عرب وعالم

10:10 مساءً EET

الغنوشي: قيادات الإخوان مرتبكة ونرجسية.. وعزل مرسي جاء بدعم شعبي واسع

كشف موقع «إرم» الإماراتي، عن وثيقة تقول إن زعيم حزب النهضة التونسي، راشد الغنوشي، هاجم جماعة الإخوان المسلمين، أثناء اجتماع قادة التنظيم العالمي للجماعة، في اسطنبول، منتصف أبريل الماضي.

ووجه «الغنوشي»، بحسب «إرم»، في رسالة للمجتمعين، نقدًا لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ولقيادة التنظيم العالمي للجماعة، لأنهم تصرفوا بطريقة افقدتهم الحكم في مصر، بحسب قوله، واصفاً في بداية مداخلته، قيادة الإخوان المسلمين في مصر وسياستهم بالـ«مرتبكة والارتجالية والمتمردة»، وبأنها «صبيانية».

وأضاف: «فرضنا انفسنا عليهم وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم في العديد من المواقف ولكن لا حياة لمن تنادي»، وتابع أن «تجربة الإخوان في مصر كانت مع بدايات ثورة الشعب المصري منذ الأيام الأولى لثورة يناير تعاني ارتباكا كبيرا وترددا عميقا يسود قيادة الاخوان في مصر فجزء من القيادة يدعو للمشاركة في الثورة، وجزء يدعو للانتظار والثالث يريد المراقبة بينما نزل الشعب المصري بأسره الى الشوارع من واقع الظلم والمعاناة والجوع والفقر».

وأشار إلى أنه «لا يمكن لأي حزب ولا لأية قيادة أن تدعي أنها هي صاحبة الانطلاق فقد التحق الإخوان كغيرهم بالجماهير بدل أن يقودوها، وكان الإخوان كغيرهم حذرين من هذا التحرك الشعبي، لم يراهنوا للحظة على نتائجه ولم يريدوا أن يدفعوا ثمن مشاركتهم في حال فشلت هذه الثورة الشعبية مع انهم طيلة السنوات الماضية كانوا يدفعون ثمناً باهظاً، لم اقتنع بحذرهم ولا بأسبابه لانهم لم يكونوا وحيدين فهناك غطاء شعبي عفوي كان من الممكن التحكم فيه وصياغة نتائجه بقدر ما ينخرطون بالشعب وثورته وعندما التحقوا بالثورة كان الموقف ضبابيا فالبعض شارك والبعض ساوم وفاوض الآخرون عمر سليمان».

وكشف «الغنوشي» أنه «في اليوم السادس للثورة في مصر اتصلت بمكتب الارشاد وقلت لهم ما أسمعه واشاهده عبر وسائل الاعلام، قلت لهم اهنئكم سلفا بانتصار الثورة والشعب لن يخطو أي خطوة إلى الوراء فألقوا بكل ثقلكم فيها فما نسمعه ونشاهده عبر وسائل الإعلام يبشر بالنصر وقلت لهم اعملوا على تأطير الجماهير وحددوا مطالبها حسب الأولويات ولا تساوموا ولا تفاوضوا على بقاء النظام لأنه في هذه الحالة فسوف تلفظكم الجماهير وتسقطكم بمعية النظام».

وواصل: «بعد ذلك حصلت انتخابات مجلس الشعب يوم 28/11/2011 ومنذ اللحظة الأولى اعلن الإخوان بأنهم سيكتفون في هذه المرحلة بالتنافس على اصوات المجلس وأنهم لا يفكرون مطلقا بالتنافس على رئاسة الدولة قلت إن هذا موقف عظيم وحكيم ورددت في نفسي خلالها أن أخوتي في مصر قد فهموا الدرس جيدا وبدأوا يستخلصون العبر والنتائج بايجابية ومما أثلج صدري أكثر هو عندما قالوا إننا لن ننافس على اغلبية المجلس بل سوف نساهم مع بقية الاحزاب في تركيبة المجلس بثقل معقول».

وتابع: «للأسف لكن الامور سارت عكس ما قالوا وجرت الانتخابات وهيمنوا على الأغلبية هم وحلفاؤهم، ثم استفردوا في المجلس فشكلوا لجانه و فق رغباتهم ومصالحهم ولم يراعوا للحظة باقي شرائح الشعب المصري التي صنعت الثورة فلم ير المواطن فيما حصل سوى استبدال الحزب الوطني المنحل بالاخوان ، هذا يعني أنهم لم يكونوا قريبين من نبض الشارع ولم يحققوا شيئا مما ناضل الشعب من أجله، غايتهم كانت السلطة والمناصب فاستأثروا بطريقة اكثر فجاجة من طريقة مبارك ونظامه وسيطر عليهم الغرور».

وأكد أن «الإخوان لا يعترفون بأن تجربتهم في إدارة الدولة هي محدودة أن لم تكن معدومة كان بإمكانهم أن يستفيدوا من خبرات وكفاءات كثيرة موجودة وستكون المحصلة لصالحهم ولصالح نهجهم».

ولفت إلى أنهم «لم يأتمنوا أي طرف وعاشوا جو المؤامرة وتقوقعوا على أنفسهم وانحصروا وتحاصروا وابتعدوا كثيرا عن الشارع الذي كان ينتظر الكثير منهم لكن وللأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها وابتعدوا عن الشعب فعزلهم».

وأضاف: «أوكد ان قرار ترشيحهم خيرت الشاطر اولا بتاريخ 5/4/2012 ثم تغييره بمحمد مرسي بتاريخ 8/4/2012 لم يحز على رضا قاعدة الإخوان وكان بمثابة صدمة للشارع المصري الذي كان مهيئا بأن الإخوان لن يشاركوا بانتخابات الرئاسة، ومع هذا بادرت واتصلت بهم وحذرتهم من هذه الخطوة وقلت لهم الوضع غير مؤات فلا تمسكوا بكل اوراق اللعبة وحدكم، شاركوا الجميع فالمسؤولية ضخمة فلا تكونوا المسؤولين الوحيدين عن الفشل، لا تستمعوا لمن يخدعكم من الداخل والخارج فأنتم أصحاب القرار».

وذكر أنه قال لهم أن «الرئاسة عبء كبير عليكم ومصر عبء على الجميع أبحثوا عن شخصية قومية عربية إسلامية تكون بجانبكم وفي الصدارة لتحمل المسؤولية ولو شكلا، إياكم ثم إياكم فبعض الأطراف الخارجية تريد الزج بكم في مواجهة الشعب المصري فلا تخطئوا».

وأردف: «كانت الصدمة كبيرة عندما لم يحصلوا على اكثر من خمسة ملايين صوت فأدركت وادرك معي الاخرون أن الشعب المصري بدأ حسابه مبكرا مع الاخوان وان باب الحساب لن يغلق بعد اليوم، قوة الإخوان المسلمين كحزب تاريخي في مصر تمثلت بخمسة ملايين صوت في الدورة الأولى، وثبت أن هذا ما يقدرون على حشده من تنظيمهم والتنظيمات المتحالفة معهم، شخصيا لم اصدم فقد حاولت التدخل من جديد وقلت لهم لقد تساوت أصوات مرشح النظام السابق تقريبا مع أصوات الاخ محمد مرسي اتمنى عليكم أن تنسحبوا من المعركة وافتحوا المجال للرجل الذي حصل على الترتيب الثالث (حمدين صباحي) لينافس مرشح النظام انسحبوا لصالحه وادعموه بكل قوة وانا على ثقة بأن النتيجة ستكون ساحقة وماحقه لرموز النظام السابق وسيسجل التاريخ لكم هذا الموقف وستمهدون الطريق لكم في مراحل قادمة».

وتابع رئيس حزب النهضة التونسي: «واصلوا العمل في الرئاسة والحكومة بطواقم إخوانية صرفة لا خبرة لها في ادارة الدول، والشعب يغلي وقادة الإخوان لا يعيرون أي اهتمام لذلك واستهتروا بالشعب وتحركاته ومطالبه، وخاضوا معاركهم الجانبية هنا وهناك تحت شعار الفلول عائدة مع أن نظام مبارك سقط ولن يعود بأي شكل من الاشكال لكن الحقيقة هي ان الشعب المصري لم يعد يرى اي فرق ما بين فلول مبارك ودولة الاخوان، كان الجيش يراقب ويتدخل هنا وهناك والتقى قادته بالرئيس وقادة الإخوان ولم يستجيبوا لمطالبهم ولم يتجاوبوا مع أدناها لان اللحظة النرجسية والغرور الاخواني كان مسيطرا فلم يستمعوا لاحد وابتعدوا عن استخلاص العبر».

وأكد أنه «كانت هناك دعوات من قبل تنظيمات وأحزاب وأشخاص الى القيام بتحركات وفعاليات لكن تقديرات الإخوان أن هذا سيكون هزيلا بل سبقوهم بتحركات موازية ولكن للاسف كانت هزيلة، تحرك الشعب ونزل إلى الشوارع واعطوا فرصة للاخوان ليستدركوا ويتراجعوا لكن للأسف نزلت الملايين في 30 يونيو والإخوان ظلوا يناقشون ويجادلون ويكابرون بان من نزل لا يتجاوز عددهم العشرات او مئات الآلاف».

وتابع: «جدل مقيت وهزيل فلقد حصل ما حصل وأنا اتفق مع ما يقوله الاخوان أنه “انقلاب عسكري 100%” لكنني اسألهم أليسوا مسؤولين عنه ألم يغط بحاضنة شعبية فاقت أضعاف ما حصلوا عليه من اصوات في انتخابات الرئاسة، لا تفهموني خطأ أنا ضد “الانقلاب” وأطالب بالرجوع عنه ولكن هذا أصبح من الماضي فعلى الجميع استخلاص العبر خاصة على ضوء محاولاتهم للجوء لتنظيمات جهادية وسلفية لمساعدتهم في مواجهة “حكم العسكر” وعودة “الشرعية”».

ولفت إلى أن «هذا تكتيك قد اختلف وقد اتفق معه ولكن ما أحرمه الآن هو أن ما وصلنا إليه في مصر أن تنظيم الإخوان قد بدأ يعمل لدى التنظيمات الجهادية والسلفية وفق ما يقررون هم أي التنظيمات الجهادية اما الاخوان فيسيرون خلفهم».

وخاطب «الإخوان» قائلًا إن «أردتم ذلك فأنا على استعداد لأن العب دور الجسر يعبرون عليه من اجل اعادة البناء والحوار والتفاهمات، فلا يجوز للإخوان ان ينعزلوا عن الحياة السياسية في مصر، وأرى أن عليهم أن يعيدوا التفكير، وأن يشاركوا في العمل السياسي وينخرطوا في الانتخابات البرلمانية القادمة ببرامج ومشاريع جديدة تقوم على التعايش مع الاخرين والعمل المشترك».

وختم رسالته قائلًا: «لقد اخطأ الاخوان في مصر واخطأ حلفاؤهم معهم ولم تكن سياسة حلفائهم صحيحة 100% لقد دفعهم الأخوة في قطر لأزمة مع دول الخليج في وقت كان فيه الإخوان في مصر بحاجة لدول الخليج ودعمها لكن الافكار بدأت تراود البعض في قيادة الإخوان بمصر في تصدير الثورة مما اثار حفيظة وغضب قادة دول الخليج فتنبهوا لخطرهم مع أن تاريخ دول الخليج مع الإخوان كان جيدا وكانوا داعمين لهم عبر نواد وروابط وجمعيات واتحادات ولو ارادت دول الخليج وقف ذلك لأوقفته».