مصر الكبرى
القنوات الفضائية الدينية
مكالمة المدعو حسن "أبو الاشبال" في قناة الحكمة وتحريضه المتظاهرين باقتحام وزارة الدفاع وإعدام أعضاء المجلس العسكري,تجعلنا نفتح ملفين غاية في الأهمية،هما القنوات الفضائية الدينية,وشيوخ الفتوى. وهما ملفان مرتبطان ارتباطا وثيقا. فقد اعتقدت القنوات الفضائية الدينية بعد الثورة أن الدنيا أصبحت مفتوحة "على الأخر"،ولم تعد هناك أية ضوابط،فكثير من الأزمات التي كادت أن تعصف بالوطن كانت هذه القنوات شريكا أساسيا فيها ومحرضا على إشعال الفتن. خاصة تلك المتعلقة بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين,ولكن في كل مرة كان ربنا بيسلم من أجل هذا الشعب المسكين.
هذه القنوات فتحت أبوابها على مصراعيها لكل من هب ودب حتى يقول ما يشاء وقتما يشاء دون أدنى مراعاة لمصلحة البلد, تراخيص هذه القنوات لا تتضمن مناقشة القضايا السياسية،ولا نقل مؤتمرات انتخابية لمرشحين،فقط الأمور الخاصة بالدعوة.. ولكن هذه القنوات خلطت الحابل بالنابل،ومعظم ما تقوم به هو مخالفة لشروط التراخيص,وبالتالي يجب على السيد وزير الإعلام والسيد رئيس الهيئة العامة للاستثمار أن يتدخلا إما لإلزام هذه القنوات بالهدف الذي أنشئت من أجله أو لإلغاء رُخصها.كما أن هذه القنوات تنصُب على المواطنين من خلال الإعلان عن الأدوية غير المرخص بها والمغشوشة مستغلين ثقة المواطنين في أنها قنوات دينية صادقة،عملا بقول سيد الخلق "من غشنا فليس منا",وكثير من المواطنين حدثت لهم كوارث صحية بسبب هذا النصب العلني على شاشة التليفزيون سواء في القنوات الدينية أو غيرها من الفضائيات الأخرى. الملف الآخر المهم هو شيوخ الفتاوى.. وكما ذكرت أنه أيضا مرتبط بالقنوات الفضائية الدينية لأنها هي التي ساعدت على انتشار فتاوى ما انزل الله بها من سلطان كما أن أي شخص يريد أن يشتهر ما عليه إلا أن يطلق فتوى غريبة في قناة دينية او على الانترنت. نحن لدينا شيخ أزهر أحسب انه محترم.. والأزهر على يديه بدأ يستعيد مكانته واحترامه عالميا. لدينا أيضا دار إفتاء تضم مجموعة من العلماء الأجلاء،هؤلاء يجب أن يكونوا المرجعية للفتاوى ويجب على وسائل الإعلام عدم إذاعة أي فتوى إلا إذا كانت معتمدة سواء من الأزهر او دار الإفتاء. وهنا أيضا يأتي دور وزير الإعلام ورئيس هيئة الاستثمار بالتنبيه على أن مخالفة ذلك يُعرض القناة لأشد العقاب. والله لو حدث ذلك لن نسمع عن هذه الفتاوى العجيبة ولا حتى مشايخها. حتى لو أن هذه الفتاوى انتشرت على الانترنت لن تأخذ الضجة الإعلامية ولن يهتم بها احد. ثم يأتي دور الدولة في معاقبة من يفتي وهو غير مؤهل, طبعا كلامي هذا حلمٌ كبيرٌ ودربٌ من الخيال، ويفترض أن تكون هناك اصلا دولة لها هيبتها وقدرتها على معاقبة المخطىء, ولكن إن شاء الله سوف يأتي هذا اليوم,وحتى نكون صادقين مع أنفسنا هذا الكلام ينطبق على القنوات الدينية الإسلامية والمسيحية وعلى رجال الدين الإسلامي والمسيحى,وأيضا يجب التصدي لبعض قنوات العري والرقص التي انهالت علينا مؤخرا بكثرة،وهي قنوات شبه إباحية.
اللهم احفظ مصر من إعلام الفتنة،سواء المتشدد دينيا أو المتسيّب عُريا و إثارة.
تابع صفحتنا على الفيس بوك