الحراك السياسي
النص الكامل لحوار السيسي مع “سكاي نيوز”: أعد المصريين بالتغيير القريب.. وأطالبهم بالصبر والعمل
بدأ عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، حديثه لفضائية “سكاي نيوز” قائلا :”بسم الله الرحمن الرحيم”، مقدما تحيات التقدير والاحترام للمشاهدين.
وأضاف السيسي، خلال حواره مع برنامج “بصراحة مع زينة يازجي” أن “المصريون تحلوا بالصبر كثيرا، ويتطلعون لإنجاز حقيقي”، مشددا على ضرورة استخدام صيغة “نحن” بدلا من “أنا” للعمل على تحقيق إنجاز حقيقي يتطلع له المصريون.
وتابع المرشح الرئاسي “التحدي الذي يواجه المصريين كبير جدا، ولن يتم إنجاز حقيقي دون تكاتف الجميع، للوصول للنتيجة المنشودة من أمن واستقرار وتنمية”.
وأضاف “المواطن خلال ثلاث سنوات شعر أن حجم الآمال تراجع، وهذا صحيح، كما تراجع الشعور بالأمن لحاجتين، أولهما حالة الثورة التي نعيشها، والتي سببت إرباكا وتراجعا في أداء الجهاز الإداري، وثانيهما جهاز الشرطة الذي واجه أزمة إبان ثورة 25 يناير، ويجب تعضيده ليستعيد قدرته”.
وأردف “مصر هبطت من المركز الثاني، إلى المركز الثاني والثلاثين، في تصنيف الدول التي تخلو من الجريمة المنظمة، مضيفًا “المصريون صبروا كثيرا، ويتطلعون إلى إنجاز حقيقي”.
وأوضح أن “تراجع ترتيب مصر العالمي أمر بالغ القلق”، مشيرًا إلى أن “نسبة 68% من الجرائم، و40% من الجنح التي تحدث، لا يتم القبض على مرتكبيها، وهذا الأمر له دلالة، توضح شكل الحالة الأمنية الغير مطلوب”، مضيفًا: “الناس بحاجة إلى وجود أمن حقيقي”.
وبسؤاله عن قانون التظاهر، لفت المرشح الرئاسي إلى أن “هذا القانون لا يقف ضد حق التظاهر المكفول أو التعبير عن الرأي، فهو ينظم حق التظاهر لتحقيق مطالب الناس، فالشق الأمني في مصر، يحتاج لتنظيم الحياة، حتى في التعبير عن الرأي، وأنا أرغب أن تنشغل الشرطة ليلًا ونهارًا في مكافحة الإرهاب، ومتابعة من يخطط وينفذ العمليات الإرهابية”.
وأضاف أنه “يجب على الشعب معرفة أن هناك مشكلة كبيرة تواجه مصر”، مؤكدا قدرة الدولة والشعب على عبور الوضع الحالي.
ولفت السيسي إلى أن “هناك مشاكل كثيرة تواجهنا في توفير الطاقة والمياه”، مشيرا إلى ضرورة استخدام “اللمبة الموفرة”، قائلًا: “عندما سيستخدم ملايين المصريين هذه اللمبة، ستحدث فارقا كبيرا في مسألة الطاقة، وستوفر للدولة الكثير”.
وقال المرشح الرئاسي، إن “جزء كبير من الدعم لا يصل إلى الطبقة الفقيرة”.
وأوضح أنه “يحق لمن يمتلك منزلا كبيرا أن يتمتع بالرفاهية التي يريدها، ولكن الدولة وقتها سترفع الدعم عن مثل هذه الطبقة الغنية”، مؤكدًا أن الأغنياء وقتها سيتفهمون الوضع ويقبلونه.
وتابع: “الفقير صابر من فترة طويلة، والشعب المصري من أكثر الشعوب الصابرة، ولكنه يريد أن يرى تغييرا على أرض الواقع حتى يصدق”.
وقال السيسي، إن “الغني يستفيد أكثر من منظومة الدعم”، مشددا على “الحاجة الملحة لوجود آلية لإدارة الموقف دون أن يضار الفقير”.
وأضاف أن “الفساد ليس السبب الرئيسي وراء حالة العوز بمصر، ولكنه أحد الأسباب”.
وتابع “المجتمع المصري أصبح غير مترابط النسيج، ويجب دراسة ذلك، والوقوف على حل يجمع قلوب المصريين”، مشددا على عدم جواز فرض قناعات معينة على الشعب من أي فصيل.
وأردف “ليس من المعقول أن يكون هناك قيادة موازية لقيادة الدولة، التي تأتي وفقا للدستور والقانون، ولا يجوز أن يكون هناك تصور آخر للحكم في مصر، والإخوان صنعوا حالة موازية، وليس قيادة موازية، أحجموا فيها عن المحيط العام المصري، وتصوروا أن خطابهم هو الأصح، وأن رؤيتهم الدينية مختلفة”.
وأكد السيسي وجوب وجود احترام حقيقي لإردة الناس، مشددا في الوقت نفسه، على ضرورة ألا تؤدي الحرية الممنوحة للناس، إلى حالة من الفوضى تؤذي الدولة، مشيرا إلى ضرورة دعم وتعضيد دور الشرطة في إنفاذ القانون.
وأضاف أن “الجهد الذي بذلته الشرطة على مدار سنوات يجب تدعيمه خلال المرحلة المقبلة وتلبية مطالبهم الفنية والإدارية”، مشددا على وجوب عدم التعليق على أحكام القضاء، قائلا: “نعزز ونعضد القضاء المستقل”.
وتابع “يجب أن يكون هناك وعي حقيقي بالمشكلة وحجمها وعمقها، ومعرفة أن اصطفاف المصريين في مواجهة الأزمات هو الحل”.
وأردف “لدينا من القوانين ما يكفي، لكننا نحتاج احترام القوانين وتنفيذها”، موضحا أن “نسبة الفقر قبل ثورة يناير كانت 21 %، وبعد ثلاث سنوات وصلت إلى 26% بطريقة لا يمكن احتمالها”.
وأشار المرشح الرئاسي، إلى أنه “توجد أمم مشهورة بالإتقان، أولهم المانيا، وأمم أخرى معروفة بالانضباط، أهمهم اليابان، وما يحدث الآن في مصر لا يعد سمة من سمات المصريين”، متسائلًا “هل نحن أمه صادقة أم لا؟ أو أمه عادلة أم لا؟.. سنجد إجابات غير مريحة، ونتساءل من نحن وإلى أين ذاهبين؟”.
وأضاف أن المشكلات تعاظمت خلال الـ20 عامًا الماضية”، متابعا “لو أنا مسؤول عن الدولة، يجب أن أقدم الخطاب الديني المرجو من الإسلام”.
وأردف “الإخوان قدموا العنف خلال العام السابق، والإخفاق كان من منظور سياسي، ولكنهم حولوه لحرب”، مضيفا “كنت بقول لهم إنتوا بتحولوه لخلاف ديني بينكم وبين الناس، وهذا مسخ للخطاب لا يرضي الله”.
وقال السيسي، إن “القوات المسلحة تدخلت في 30 يونيو، عندما كان الأمر يستدعي التدخل لإعلاء المصلحة الوطنية”، مؤكدا أن الموقف لم يكن يحتمل سيناريو آخر، لمنع اقتتال المصريين.
وتابع “كان أولى بالإخوان أن يبحثوا عن حل حقيقي للخروج من الأزمة، بدلا من أن يخططوا فقط إلى الوصول للحكم”.
وأكمل “الشعب المصري استدعاني للخروج من الأزمة، وبصراحة مش هقدر لوحدي، والكل لازم يشارك”، مضيفا أن “خوفي على بلادي يحتم علي الاستجابة لرغبة الشعب، سواء في التقدم للحكم أو الرحيل عنه”.
واستطرد “ما يتم تقديمه الآن عن الدين، أضاع إنسانية الإسلام”، لافتا إلى أن “بعض الدول قدمت الإسلام على أنه يدعم القتل والتدمير والتخريب”.
وأضاف “الخطاب الديني للإخوان حاول تشكيل قيادة عكس المجتمع”، مشددا على أن حديثه لا يشكل خصومة أو ثأرا ضد الإخوان، وأن “المصلحة الوطنية والدينية اقتضت الوقوف ضدهم”.
وقال السيسي إن “الوعود التي أعد بها سوف تنفذ من جهتي، وهذا يلزم الشعب أن يصبر معي ويتحمل”.
وأوضح أنه “في حالة سير الأمور طبقًا للتخطيط الذي وضعناه في الحملة الانتخابية، فسيتم تنفيذ المشاريع خلال عامين، فالوضع ليس سهلا، لأن هناك مشاكل كبيرة مثل أطفال الشوارع، والعشوائيات الضخمة، ولكن ستكون هناك حالة من الانتعاش خلال عامين.
وبسؤال المذيعة زينة يازجي للمشير “لماذا السيسي سينجح إذا فشل الآخرون؟” أجاب “أنا شايف المشكلة كويس، وهذا أمر مهم، وعايز أفكر العديد من النخب اللي قعدت معايا، إننا شايفين المشكلة بحجمها الحقيقي دون تهويل أو تكبير”، مؤكدًا أنه إذا سارت الأمور وفقًا للبرنامج المحدد، ستسير الأمور بشكلها الطبيعي خلال عامين.
وكان عبدالفتاح السيسي استقال في شهر مارس الماضي من منصب وزير الدفاع كي يتسنى له الترشح للانتخابات الرئاسية، وتقتصر المنافسة بينه وحمدين صباحي، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو الجاري.