذكرة التفاهم بينه وبين مجموعة «إم. بى. سى» رائحة تقول إننا، أى أصحاب الهجمة إياها، أصحاب فضل على المشير، وبالتالى، فإنه إذا كانت هناك إعلانات يمكن أن تأتى إلى ماسبيرو، من أى طريق، فنحن أحق بها، لأننا نحن الذين جاملنا المشير، ونحن الذين، من خلال شاشتنا، قد روجنا له، ولبرنامجه، ولأفكاره!
إذا جاز للمشير أن يكون مديناً لأحد، فهذا الأحد هو فقط هذا الشعب العظيم، الذى راح يمنحه، ولايزال، ثقة غير مسبوقة.
لقد تابعت الهجمة التى راحت تنهش ماسبيرو، مرة، والدكتورة درية شرف الدين، مرات، ثم عدت إلى ما كتبته صباح الخميس قبل الماضى، فى هذا المكان، تحت عنوان «النار التى أشعلها المشير» فأعدت قراءته، ولسان حالى يقول: جاءكم كلامى؟!