كتاب 11

12:46 مساءً EET

ما حدث مساء أمس له معنى!

حدث مساء أمس ما يجعلنى أتفاءل بأن مصر يمكن أن تعود، ليس إلى ما كانت عليه من قبل، فهذا غير مقبول، وإنما إلى ما يجب أن تكون عليه.

حدث مساء أمس ما يجعلنى، وأظن أنه سوف يجعلك أنت أيضاً، تستبشر خيراً، وتراه بداية متفائلة، لأن تعود مصر، ليس إلى الشعارات والأوهام، وإنما إلى الحقيقة وحدها فى مقبل الأيام!

حدث مساء أمس شىء عابر، قد لا يتوقف عنده أحد، مع أنه يدعو إلى التوقف عنده، وتحديداً عند الجوهر فيه، وليس عند الشكل أبداً، وساعتها سوف توافقنى على أنه حقاً يدعو إلى التفاؤل بوجه عام!

ما حدث مساء أمس، مما سوف أكشف لك عنه حالاً، قد تكون له علاقة بإزاحة الإخوان من الحكم، قبل عشرة أشهر، فما كان أحد يتخيل أن يأتى يوم تزاح فيه الجماعة الإخوانية من السلطة، بالطريقة التى أزيحت بها فى 30 يونيو من العام الماضى، على يد ملايين المصريين، وبصورة غير مسبوقة فى مثل هذه الحالات!

وربما لا ينتبه كثيرون بيننا إلى أن إزاحة مرسى وجماعته، بالشكل المدهش الذى جرى فى 30 يونيو، تقول إن كل شىء ممكن بعدها، وأن أول الممكنات فى هذا الاتجاه هو أن تعود مصر لنا، أولاً، ثم لا تعود فقط، وإنما تعود على الصورة التى نرغبها، ونريدها، ونحبها، ونتشوق إليها!

ما حدث مساء أمس، رغم أنه شىء عابر للغاية، إلا أنه فى النهاية يشبه بشكل من الأشكال قطرة من ماء البحر، تدل فى مذاقها على مذاقه كله، ولا تكون أنت، والحال هكذا، فى حاجة إلى أن تشرب ما بين الشاطئين جميعاً، لنتعرف على طعم الماء هناك!

ما حدث مساء أمس، رغم أنه شىء عابر للمرة الثالثة، إلا أنه ينطق لك، حين تتأمله فى مضمونه، أن هذا الجدل المهلك حول قضية الدعم، منذ عام 1977 إلى اليوم، يمكن أن تكون له نهاية إيجابية، ومبهجة، ويمكن أن نصل فيه، فى غاية المطاف، إلى حل يحفظ أموالنا المهدرة بامتداد كل هذه السنين، ثم نوجهها إلى حيث يجب أن تتوجه!

ما حدث مساء أمس، وأؤكد لرابع مرة، أنه كان شيئاً عابراً، إلا أن أشياء عابرة كثيرة، يمكن أن تمر بنا أو نمر، ثم لا نلتفت إلى أن فيها درساً، ولا نأخذ بالنا من أن فيها إشارة لمن يود أن يقرأ الإشارات وما تنطوى عليه من الإيماءات!

ما حدث مساء أمس، الذى أتمسك بأنه كان شيئاً عابراً، يظل محملاً بالمعانى فى داخله، إذا ما أحسنا قراءته، ثم إذا ما أحسنا البناء عليه، وعلى نوعيته بالتحديد!

ما حدث مساء أمس، انتظره أهله لسنوات وشهور، وصمموا عليه، حتى جاءهم كما أرادوا.. وهذا هو الجميل فى الموضوع!

والآن.. ماذا حدث مساء أمس؟!.. حدث أن احتفلت جامعة النيل، بطلابها وأساتذها، وفى مقرها بعودة حقها كاملاً إليها، ثم بصدور قرار من المهندس إبراهيم محلب، يلغى كل قرار سابق عليه، يكون قد سلب الجامعة شيئاً تملكه.

إننى أرى فى الاحتفال انتصاراً لفكرة القانون، وتغليباً له على ما عداه، وهذا وحده يكفى جداً، لأن يجعلنى أتفاءل ويجعلك تستبشر، رغم كل ما قد يحبطنى ويحبطك، مما هو قائم حولنا!

التعليقات