كتاب 11
«القرضاوي» وحلاوة الروح
آخر أخبار المدعو “القرضاوي”، أنه قام باتصالات مع حكومة المملكة العربية السعودية عبر وسطاء سعوديين لشرح وجهة نظره حول الخلاف القطري، موضحاً في رسالته أنه لم يشارك في أي نشاط يضر بمصالح المملكة، وأبلغ الوسطاء أنه يود زيارة الرياض لإجراء فحوصات طبية، واختار السعودية لأنه موضوع على قوائم منع الدخول في دول أوروبية كان يقوم سابقاً بزيارتها لأغراض دينية وصحية.
حقاً، مثير ومضحك أمر هذا الرجل الذي بلغ الـ 88، ويبدو أن الكبر قد تمكن منه، ولم يعد يتذكر ما كان منه من خطب وتصريحات وأحاديث تلفزيونية، تعد خصيصاً للإساءة لدول الخليج، وأصبح القرضاوي هذا في حاجة لمن يذكره بأدوار “قذرة” لعبها في محاولات إحداث شق في الصف الخليجي، والتفرقة بين شعوب تربطها روابط محبة وعلاقات أكبر من مرتزقة رأوا في هذه الخطب التي انطلقت من منابر المساجد وتصريحات تلفزيونية، مصدراً للتمويل والثراء.
ويبدو من محاولات القرضاوي، الذي فقد خدمات ومزايا كان يتمتع بها خلال زياراته للسعودية، حيث كان يقيم ويتجول على نفقة الديوان الملكي السعودي، باعتباره عالماً من علماء المسلمين، وهي المعاملة التي يتلقاها كل العلماء في دول الخليج.
أنه بات يخشى أن يفقد كل شيء بعد الاتفاق الأخير بين دول خليجية وقطر، وإنهاء الخلاف الخليجي الذي حتماً لن يطول، وسيصبح من أخبار الماضي، ولن يسمح مجدداً بأمثال هؤلاء أن يسكبوا الزيت على النار ويزيدوها حطباً، وإن اشتعلت فسيكونون أول من يصلهم اللهيب وأول المحترقين.
القرضاوي لا شك أنه أصبح في وضع لا يحسد عليه، فالقوائم السوداء بانتظار خفافيش الظلام القابعين هنا وهناك، فالمصالحة الخليجية لن تتحقق إلا بزوال هؤلاء إلى الأبد.
إن اللغة التصالحية التي تحدث بها هذا القرضاوي عند الحديث عن دول الخليج، وهو يعرب عن حبه لكل بلاد الخليج، وزاعماً أنها تحبه أيضاً، وأنها كلها بلد واحد ودار واحدة، هي لغة من لا حيلة له، معلومة الأسباب والمسببات، ومخطئ كثيراً إن كان يشعر أنه لا يزال كما كان، ومكانته عند الخليجين .
كما كانت في السابق، فالنظرة العامة إلى القرضاوي وجماعته من تنظيم الإخوان، ليس فيها شيء من الحب والتقدير، بل هم جماعة سوء، يتربصون بأمن الخليج وأمانه، حق على هذه الشعوب أن تقتلع جذورهم، وتلقي بهم في مزبلة التاريخ.