عرب وعالم
بالفيديو.. «حمد بن جاسم» يعترف للإعلامي الأمريكي «شارلي روز» بأن خلافاته مع «موزة» كانت سببا في تركه منصبه كرئيس وزراء قطر
ذكر رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن الأمير حمد بن خليفة امير قطر السابق كان لابد أن يستمع إلي جميع الآراء المختلفة، مشيرا إلي أن المرء يسعد بالحصول على السلطة في البداية لكن عليه ان يعرف ايضا كيف يتنحى عن السلطة.
وأكد الشيخ حمد في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ» اجرها معه الصحافي تشارلي روز أن انتقال السلطة في قطر الى الامير الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حصل بالضبط كما خطط له الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان يفكر بالامر قبل 3 او 4 سنوات.
وفي الاتي نص المقابلة:
• كيف حصل الانتقال في قطر؟
– الامر بسيط جدا، ما قاله الامير الوالد بالضبط هو الذي حدث. قبل ثلاث أو اربع سنوات من التغيير كان يفكر جديا باعطاء مزيد من الصلاحيات الى نجله الشيخ تميم الذي كان وليا للعهد لتسلم الدولة في اقرب وقت ممكن، سمو الشيخ حمد كان يعتقد بأن عليه نقل السلطة عندما يصبح ولي العهد جاهزا، وفي هذا الوقت اصبح ولي العهد قادرا وقام بعمل عظيم في السنوات الثلاث أو الاربع الاخيرة عندما ألقى عليه والده بالكثير من المسؤوليات، اثبت انه جاهز للمنصب وانه يمكن ان يقوم بالعمل بشكل صحيح. لهذا حصل التغيير، وهو كان مخططا ولم يجر هكذا.
• كانت هناك الكثير من التكهنات كما تعلم؟
– التآمر هو طبيعة المنطقة، ولا تنسى اننا لسنا معتادين على القيام بهذه الامور بهذه الطريقة الحضارية. الامر يتم عادة اما بالوفاة أو بتغيير السلطة بالقوة. هذه هي طبيعة المنطقة. ما حصل في قطر هو ان السلطة تم نقلها الى الابن بينما الاب قوي وبصحة جيدة لكنه يؤمن بأن نجله قادر ونحن نعتقد ذلك وقد تولى المنصب. ويمكننا ان نرى انه بعد نحو سنة من الانتقال انه يقوم بعمل جيد.
• سنعود الى ذلك. هو في صحة جيدة اذا الامر لم يكن لاسباب صحية؟
– بتاتا.
• هل كان الامر يتعلق بخلافات بينك وبين آخرين من مقربين الى الشيخة؟
– هذا جزء مما نسميه نحن في المنطقة «حديث المجالس»، وهو ليس صحيحا. نعم لدينا بعض الخلافات اذا اردنا ان نكون صريحين، ليس بيني وبين الشيخة، بل بيني وبين آخرين. والآخرون ايضا كانت لهم خلافات معي. لكن ذلك كان صحيا. والامير الوالد كان يحب الاستماع الى الجميع وان يرى آراء مختلفة. كان مسموحا لنا في قطر ان نقول رأينا بحرية للأمير قبل اتخاذ اي قرار، لذا عندما يكون هناك رأيان مختلفان يقول الناس ان هناك نزاعاً، لانهم ليسوا معتادين في المنطقة على الآراء المختلفة بل هم معتادون على رأي واحد يأتي من فوق وينفذ وهذا ليس صحيا كما اعتقد.
• كان لديك الكثير من السلطة ولا بد ان التخلي عنها كان أمراً صعباً بالنسبة لك؟
– دعني أقول لك شيئاً واحداً وانا دائما صريح، وهذا كان يسبب لي بعض الصعوبات في السابق.
(روز مقاطعا: لقد وعدتني قبل عام بأنك ستتحدث عندي عندما تريد ان تدلو بدلوك. فقال الشيخ حمد: وها انا افي بوعدي ولكني كنت اريد ان آخذ عاما من الراحة). تغدو سعيدا بالسلطة عندما تبدأ بالحصول عليها. وعندما تبدأ ممارسة السلطة. لكن بعد فترة، اذا كنت عقلانيا وحكيما بما يكفي، فعليك ان تعرف كيف تعطي السلطة وكيف تتنحى عن السلطة أو ان يدعك احدهم تتنحى عن السلطة في الوقت المناسب، لا يمكننا التمسك بالقمة ولا احد يمكنه التمسك بالقمة ولكن من الافضل الا نصل الى الحضيض، وانا اعتقد انه لا يمكن لاحد العطاء طوال حياته بنفس الطموح والقدرة، ولذلك اشعر الآن باني أكثر سعادة بالقيام بذلك.
• الكثير يتحدثون عن الاعمال التي لديك. من اين يأتي المال؟
– دعني اقول لك ان الناس يتحدثون بعض الاحيان عن ان شخصا ما يملك لا اعلم كم مليار، ويكون في الحقيقة مديونا للبنك وليس لديه مال. نعم لست فقيرا. انا غني. ولكني لست «التايكون» الذي يتحدث عنه الناس. نعم انا غني بما يكفي لأعيش حياة جيدة جدا انا وعائلتي. وعليك ان تعود الى الوراء الى عائلتي وابي كيف حصلوا على ثروتهم. ابي كان تاجرا ومالك اراض وقام بالكثير من الاعمال في زمانه وانا قمت بالكثير من الاعمال قبل ان انضم الى الحكومة وبعد ان انضممت الى الحكومة لان في أوقات معينة كان الامر مشروعا. قبل عشر سنوات توقفت عن اي اعمال مباشرة في قطر. ورغم كل الاشاعات. هذا ما حدث. والآن اشعر ان اعمالي تسير بشكل افضل لانني استطيع التفكير اكثر واستطيع القيام بأمور من دون ان افكر بانهم سيقولون انه يعمل مع الحكومة. لكن الثروة التي املكها مثل اي قطري هي شرعية وفق مقاييسك وبعضها قد تقول ان هناك سؤالا حوله، لكنه بمفهومنا في قطر هو شرعي وحصلنا عليه من خلال عمل مشروع.
• لماذا جيرانكم في قطر غاضبون منكم الى هذا الحد، السعوديون مثلا وبالذات بسبب السياسات التي جاءت معك عندما كنت رئيسا للوزراء، ما هو النزاع بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة اخرى. هم قلقون من ان سياسات قطر اكبر منها؟
– نعم هناك خلافات. دعني اقول لك بصراحة. إذا ظننت ان وزنك 100 كيلوغرام أو 200 كيلوغرام أو 50 كيلوغراما، فلك الحق في ان تفكر وتعمل وفق ما تفكر فيه. نعم نحن نحترم وزن البلدان المحيطة. نحن دائما واعتقد ايضا تحت الادارة الحالية نريد ان تكون لنا علاقات طيبة مع جيراننا وخصوصا المملكة العربية السعودية. لا شك في ذلك وهذا مبدأ في سياسة قطر. المشكلة هي كيفية التفكير. يجب ان نعتاد على ان تكون لنا آراء مختلفة في المنطقة وان نناقشها و ان نحاول التوصل الى حل. هذه ليست العادة في المنطقة. وما يقولونه عن الاسلاميين، سأقول لك شيئا، نحن لم نأت بالاسلاميين الى مصر أو الى ليبيا، اذا ذهبت من المغرب الى العراق أو حيث شئت ستعلم ان الاسلاميين لهم دور وهو دور لم يكن لهم مثله قبل 20 عاما؟
• لا أود ان أقاطعك ولكنكم بوضوح دعمتم جماعة الاخوان المسلمين وبوضوح السعودية تدعم المشير السيسي وهو مرشح لرئاسة مصر وهناك اختلاف كبير في التوجه في ما يتعلق بمستقبل مصر؟
– سأذهب الى هذه النقطة واعلم انك تود ان تذهب إليها مباشرة. لو دعمنا الاخوان المسلمين، والسعوديون دعموا السيسي، من يحكم بشأن من هو المحق؟ اولا نحن لم نأت بالاسلاميين أو بجماعة الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر، لقد انتخبوا من قبل الشعب المصري، وعندما بدأت قطر تعلن مساعدتها لمصر كان المشير طنطاوي في السلطة، وعندما جاء رئيس الوزراء في حينه عصام شرف الى الدوحة، اعلنا عن رزمة المساعدات الى مصر، قبل ان يصل اي اخواني الى السلطة بوقت طويل، وبدأنا نفعل ذلك قبل ان يأتي الاخوان المسلمون، وعندما جاءوا أكملنا لانهم انتخبوا من قبل شعبهم ونحن ليس لدينا مشكلة مع انتخابهم. بعض اخواننا لا يحبون ولا يتفقون مع الاخوان المسلمين. حسنا من حقهم القيام بذلك. بعضهم يعتقد ان السيسي شرعي. دعني اقول ماذا لو جاء السيسي الى السلطة وهو سيأتي في غضون شهر أو اثنين، ثم بعد ستة اشهر نزل مليونان أو ثلاثة ملايين شخص الى ميدان التحرير وقالوا لا نريد السيسي ونريد فلانا أو علانا، ثم نقول حسنا هذا شرعي. علينا ان نغير الرئيس من جديد ونغير الدستور من جديد. لذا سيكون لدينا قضية كل عام فنغير الرئيس والدستور والبرلمان وهذا ما يحصل في مصر. انا لا ادعم الاخوان المسلمين. انا شخصيا لست مؤيدا لهم أو لغيرهم بصراحة… ولكن يجب أن نحترم ما يختاره الشعب. نحن في قطر لسنا دولة ديموقراطية بشكل كامل ولتسمح لي بأن أعبر عن الأمر بهذه الطريقة، فنحن دولة ذات نظام ملكي ونحن نعتقد اننا وشعبنا نقبل بأن نعيش معاً بتلك الطريقة. ولكن إذا حصل بعد 20 سنة أن ظهرت فكرة لتطوير هذه العلاقة بين النظام الحاكم والشعب، ونحن في الواقع نفعل ذلك منذ نحو 40 سنة إذ ان هناك تطورات كثيرة في منطقتنا وفي قطر تحديداً حيث لم يكن هناك (في السابق) دستور ثم أصبح هناك دستور وبرلمان وانتخابات بلدية وأنواع كثيرة من الانتخابات الأخرى بينما لم يكن لدى الناس خبرة في ذلك قبل نحو 20 أو 25 سنة.
ولكن في مصر إذا اختار الشعب شخصاً ودعمناه ثم يسألوننا لاحقاً لماذا تدعمون هذا الشخص، فإننا نقول: حسناً نحن لم نختره بل اختاره شعبه. وقد يحصل الأمر ذاته في المستقبل مع السيسي الذي قد يكون رئيساً جيداً.
• هل تعني ان ذلك حصل مع الرئيس مبارك ثم حصل مع الرئيس مرسي وقد يحدث مجدداً مع السيسي؟
– نعم، ذلك قد يحصل مرة أخرى إذا خرج الناس في غضون سنة بعد رئاسة السيسي ليقولوا نحن لا نريدك، فهل سنقول وقتها انه لم يتم انتخابه بطريقة شرعية. فلنقل ان الرئيس المقبل سيتم انتخابه بطريقة شرعية وأن الدستور الجديد تمت صياغته بطريقة شرعية، وهكذا فإن هناك نوعاً من الفوضى في الرؤية أو هناك فوضى في المنطقة وهو ما أسميه بفترة ما بعد البوعزيزي، ذلك الشاب الذي أحرق نفسه في تونس… فمنطقة الشرق الأوسط قد تغيرت تماماً في فترة ما بعد البوعزيزي، وهناك بعض الأماكن في طريقها الآن الى الفوضى. فعندما ننظر الى ليبيا مثلاً، فإننا كنا شركاء معكم ومع الغرب من أجل الاطاحة بالقذافي لأنه كان يقتل شعبه نحن لم نكن بمفردنا ولم نكن ندعم الإخوان المسلمين في ليبيا بل كنا ندعم الشعب الليبي في ذلك الوقت في ظل اصطفاف الشعب والأوروبيين جنباً الى جنب. والآن اذا حصل خطأ ما فإنهم يريدون إلقاء اللائمة على قطر بسبب أجندة أخرى، وأنا أعتقد انه لا ينبغي أن تكون هناك انتقادات متبادلة بيننا بل ينبغي أن تكون هناك مناقشات بيننا حول الحالة والوضع من خلال الأدلة لأن الجميع يتحدثون الآن لكن ليس هناك دليل أمامي لأراه.
• إذا لماذا هم مستاؤون؟
– لا أعلم، لكن دعني أعبر عن الأمر بالطريقة التالية: ليست القضية في أن يكون المرء مستاء أو غير مستاء بل القضية هي هل المرء مستعد للجلوس في هذا الوقت الحرج في المنطقة من أجل محاولة حل المشاكل ومن أجل تبديد أي مخاوف قد تكون لديك أو لديّ؟ أنا أؤمن بأن لدينا الكثير من التغيرات في منطقتنا، فنحن كنا نفكر فيكم كي تدافعوا عن منطقتنا، أما الآن فانكم تجرون محادثات مع إيران وهو الأمر الذي أؤيده أنا شخصياً، وهذا الأمر سيؤدي الى احداث تغييرات كثيرة في المنطقة، لذا فإننا كمجلس تعاون خليجي نحتاج الآن الى ان نفكر معاً حول كيفية الدفاع عن أنفسنا سياسياً واقتصادياً، وهذه هي المشكلة التي تواجهنا في الوقت الراهن
• أنتم التقيتم مع السعوديين ومن المفترض انهم هم والاماراتيون لديهم نفس المواقف حول معظم تلك الأمور وكذلك البحرينيون. لكن إذا أخذنا إيران، فإنه يُقال ان الدينامية السياسية في المنطقة تنحصر بين السعوديين الذين هم من السُنّة والإيرانيين الذين هم شيعة، وأن هناك تنافساً بين الجانبين وأن السعوديين يعتقدون أنكم قريبون وداعمون جداً للايرانيين.
– دعني أخبرك بشيء قلته في البداية وأريد أن أكرره إذا كان علينا أن نختار فسنختار السعودية فنحن أقرب إليها وبالنسبة إلينا في قطر فإن الاستقرار في السعودية هو أمر مهم وحيوي جداً، ونحن نود أن نرى السعودية قوية لأن ذلك يساعد جميع دول مجلس التعاون الخليجي وأنا دائماً أقول إن السعودية هي بمثابة العمود الفقري في جسدنا… هذا صحيح… لكننا نعتقد دائماً انه يجب ان تكون لنا علاقات جيدة مع ايران وأنا أعتقد انه لا فائدة من أن تكون لنا علاقة سيئة مع إيران فلقد شهدت منطقتنا 30 أو 40 سنة من الحروب وهذا أكثر مما يكفي. فنحن إذا نظرنا الى التنمية في منطقتنا فسنجدها متخلفة. انها منطقة غنية لكن لدينا الكثير من العاطلين عن العمل… ونحن نعتمد اعتماداً شبه كامل على الغاز والنفط في منطقتنا… ونحن نعتقد انه ينبغي ان تكون لدينا خطة لما بعد 50 أو 60 سنة من الآن فأنتم بدأتم فعلياً في التخطيط كي تكونوا معتمدين على أنفسكم في ما يتعلق بالطاقة، وينبغي أن تكون لدينا خطة خاصة بنا.
• إذاً ما هي خطتكم؟
– هذا سؤال ينبغي أن نوجهه إلينا جميعاً، إذ لا يمكننا أن نفعله بمفردنا في قطر أو في السعودية فقط بل ينبغي لجميع دول مجلس التعاون الخليجي أن يكون لديها خطة مدتها 10 أو 20 سنة. وينبغي على تلك الدول أن تعلم انها بوسعها أن تعيش بدون النفط والغاز.
• يُقال ان كل الاستثمارات الخارجية التي تقومون بها في شركات أوروبية وأميركية هدفها هو أنكم تريدون الحصول على دخل بعيداً عن النفط والغاز وأن هذه هي خطتكم المستقبلية.
– هذا صحيح، ولكن إذا كان باستطاعتنا أن نفعل ذلك معاً وإذا أصبح اقتصادنا أكثر ترابطاً وإذا استطعنا أن نحقق نوعاً من الوحدة بشكل أكثر من مجرد مجلس التعاون الخليجي، وبالمناسبة فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ذكر ذلك وقال انه يريد أن يرى دول الخليج أكثر تقارباً ونحن في قطر أيدنا تلك الفكرة وأنا شخصياً أعتقد ان تلك فكرة جيدة ولكن ينبغي تحقيقها بطريقة تجعل الناس العاديين يشعرون بوجود فرق عندما يحصل ذلك.
• اسمح لي أن أسألك السؤال التالي: هل الأمير الجديد يمثل أي اختلاف في السياسة الخارجية عما كان يمثله والده (الأمير السابق) أو عما كنت تمثله أنت؟ فلقد قال في أول كلمة ألقاها بعد توليه السلطة انه يرغب في أن يهتم بالشؤون الداخلية.
– أعتقد انه يركز على الداخل وانه يحقق الكثير من التنمية والتطوير وأنه قد حقق أشياء كثيرة لم نستطع نحن أن نحققها، ونحن سعداء بذلك لأنني في النهاية مواطن قطري. وإذا تحدثنا عن السياسة الخارجية وعما إذا كانت ستكون نفس السياسة أو سياسة جديدة مختلفة فإنني أعتقد أن المبدأ لا يتغير، ولكن إذا كنا قد ارتكبنا أخطاء فإنه هو الأمير الآن ولديه حرية اتخاذ القرار، ودعني أقول لك انه يملك سلطة كاملة بنسبة مئة في المئة وهو يستطيع كأمير أن يفعل ما هو في صالح قطر.
• مع كل الاحترام، هناك من يقولون انه ليس الأمير الفعلي وأن والده مازال هو المتحكم.
– هذا ليس صحيحاً، فكما قلت لك آنفاً هو لديه سلطة كاملة بنسبة مئة في المئة ويفعل كل ما يشاء وإذا أراد أن يستشير والده أو أن يستشير أي شخص آخر فهو حر في ذلك أيضاً فمن الحكمة أن يستشير المرء الآخرين.
• هل تعتقد أن قطر قد تمادت في أي وقت من الأوقات في ما يتعلق بسياساتها الخارجية وفي طموحها كي تصبح لاعباً رئيسياً وأن يصبح لها نفوذ؟
– دعني أخبرك بشيء، نحن لدينا طموحات في أن نرفع اسم قطر الى مستوى بحيث يستطيع الجميع أن يراها، وأعتقد ان هذا من حقنا. فمن حقك أن تدافع عن دولتك ومن حقي أن أسعى الى جعل دولتي تبدو وكأنها أهم دولة في العالم، ولكننا أيضاً نعرف حجمنا ونعرف قدراتنا. لكن المشكلة تكمن في أن هناك بعض الدول العربية الكبرى التي لم تلعب دورها بما فيه الكفاية، وعندما لعبنا دوراً فإن هناك من اعتقدوا اننا نأخذ دورهم.
• عمن تتحدث بالتحديد؟
– لا أريد أن أذكر أسماء دول، لكن اسمح لي ان أذكر إحداها ألا وهي مصر، فالمصريون يعتقدون اننا نأخذ دورهم، وهذا ليس صحيحاً، فنحن نعلم حجم مصر ونعلم قدرات مصر. لكن قل لي ما الذي فعلته مصر على صعيد السياسة الخارجية خلال سنوات حكم حسني مبارك.
أنا لا أتحدث هنا عن الرئيس الجديد لأنه مازال جديداً ومازلت مصر في حال اضطراب وآمل أن نرى بعد إجراءات الانتخابات سياسة خارجية (مصرية) أفضل وأن نرى نتائج أفضل، وأنا أؤمن أن استقرار مصر مهم جداً بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط برمتها. وفي الأوقات التي كنا نلعب فيها بعض الأدوار، فإنه لم يكن لدينا خيارات أخرى.
• يُقال أيضاً انكم تؤون في الدوحة عدداً من الشخصيات الإسلامية الأكثر راديكالية في ما يتعلق بنظم الحكم؟
– كما قلت آنفاً، هناك الكثير من أحاديث المجالس التي يتم تداولها في المنطقة، وإذا كرهنا شخصاً فإننا نلقي عليه بكل القاذورات، إذا كان لدينا شخصيات فهذا أمر معلن ومعروف وليس لدينا أشخاص يعيشون في قطر سراً أو أشخاص خطيرون أو يشكلون خطراً على أي دولة أخرى.
• حسناً، لكن بعضهم أعداء للولايات المتحدة بل يشكلون تهديداً لها؟
– كلاً، لا أعتقد ان أحداً منهم يشكل تهديداً (للولايات المتحدة)، لكنني أعتقد ان لديهم وجهات نظر تختلف عن وجهات نظر الولايات المتحدة، وهم لا يتفقون مع كل سياساتكم في المنطقة… وهو الأمر الذي تفعلونه أنتم هنا حيث يمكنكم أن تتهموا رئيسكم وأن تتهموا كل شخص ثم لا يسألكم أحد لماذا تتهمونه.