كتاب 11
مرشح رجال الأعمال
صباح الاثنين الماضى كان بين المهندس صلاح دياب وبينى اتصال تليفونى، فى نهايته قال لى: «مى» عايزة تعرفى مصر ممكن تتغير إزاى للأفضل؟، أجبت: أكيد، فرد: «الجورنال سينظم مائدة مستديرة مع الخبير الاقتصادى المعروف هيرناندو دى سوتو ومجموعة من رجال الأعمال المحترمين للتحاور حول مستقبل مصر الاقتصادى فى الساعة الثالثة بعد الظهر».
فى الموعد المحدد انتظرنا حضور دى سوتو، وطال الانتظار وعلمنا أنه فى اجتماع مع المشير السيسى، واقترح المهندس صلاح دياب أن نبدأ الحوار الذى أداره الأستاذ محمد سلماوى. استمعت لمجموعة من رجال الأعمال المهمومين بمصر:عمر مهنا، محمد السويدى، طارق توفيق، شريف الديوانى، بالإضافة إلى د. أمنية حلمى أستاذة الاقتصاد، جميعهم لديهم العلم والمعلومات عن حالة اقتصادنا المتعثر ونقاط الضعف فيه، ورؤية استراتيجية واضحة المعالم للعلاج، كل منهم طرح وجهة نظره ودور رئيس مصر القادم، محمد السويدى تحدث عن أولوية الأمن والاستقرار والجرأة فى اتخاذ القرار، أما عمر مهنا فكان له تعبير ذكى استوقفنى «مصنع القطاع العام أغلق فى الدول الشيوعية والاشتراكية والغريب أنه مازال له وكلاء عندنا»، وأضاف الرئيس القادم يجب ألا يغازل الشعب بقرارات يريدها ولكنها ليست فى صالحه، فضرورى أن ينظر للمستقبل وليس تحت قدميه، ولايعطى وعودا لايمكن تنفيذها، الخطط الاقتصادية مهما كانت ممتازة إن لم تجد مساندة من الإرادة السياسية فلن تنجح، وأخيرا لابد من عودة دور الدولة كمقدم للخدمات الأساسية، وتعرض طارق توفيق لنقطة فى غاية الأهمية وهى اقتران القطاع العام بالعدالة الاجتماعية عند البعض، والعدالة الاجتماعية كمطلب جماهيرى مشروع لاعلاقة له بالقطاع العام والنظام الاشتراكى، فالعدالة الاجتماعية فى أوروبا مثلا أكثر من الموجودة فى الصين، ثم تحدث شريف الديوانى عن القوانين، فهى شرعت لخدمة الناس وليس العكس، وإن لم يشعر الناس بذلك فلن يطبقوها، والانتماء وتقديم مصلحة الوطن لن يتحققا إلا حين يثق المواطن أن هذا الوطن يحقق مصلحته الشخصية ويضعها فى الاعتبار وهنا سيندمج الاقتصاد غير القانونى فى الاقتصاد القانونى ويضيف له، وعلق الفنان التشكيلى وجيه وهبة الذى كان حاضرا للمناقشات عن كيفية حدوث الاندماج دون أن يغيب البعد الاجتماعى؟ وضرورة تصحيح الدولة لصورتها كخارقة للقوانين، وحذرت د.أمنية حلمى فى تعقيبها من خطر الوقوع فى فخ الفقر بمعنى أن يتغاضى المجتمع عن وضع معايير ضابطة للاقتصاد غير القانونى باعتبار أنه بيأكل الناس عيش ونقنن هذه الأوضاع، فهذه دغدغة لمشاعر الفقراء تحول دون تطوير وتحسين أوضاعهم.
الاستماع لهذه المجموعة كان ممتعا لم أشعر للحظة واحدة بالملل، وتعجبت كيف يهدر الإعلام ساعات الهواء فى أحاديث مكررة مع شخصيات ليس لديها ما تتحدث عنه سوى الماضى، ولماذا لايطل علينا علماء مصر وخبراؤها فى كل مجال ليتحدثوا عن المستقبل.
الفضول الصحفى دفعنى لسؤال رجال الأعمال عن مرشحهم الرئاسى: السيسى أم حمدين؟، رفضوا الإجابة الصريحة ولكننى عرفته من حديثهم.