آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: إحتياط واجب
لكل صديق وصديقة علي الفيس لا تتحدثوا عن حياتكم الخاصة علي الشات مع كائن من كان ولا تشتكوا همومكم إلا لمن تعرفونهم وتثقون بهم . وهذه القصة وخاصة نهايتها هي التي جعلتني أفكر أساسا في كتابة موضوعات شائكة .
هي سيدة ناضجة في الثلاثينيات من العمر تصلي وتصوم وترتدي الحجاب . ليس لديها وقت للجلوس علي الفيس كثيرا لديها أبناء وزوج وبيت وعمل . بدأت حياتها بإرتباطها بشخص تقدم لها في سن 18 وتزوجته في سن 22 سنة . رجل يكبرها بثمانية سنوات لديه عمله وشقه وسيارة وأحبها منذ أن وقعت عينه عليها . ومرت الأيام وتغيرت الحياة كما تتغير مع الكثيرين أحيانا هادئة وجميلة وأحيانا صعبة ومزعجة .
ومنذ فترة كبيرة كانت دائما تشكو لي أن زوجها لا يعيرها أي إهتمام . لا يتحدث معها ولا يخرج معها ولا يجلس معها وحتي لا يأكلان معا . وربما أكثر من ذلك . كانت تشكو دائما أنها تحدثه فلا يرد عليها ونصحتها ربما طريقة الحوار وربما موضوع الحوار هو السبب .ولا أدري أنا ما السبب الحقيقي لهذا التغير في حياة كثير جدا من الناس . أنا أعرفها منذ سنوات والتقيت بهامنذ فترة حزينة مكتئبة دامعة وسألتها ما بها .
كنتي سعيده ومشرقة ماذا حدث ؟ فأجابت أتذكرين الرجل الذي قلت لك أنه دايما يكلمني علي الفيس ولا أرد عليه ؟ فقلت لا ؟ المهم ماذا حدث ؟فقالت لي لقد قطعت صلتي به تماما ولكني أصبحت حزينة أكره الحياة ولا أجد لها طعما . فقلت لها أحكي القصة لي من الأول . فقالت ظل يرسل لي ويقول لي كلاما جميلا عن شكلي ويهتم بي . وفي يوم كنت متضايقة جدا فتحدثت معه . شكوت له من إهمال زوجي لي وأنني حزينة .
فأستمع لها بكل طاقته وطبعا وجد الفارس المغوار من وراء الشاشة ضالته . أنشد فيها مادحا أنها تستحق أن تكون ملكة وأن زوجها لا يستحقها وأنها نعمة وأنها جميلة وأنها وأنها . وأصبح يطاردها ليل نهار بالرسائل حتي قالت لي ظننت أنه لا ينام .
وأصبح يبث لها حبه الذي يؤرقة وأنه لا يستطيع الإستغناء عنها . ( هو ظروفه يعمل في دولة عربية غير الدولة التي تقيم فيها صديقتي ) ولديه أولاد وزوجة تركها في بلده . أما صديقتي المسكينة التي حاولت مع زوجها الحديث أكثر من مرة وكل يوم ولا تجد منه ردا ولا إهتماما . تعلقت بهذا الرجل وأصبحت تهتم بنفسها وأصبحت تشعر أن للحياة طعما . واقبلت علي الحياة وأحبته . وطلب منها أن تطلب الطلاق لكي يتزوجها . وما كذبت خبر وقامت بطلب الطلاق من زوجها . وقالت لي ( ليه أعيش مع إنسان مش طايق حتي يبص في وشي وأترك إنسان يحبني ) . المهم أن زوجها كان عاقلا والحمد لله وكعادته لم يرد عليها .
فهي دائما تطلب وتتحدث ولا يرد عليها . فأخبرت الحبيبب الذي ينتظر الجواب فكان رده علي ذلك ((( وذلك السبب الرئيسى الذي جعلني أكتب القصة ))) خلاص طالما هو رافض الطلاق أحنا ننزل مصر ونتزوج عرفي إلي أن تتطلقي . فسألتها ماذا قال ؟ فكررت نفس الكلام . فقلت لها وانتي متزوجة ؟ فقالت طيب ونعمل أيه ؟ ما هو مش راضي يطلقني . فقلت لها هذا زنا . زنا واضح وليس شبهة زنا . وقلت لها. هذا الشخص لم يحبك أبدا وكذاب وحقير .
هذا الشخص يفعل ذلك مع غيرك كثيرات لا تصدقي أبدا كلامه . لا أظن أن رجلا في سن الأربعينيات لا يعرف أنه حرام الزواج بمتزوجة . أحسن أنك قطعتي صلتك به وأحظريه . فقالت لي أنها لازالت متعلقة به رغم أنها بعدت عنه . فقلت لها أحمدي ربنا أنه في بلد وانتي في بلد ربما لو كان قريبا لجرك إلي طريق التهلكة . وقلت لها تذكري أنك زوجك رغم كل بعده عنك لم يطلقك عندما طلبتي منه الطلاق . وحاولي أن تجدي أي شئ جميل في حياتك .
وأعطيت بعض النصائح ولكن صدقوني أنا حزينة من أجلها ومن أجل من هن مثيلاتها . لماذا يهمل الرجل زوجته إلي هذا الحد ويطالبها بالإخلاص . لماذا يتحدث مع كل البشر إلا هي . كلمه بسيطه جميلة حتي ولو كانت كذبا تغير الحياة للأفضل . لو علق علي شكلها او لبسها اوحتي طعامها . بأي كلمة لأسعدتها . قليل من الإهتمام يعطي كثير من السعادة . وإن كان المفروض أن يكون كل الإهتمام لشريكة الحياة .
أرجوكم لا أريد تعليقا بأن الفيس بوك أفسد البيوت وأفسد النساء . لا أريد غباء . حاولوا حل مشاكلكم بطريقة عملية حقيقية مفيدة . وحاولوا البحث عن السبب الرئيسي للفشل لتصلوا إلي الحل السليم . ولا أريد من يقول أنها يجب أن تتقي ربها وتحافظ علي بيتها و…… ولماذا لا يتقي الرجل ربه ويحافظ علي بيته . تلك قصة من مئات القصص التي تختفي وراء الأبواب المغلقة ولا يجد أصحابها حلولا لها . وتمضي الحياة وينتهي العمر ولا يستطيع الشخص أن يعيش سعيدا.