كتاب 11

10:12 صباحًا EET

أين برنامج الرجل؟!

لا أصدق أن يكون الأستاذ أحمد كامل، المسؤول الإعلامى فى حملة المشير، على غير علم بالبرنامج الانتخابى للرجل، ولا أصدق أن يكون جوابه حين يسألونه: اسألوا المشير!

ثم لا أصدق، للمرة الثالثة، أن يكون اليوم هو 11 مايو، وأن تكون الانتخابات يوم 26، وأن يكون البرنامج غائباً رغم ذلك!

ولا أريد من أحد أن يقول إن ما قاله السيسى، فى لقاءاته مع الإعلاميين والصحفيين وغير الصحفيين، هو برنامجه.. لا.. ليس هذا هو البرنامج الانتخابى الذى نعرفه، بل والذى نتوقعه ونطمح إليه!

وبطبيعة الحال، فإن ما قال به، فى كل لقاء معلن، منذ بدأ لقاءاته، إنما جزء من البرنامج، وسطور منه، وخطوط عريضة فيه، وهو كله، فى إجماله، شىء جميل ورائع، لكننا فى المقابل نريد برنامجاً مكتوباً له أول وله آخر، بحيث نناقش كل سطر من سطوره، وبحيث نتوقف عند كل تفصيلة من تفصيلاته، وبحيث يكون فى أيدينا منذ طرحه، وإلى يوم الاقتراع فى الصناديق.

ولو أن أحداً عاد إلى ما قيل من جانب الحملة الإعلامية للمشير، قبل بدء الدعاية رسمياً، فسوف يجد أن كلاماً مؤكداً قيل وقتها منها عن أن فريقاً يعكف على كتابة البرنامج الانتخابى له كمرشح رئاسى، وعن أن البرنامج سوف يجرى إعلانه مكتوباً على الناس، وعن أنه فى مراحل كتابته الأخيرة.. وعن.. وعن.. إلى آخره.. وبالتالى، فالسؤال الآن ليس عن عدم وجود برنامج من نوع ما تلقينا وعداً به، وإنما عن سبب التأخر فى إعلانه دون مبرر مقنع.

وليس فيما أقوله، أبداً، رغبة فى أن ننال من المشير، بالعكس، إننى من جانبى على الأقل حريص كل الحرص على أن يخوض معركته كمرشح، كما يجب، وأن ينجح، وأن يقدم لبلده ووطنه ما نأمل جميعاً فيه، كما أننى حريص، فى الوقت ذاته، على ألا تكون هناك مآخذ عليه، وربما يلاحظ الذين حوله أن عدم طرح البرنامج، إلى اليوم، قد أصبح مأخذاً لا يصادف رداً يقنع الناس!

أقول هذا، وفى ذهنى البرنامج الانتخابى «المكتوب» الذى كان السيد عمرو موسى قد تقدم به إلى ناخبيه، فى انتخابات 2012، فـ«موسى» هو المرشح الرئاسى الوحيد الذى طرح برنامجاً مكتوباً فى تلك الانتخابات، بخلاف كل المرشحين الآخرين، الذين قالوا كلاماً مرسلاً فى وسائل الإعلام، مما لا يمكن اعتباره برنامجاً من نوع ما نريده، وما ينبغى بأى حال!

قيمة البرنامج الانتخابى المكتوب أنه يجعلنا نتكلم عن شىء نمسكه بأيدينا، ويجعلنا، وهذا هو الأهم، قادرين، فيما بعد، على محاسبة صاحبه على ما أنجزه منه، وكذلك على ما لم ينجزه، وهذا، فى حد ذاته، حق أصيل لكل ناخب.

ولا يغيب عن ذهنى أن آل جور، المرشح الرئاسى الأمريكى السابق، كان قد طرح برنامجاً مكتوباً عن ترشحه، وكان قد جعل عنوانه هكذا: الإنسان أولاً.

لماذا؟!.. لأن المشير، منذ 30 يونيو إلى لحظتنا هذه، يراهن على الإنسان فى هذا البلد، قبل رهانه على أى شىء آخر، لا لشىء، إلا لأن المواطن هو أداة المرشح الرئاسى، حين يفوز، فى تحقيق ما وعد به، وليس من الممكن للمرشح وأى مرشح أن يحقق شيئاً حقيقياً إذا كانت أدواته لا تسعفه!

من أجل هذا نريد البرنامج مكتوباً، وأن يكون أوله الإنسان، وآخره الإنسان.

التعليقات