مصر الكبرى
إبراهيم القاضي يكتب … ليسوا ملائكه و ليسوا شياطين إنهم بشر ..!
أبدى إندهاشى و إستغرابى الممزوج بغيظ و حزن .. من هؤلاء الجماعة الملقبون ( بالنخبة) الفضائية ..التى إندهشت و إستغربت وربما اضطربت أفكارهم لصعود السلفيين المفاجىء فى مصر و خصوصا بعد إنتخابات مجلس الشعب ..
هؤلاء معذرون لانهم معزلون و مشغولون فى الاستديوهات المكيفه فى القنوات الفضائيه قاعدون و يكتفون بالتنظير عن بعد .. يتكلمون احيانا و كانهم يتحدثون عن بلد اخر غير تلك التى تاويينا .. لم يعلم هؤلاء أن اى درس يلقيه داعيه سلفى مشهور يحضره على الاقل خمسون الفا من الاتباع المؤيدين و منهم المهوسين به .. السلفيين فى مصر هم اكبر قوى غير منظمه..عددهم يتخطى ثلاث و أربع مرات عدد الاخوان .. لديهم شعبية كبيره فى الشارع .. لاعمالهم الخيريه و مظهرهم الدينى و دماثه خلق معظمهم ..و الاهم من ذلك .. لم يتلوث ثوبهم الابيض القصير بغبار السياسه .. قبل ان يقتحموها بعد الثورة طبعا.. ولم يتعرضوا لقصف اعلامى ممنهج كما تعرض الاخوان قبل الثوره ( لم يكن قصفا من أجل مصر انما من أجل ديكتاتورها ).. بل على العكس .. فقد شهد مشايخ السلفيه و خاصة المعروفين بانتمائهم لامن دوله مبارك انتشارا واضحا فى عهده .. ففتحت لهم القنوات و أقيمت لهم المساجد يلقون فيها دروسهم .. التى تحض على الخير و عبادة الله .. دون نسيان التشديد على ضرورة إطاعه الحاكم حتى لو جلد ظهرك و أخذ مالك.. و حاكم غشوم و لا فتنة تدوم .. و للاسف الشديد ..هؤلاء المشايخ لهم اتباع بالملايين يقدسون كلماتهم و يرددونها دون تفكير.. و لا يتقبلون انتقادا لهم ..فمن الممكن أن تنتقد مثلا الشيخ محمد عبده أو الشيخ الشعراوى أو الشيخ الغزالى امامهم .. لكن الويل كل الويل اذا حاولت انتقاد احد مشايخهم .. تجدهم يرددون أن لحوم العلماء مسمومه ..و لكن السلفيون أنفسهم منقسمون و مختلفون و أحيانا يكفرون بعضهم البعض .. هناك من أيد الخروج على مبارك ..و هناك من ظل يعادى الثوره حتى نجحت ثم قفز كغيره و أصبح ممن أكتشفنا فجاه .. أنهم كانوا يبيتون فى ميدان التحرير !!وللانصاف ليس كل من يطلق لحيته سلفيا .. فمنهم من اطلقها للتظاهر و التفاخر بالتدين .. و خصوصا بعد الثوره ..و جد البعض أن الحياه اصبح لونها سلفى .. فركب قطار السلفيه من مؤخرته ! أخيرا من الظلم أن نحكم على السلفيين ككتله واحده ..فمنهم رجال امن الدوله السابق و خاصه مشاهيرهم ..و منهم من يتبع المنهج السلفى بنوايا طيبه وقلوب بريئه غايتهم خدمة الدين و تطبيق الشريعه و هم الاغلبيه.. و هؤلاء فى الغالب محترمون و ودودون فى تعاملاتهم مع الناس ..طالما كان التعامل غير سياسى و لكنهم من الناحيه السياسيه متشدودون.. يتبعون مشايخهم دون تفكير .. أحدهم قال لى ايام الاستفتاء ..انه طالما الشيخ حسان قال نعم فيجب ان نقول نعم دون تفكير ..و هناك من أصبح سلفيا لحاجه دنيويه انتهازيه فى نفسه يود ان يقضيها و هؤلاء فى ازدياد و خاصة بعد الثوره ..
ابراهيم القاضى..روائى و قاص شاب..صدرت له اول رواية مطبوعة فى 2012 بإسم "القرية "