كتاب 11

11:56 صباحًا EET

المستبعدون من لقاء المشير

بحثت عن منى الشاذلى، ومحمود سعد، ومعتز الدمرداش، وعمرو أديب، وأحمد موسى، فى لقاء المشير السيسى مع مقدمى برامج التوك شو، فلم أقع لهم على أثر!

هذه مجرد عينة من أسماء مرت أمام عينى، وأنا أكتب هذه السطور، ولابد أن هناك أسماء أخرى، غاب أصحابها عن اللقاء، دون سبب مفهوم.

فإذا قيل، فى مجال الرد على هذا التساؤل، إن تمثيل كل فضائية فى اللقاء كان باثنين فقط، فسوف يكون هذا غير صحيح، لأن ما أعرفه أن قناة «دريم»، مثلاً، كانت ممثلة بثلاثة، لولا أن ظروفاً خاصة قد منعت رشا نبيل من الحضور!

ولا يمكن أن نتصور أن يكون كل الذين غابوا قد كانوا على سفر، أو أن يكونوا قد اعتذروا جميعاً.. هذا غير متصور عقلاً.. وبالتالى، فالحكاية فيها شىء ما، لا يبدو واضحاً للذين تابعوا جلسة المدعوين مع الرجل، وهو شىء فى حاجة إلى توضيح قطعاً.وعلى الرغم من أن كلام المشير، فى لقائه معهم، كان ممتعاً، وكان مفيداً للمشاهدين، وكان منطوياً على ومضات مهمة فيما يخص برنامجه الانتخابى، إلا أننى أحسست بأن التوسع فى إذاعة ما دار فى لقائه، على خمس أو ست فضائيات، مساء أمس الأول، كان القصد منه، بشكل أو بآخر، «حرق» لقائه مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدى، الذى من المفترض أن يكون قد أذيع مساء أمس.

فالمشير تكلم فى لقاء أمس الأول عن كل شىء تقريباً، وكان منطلقاً فى حديثه، وكان على سجيته، وكان واضحاً، ولذلك، فلابد أن الذين سمعوه، ثم قرأوا بعدها مباشرة عن أن لقاء آخر له سوف يذاع الليلة، أى مساء أمس، قد تساءلوا فى حيرة، ولسان حالهم يقول – ما معناه -: وما الجديد الذى سوف يقوله، وقد سمعناه، وشاهدناه، يقول فى كل شىء ويستفيض قبل ساعات؟!

لقد سمعته يسهب فى قضايا حيوية بالنسبة لعموم الناس، ومنها قضية الكهرباء وانقطاعها على سبيل المثال، وقد صارت تنغص على حياة كل مواطن هذه الأيام!

وربما يعلم المشير أن ما قال به عن اللمبات الموفرة، وكيف أنه سوف يسعى إلى تعميمها فى البيوت حين يفوز.. ربما يعلم أنى كنت قد طرحت هذه الفكرة بتوسع فى هذا المكان، قبل نحو ثلاثة أسابيع، ودعوت الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إلى أن يتبناها، وفهمت يومها من اتصال من الوزير أنه متحمس جداً للفكرة، وأنها فى حاجة إلى وقت، وإلى تدريج فى الأخذ بها، وأنها، فى كل الأحوال، فى ذهنه، وأنه مقتنع بها للغاية، وأنه لا بديل أمامنا غيرها، وأنها فكرة عملية وممكنة، إلى آخر ما نقلته عنه حولها فى حينه!

ما أريد أن أقوله إن أفكاراً كبيرة قد طرحها المشير فى لقائه، وإن هذه الأفكار فى حاجة إلى مشاركة الجميع، دون استثناء، إذا أردنا لها أن تخرج إلى النور، دون مشاكل أو معوقات، وهذا بالضبط ما أقلقنى، حين لاحظت أن اللقاء قد ضم البعض، واستبعد البعض الآخر، ورأيتها بداية مع الإعلام، فى حاجة إلى مراجعة سريعة، وإلى استدراك أسرع.

سيادة المشير.. حتى لو افترضنا أن الذين غابوا معارضون لك، أو من أصحاب الآراء المخالفة فيما جرى بعد ثورة 30 يونيو، فما سوف تسمعه منهم لصالحك، لن تسمعه من مؤيديك!

التعليقات