كتاب 11
حق الصداقة …أم حق الوطن
تعيش النخبة ومن إدعى الانتماء لها حالة من الإدعاءات الكاذبة …والتفلسف الممجوج …والتعالم ..والتغابى ..وإعلاء المصالح الخاصة عن مصلحة الوطن ….والسعى نحو الشهرة وبعضهم للأرتزاق ……ولا أرى فى هذا غرابة …فالجهل يؤدى حتما الى هذا , وأبحث عن مصر ..فلا أجد لها أثرا فى ما يقولون …ومصر التى أعنى ..هى مصر الحقل والفلاحين ..
مصر الفقراء والمهمشين ..الذين لا يتعاطون ثقافة الهشيم وثقافة الفيس بوك وخلافه ..مصر التى ليس لديها رفاهية التفلسف والتنطع والجدال ….مصر الناس المهمومة بالوطن وما يجرى فيه …بدموع الثكلى من ضحايا الآرهاب الخائن عدو الوطن …أولئك هم المصريون ..أصحاب الجلابيب الزرقاء والقلب الأبيض …والضحكة المجلجلة…والصراخ العالى ..مصر الحروف الثلاثة المشحونة ضجيجا ……مصر ذات المشاعر الواضحة المكشوفة ..ابناء الوادى الفسيح المكشوف للشمس كما قلوبهم ….
سألنى شاب من أبنائى سئوالا كان يشغلنى …بل ويؤذينى …أيهم تختار …حمدين أو السيسى ….وهو إختيار بين جيد وأجود بين صالح وأصلح ….والجواب كان محسوما فى خاطرى ولكنى لم أكتب عنه …بل وامتنعت عن الكتابة لكى لا أقع فى حرج اغضاب أحد ….حمدين صباحى كما عرفته منذ اربعين عاما هو هذا الرجل الذى يخوض المعركة ولا يبالى ….هو صديق اذن ..ناضل من أجل ثوابت آمنا بها شبابا وما زلنا …تلك المبادىء التى كانت تدفعنا للتضحية ..وتدفعنا للغربة والرحيل …ولم أستغرب ترشحه …فهذا حفه …ولم أستغرب حماسه أيضا.
والسيسى جندى …أقسم على الشهادة فداء لوطنه ….وهو على استعداد برضا تام ان يموت فداء لبلده …درس علوم الاستراتجية العسكرية …وأدار بحنكة واقتدار جيشا كبيرا جعل منه درعا يدافع …وسيفا على رقاب الخائنين …وشاهدنا حكمة قيادته فى ادارة معركة الوطن ضد حكم الأخوان وانصياعه لأرادة الشارع والمنطق والتاريخ ..للقضاء على الخوارج بائعوا الوطن فى سوق النخاسة ….
الاختيار إذن بين الوفاء لصديق والوفاء لوطن …الأختيار ما بين جندى لم يهادن ولم يتنازل ..وبين صديق للأسف تنازل عن ثوابت عشنا نؤمن بها أعوام العمر كله …وراح يداعب أصوات القتلة بل ويعتذر لهم عن سجن عبدالناصر لهم …ونسى كل ما فعلوه من خراب من أجل الحصول على أصواتهم التى لا تختلف كثيرا عن نعيق البوم …..
سأنحاز لمن يستطيع ان يدير ويقود …لمن لديه أدوات ومهارات القيادة وعوامل القوة الذهنية والقلبية والقالبية ….سأختار القوى الأمين المؤتمن ..الذى لا يتنازل عن الموت من أجل وطن طيب وأم صابرة ..
فى انتخابات الرئاسة السابقة ….تنطع وتغابى وخُدع البعض بكلام الأخوان عن الدين ….واختاروا مرسى العميل …وتنادى قلة من المثقفين وأيدوه ضد شفيق بحجة انه من النظام السابق …وأذكر انه كان من بينهم محمود سعد وعلاء الأسوانى ولفيف ممن جهلوا أو تجاهلوا تاريخ الأخوان الدامى ….وكنت أنادى وأصرخ وأكتب ضد من خان سابقا وقتل أخاه ….ومن باع سابقا واستمرأ البيع والقتل والخيانة ….فهل نحسن هذه المرة الأختيار …انه مصير وطن …فلا يجب ان نتهاون ….لأننا أول من سنعانى سوء الاختيار كما عانينا …ويضيع الشارع فى الفوضى التى أرادوها لنا …وضيعوا الدولة وفقرات عظامها ….وازداد الفقر والقتل والمرض …ولتذهب نخبة الخيبة والندامى للجحيم …..أحسنوا لوطنكم ولأنفسكم وإختاروا بحكمة ….من أجل أم ثكلى ..وزوجة ترملت ….ومجندا مات دون ان يسمع عن تلك النخبة …او عن الفيس بوك ….من أجل مصر الوطن سأحسن الأختيار ….فالوفاء للوطن أعلى وأغلى وأبقى وأهم من الوفاء للصداقة ….