كتاب 11

12:37 مساءً EET

وما زال استهداف السعودية مستمرا!

 كشفت وزارة الداخلية السعودية بالأمس عن جماعة إرهابية تابعة لـ«القاعدة»، وعلى صلة بعناصر إرهابية في سوريا واليمن، كانت تخطط لاغتيال مسؤولين ومهاجمة أهداف حكومية وأجنبية، يظهر أن استهداف أمن المملكة العربية السعودية مستمر، ولم يتوقف لحظة!

فقد اشتعلت الأوضاع في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وكان التخطيط على السعودية، وانتشرت «القاعدة» والحوثيون في اليمن، وكانت السعودية هي الهدف، واهتزت الأوضاع في مصر فتم استهداف السعودية، وانفجرت قنبلة سوريا الموقوتة بوجه بشار الأسد فأصبحت السعودية هي المستهدفة، فماذا يعني كل ذلك؟ فهل وصل عدد أفراد «القاعدة»، مثلا، للدرجة التي تمكنهم من الانتشار بكل المنطقة بهذا الشكل دون ممول وراع؟ أمر مستحيل! فلماذا، مثلا، ورغم كل ما تفعله إيران بسوريا لم تظهر أعمال لـ«القاعدة» بإيران؟ ولماذا، ورغم حديث حسن نصر الله عن «التكفيريين»، لم نر وجودا حقيقيا لـ«القاعدة» في لبنان المنهك؟ ولماذا أبرز ضحايا «القاعدة» في العراق هم السنة؟

كل ذلك يقول لنا إن عملية استهداف السعودية أكبر من كونها عملا قاعديا صرفا، فتنظيم القاعدة ومهما بلغ من قوة ليس بإمكانه التمدد، وإعادة التشكيل، بهذه السرعة وهذا التدريب دون وجود راع حقيقي هدفه زعزعة استقرار السعودية، ونشر الفوضى فيها، وكذلك إلصاق تهمة الإرهاب بها، وكما تفعل حكومة المالكي، وإيران، والأسد، وحزب الله، وإعلامهم. فما يقوله لنا سير الأحداث بالمنطقة هو أنه كلما اشتعلت دولة عربية، أو تأزمت، نجد أن «القاعدة» تعود لاستهداف السعودية، وبتركيز غريب، ومنذ أعوام عديدة! صحيح أن السعودية هدف لـ«القاعدة» لكن لا يمكن أن تقوم «القاعدة» بهذا الأمر دون دعم دولة! فمن الذي يمول؟ ويدرب؟ ولماذا يتم استقطاب الشباب السعودي للخارج ثم إعادة إرسالهم للسعودية؟ كل ذلك يؤكد أن هناك دولة ترعى، وخطة واضحة لضرب استقرار السعودية.

وقد يقول قائل: ولماذا لوم الغير، والشباب السعودي هو من يفعل ذلك؟ والحقيقة أن المنتمين لـ«القاعدة»، والمتورطين في الداخل ليسوا كلهم سعوديين. كما أن استقطاب السعوديين يحقق مصالح جمة لمن يرعون «القاعدة» وأهمها الإساءة لسمعة السعودية وضرب نفوذها الدولي، وهذا جزء من مخطط الفوضى المراد للسعودية التي قامت بخطوات ريادية في مكافحة الإرهاب، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، لكن ذلك لا يعني بالطبع أن ليس هناك ما يمكن فعله سعوديا. فمثلا، لا بد الآن من تفعيل القوانين السعودية الصارمة لقطع دابر التحريض والتبرير حماية للشباب، والأمن والاستقرار السعودي، خصوصا وأن الواضح هو أننا أمام مخطط محكم هدفه نشر الفوضى في السعودية، وليس من قبل أفراد متطرفين، بل إنه يجري برعاية دول معروفة لدى الأجهزة الأمنية السعودية.

التعليقات