مصر الكبرى

11:07 مساءً EET

الفرق بين البساط الأخضر .. وسوق الخضار

سنخرج بعيداً عن السياسة قليلاً .. لنبحر ولنتعمق فى اغــــــوار السياسة الى ابعد مدى ممكن ؛ وليس كلامى معضلة ؛ولا معادلة صعبة ؛ فالمحور الأساسى الذى توكلت على الله لأتحدث فيه ؛ ربما لايعجب البعض ؛ وربما لايعجب الأكثـــرية المهتمة بالشــــارع السياسى المصرى؛ الذى يمُور بغليان مستتر تحت سطح الأحداث الجارية ؛

وربمــــــا يكون هذا الموار ؛ ارهاصة للطوفان الثانى ؛ الذى لانعلم متى سيجىء !! وأسلط بقعة الضوء مباشرة ؛ على تلك الوقفة الاحتجاجية ؛ التى قادها لاعبى كرة القدم ؛والتظاهر السلمى أمام وزارة الرياضة ؛ لاعادة النشاط الرياضى ؛ والكـروى بالتحديــد الى الملاعب ؛ التى يقولون انها تعانى الخواء من الجماهير؛و ( قال ايــــه )المتعطشة الى مشاهدة مباريات كرة القدم ؛ ومشاهدة ( عجين الفلاحــــة )على البساط الأخضر السندسى ؛ واعادة ( السبوبة ) التى أصبحت مهنة من لامهنة له !!
ياسادة ياكبار .. الجماهير متعطشة الى دخول سوق الخضار .. لتجد الاحتياجات الحياتية فى متناول الجميع ؛ غفيراً وأميراً ؛ الأمر الذى لم تستطع الحكومة الحالية صنعه ؛ واصبح ( مشوار السوق ) كرباج على ظهر ربات البيوت ؛ اللائى يدخلن الى السوق ؛ ليلطمن الخدود ؛ على ماآل اليه الحال فى أسعار الأساسيات ؛ وربة البيت تحاول أن تصنع ( مرق ) للعيال فاغرى الأفواه والبطون ؛ فى البيت المصرى بكل مستوياته ؛ ونقول ان( المَرَقْ ) ليس بالضرورة ناتجاً عن ( طبخ لحوم ) والعياذ بالله !! ولكن يكفى ( مربع ) من مرق الدجاج ؛ لصنع وهم ( البهريز ) فى طعام الأسرة الفقيرة ؛ المتطلعة الى كتل اللحم المعلق عند( لامؤاخذة ) الجزار !!
أليس ماأتكلم فيه : سياسة ؟ بلى !!انه سياسة .. وأبو السياسة كمان !! لأن الحرية تبدا من حرية الرغيف ؛ الذى نستورد له دقيقاً لخمسة ارغفة من كل ستة ؛ أوليست تلك مصيبة فى حد ذاتها ؛ والمصيبة الأعظم أن تأتى المطالبة بعودة النشاط الرياضى والأمن غير قادر على تأمين ( حارة ) فى اى حى شعبى بمصر المحروسة !! وكل ماتم ؛ هو رفع بعض الاشغالات من الميادين الكبرى ؛ ولم يأت هذا .. الا بعد صدور الأوامر الامريكية ؛ للحفاظ على جامعتها المطلة على ميدان مايسمى بالتحرير ؛ ولا أعرف تحرير من ماذا ؛ ونحن الآن أكثر عبودية عن ذى قبل !!وناهيك .. عن حجة المطالبة بالقصاص لشهداء حوادث الملاعب الكروية .. فالقضاء يسير فى اجراءاته القانونية ؛ ولجان تقصى الحقائق ؛ وكل هذا الذى يشغلون به الناس على الساحة المصرية ؛ ربما لتمريرمواد ( الدستور ) الذى انتظرناه طويلاً طويلاً ؛ ليكون على مزاج الأ َخوان ( والفتحة على الهمــــزة !! ) ؛ وسيكون تفصيل بمعرفة ترزية القوانين سيئة السمعة ؛ تماماً .. كما كان يحدث فى العهد البائد ؛ ولكن بصورة خبيثة خبث اليهود ؛ على الأقل رجال العهد البائد ؛ كانـــوا واضحى البجاحة وصفاقة الوجه واللسان ؛ عكس هؤلاء الذين يستترون وراء عبـــــاءة الدين والعقيدة والتكفير ؛ والادعاء بأنهم يملكون صكوك الغفران لادخالنا جنة الله الموعودة ؛ والتى لاأريــد أنا شخصياً الدخول اليها ؛ لو كان هؤلاء الأدعياء .. سيدخلون اليها .. معى !!
المهم .. نعود الى سياق مابدأناه من حديث ؛ وهل يستوجب اهتمام الحكــومة السنيـــةبـ ( البساط الأخضر ) وما يجرى فوقه من برجسة ؛ أم الاهتمام بـ (ســوق الخضار) الذى نعيش عليــــه وعلى موارده ؛والمفترض أن تعمل الحكومة السنيـــة على دراسة كيف نكتفى ذاتياً بانتاجيتنا الزراعية ؛ بدلاً مـن الوصول بالفضائح ؛ الى حد استيـــراد (التوم ) من جمهورية الصين الشعبية !! وبلدنا مصر المحروسة يشق بطنها ( نيـــل )من السودان حتى الاسكندرية !! واتذكر الآن .. كيف وقف ( مناحم بيجين ) ليتهكَّــم على ( السادات ) الذى كان يقف بجانبه ؛فى شرفة فندق (اوبروى) بأسوان ؛ ليقول له :كيف عندك هذا النيل العظيم .. وتستورد اسماكاً من دول العالم ؟ ليرد عليه السادات بسذاجة احتسبت عليه فيما بعد : تحسدنا على النيل ؟ اذن ساوصل لك فرعاً منه الى صحراء النقب .. وأرنى ماذا ستفعل به ؟ وخرج مناحم بيجين الصهيونى الداهية ؛ ليعلن فى المؤتمر الصحفى : أن السادات وعد بايصال مياه النيل الى مشارف الدولة الصهيونية لزراعة الصحراء والتصدير الى بلاد العرب !!يامصيبتنا السودة !!ياسادة .. ياكرام : رجال حكومتنا السنية والبهية والمفترية .. أوقفوا هذا الهراء أولاً ؛ثم تعالوا الينا ؛ بعد ان تأخذ البطون القدر الأدنى من الطعام والشراب والكرامة ؛ لكى تستمعوا بعد ذلك الى نداءات (الصقروالصخرة وبارم ديله وابو رجل مسلوخة ) الذين يريدون عودة الأبهة ؛والجلوس فى الاستديوهات المكيفة ؛ بوهم( تحليل ) البرجسة التى نراها فى ملاعبنا ؛ والجماهير الغلبانة ؛ التى تدفع من عرقها ثمن المشاهدة ؛ وللهروب من الواقع المر الذى تعيشة ؛ فى حاجة الى ( تحليل ) دم وبول واعصاب .. لتستطيع مواصلة الحياة .. لاخراج جيل جديد ؛ لايحمل جيناتنا الوراثية المهترئة .
فرق شاسع : بين البساط الأخضر ؛ وسوق الخضار !! واللا ايه ؟وتحيــــــــــــــاتى للجميـــــــــــع

التعليقات