كواعب أحمد البراهمي تكتب: وراء الجدران

والأخرون من القاهرة يقيمون بقلب مصر الجديدة . نبدأ بالقصة من الصعيد تحيزا للمكان ليس أكثر . شاب وفتاة من عاائلة محترمة حسني الخلق والتربية ويجمعهما الوضع الإجتماعي المحترم أحبا بعضهما من فترة المراهقة وحصلت علي بكالوريوس الهندسة وحصل هو علي بكالوريوس زراعة . وبارك الأهل والجيران والأصدقاء الحب والزواج . لأن الحب المحترم الذي لا تندسه الأخطاء ويحترم كل شخص فيه قدر الآخر ويكون اختيار القلب صحيحا من ناحية الوضع الأسري المتشابهه في كل الأحوال . يباركه الأهل . ومرت السنوات ورزقهما الله الذرية ( ربنا يجعلها ذرية صالحة ) وحدثت مشاكل وخلافات انتهت بالطلاق.

ثم تكررت ثم الطلاق ثم تكررت ثم الطلاق وذلك في خلال عشرين عاما . وأصبحا محرمين علي بعضهما تحريما بائنا بينونه كبري . المشكله كما اراها أنا . أن هذه الأسرة لا اعرف لماذا لم تعلن الطلاق . هل هو الخوف من كلام الناس؟ ومن كلمة مطلقة ؟ أو من الإهتزاز للوضع الإجتماعي والأسري ؟ لا ادري ما السبب ؟ المهم انهما يعيشان تحت سقف واحد وانها عندما تراه ترتدي الحجاب . ولا يحدث بينهم كلام ولكن من يري الظاهر لا يظن ان هناك طلاق .

صحيح هي في الثانية والخمسين وهو في مثل عمرها تقريبا ولكن لا اظن أنه من الصواب أن يتكتما علي حالة مثل هذه . ولا اظن أنه من الحلال أن يعيش شخص بحالة غير حقيقية ومن أجل ماذا ؟ القصة الثانية هي من القاهرة وتعمل مدرسة لغة إنجليزية وهو يعمل بوظيفة حكومية محترمة وكل منهما ملتزم أخلاقيا ولم أسمع عنهما غير كل خير . ليس بينهما قرابة ولا أية علاقة ولم تكن تعرفه ولا رأته إلا يوم تقدم لخطبتها ( زواج صالونات ) كما يقولون هو صديق صديق أخيها و يكبرها تقريبا بخمس سنوات . وتم الزواج وانجبت بنتا وحدثت أيضا مشاكل او لا ادري ماذا حدث هل تدخل الاهل ؟ هل اختلاف الطباع ؟ هل وهل ؟ المهم حدث الطلاق مرة ثم مرة ثم مرة .واصبحت مطلقة طلاقا بائنا والمرات الثلاث كانت خلال خمس سنوات . خرجت بعدها الزوجة إلي بيت أسرتها لتعيش مع والدتها ومعها ابنتها .

ولا أدري من تدخل أو من أقترح ولا لماذ قبلت هي أن تعود للزوج لتعيش معه تحت سقف واحد علي ان تكون في حجرة أبنتها ولا تأكل معه ولا تقابله فأوقات العمل عندهما مختلفة . أمام الناس يظهران كزوجين وفي المنزل لا يلتقيان . وقالت إنها عادت علشان البنت عندما يتقدم لها عريس لا يعرف ان أمها مطلقة ويخاف من مستقبله معها .وعندما تزوج أبنتها وتسلمها للعريس سوف تترك لهذا الزوج المنزل ولا ادري فعلا ما سبب عودتها ربما ليس لديها مسكن .؟ لا ادري ما السبب . المهم أن الحالتين عن بشر يعيشون معا كأخوة وأمام الناس كزوجين . أنا شخصيا أرفض ذلك من جميع النواحي دينيا ونفسيا بالرغم من اني أعلم ان لكل إنسان قراره في حياته ولا احد يجبر أحد .

وكما يقولون كل شخص أدري بظروفه . ولكني أرفض هذا الزيف كما أنني لا أدري ما هو رأي الدين ؟ ولكن ما اريد قوله إن الطلاق ليس لعبة ولا لفظ يقال كأي لفظ لأنه يحرم حلالا . وأن ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والعتق . وان الرجل الحكيم لا يجيب المرأة للطلاق عندما تطلب منه .

بل المفروض يحدددان مدة شهر مثلا او اكثر ويقول لها لو ما زلتي مصممه علي الطلاق سأطلقك . كما أن علي الزوجات عدم إستفزاز الزوج وعدم طلب الطلاق إلا عن يقين وعند إستحالة العشرة . نعم هو حق ونعم هو حلال وإن كان أبغض الحلال إلي الله . وأنه قد يكون الحل الضروري والأكيد لبعض الحالات . ولكن نأخذه بتروي . لان هناك كلمات كالمدفع لو خرجت لن تعود ولو قتلت لن تحيي مرة أخري .