كتاب 11
الشرطة سبب كل المصائب!
إذا تشاجر الرجل وزوجته فإن الأمن يتحمل مسئولية هذه المشاجرة والآثار الناجمة عنها,إذا انقطعت المياه والكهرباء فإن الأمن يتحمل المسئولية,وإذا فسدت مباراة في كرة القدم أو حفلة غنائية تُتهم الشرطة بالتقصير,وإذا أضرب الأطباء عن العمل ورفضوا علاج المرضى فإن الشرطة تتحمل المسئولية,وإذا تشاجرت عائلتان في أسوان واستخدموا الأسلحة الثقيلة التى ليست مع الشرطة وقتل بعضهم بعضا فإن الأمن هو المسئول ونسمع ونشاهد على شاشات الفضائيات المُناظرون والمُحللون وهم جالسون في التكييف ويتقاضون أموالا طائلة ويكيلون الاتهامات والهجوم على وزارة الداخلية ويحملونها مسئولية ما يحدث
ويطالبون بإقالة وزير الداخلية ومحافظ أسوان ومدير أمنها,ولا أحد منهم يريد أن يُحمّل من يقومون بهذه الأعمال الإجرامية أية مسئولية عما يفعلون,وزير التعليم العالي يرفض دخول الشرطة للحرم الجامعي وكأنه أقدس من الحرم المكي أو المدني الذيْن تتواجد فيهما الشرطة على مدار الساعة بل تقتحمهما وتطارد المجرمين بداخلهما إذا لزم الأمر,فالوزير يرفض دخول الشرطة للجامعة ومع ذلك يُحمّلون الأمن مسئولية أعمال العنف والتخريب،
وإذا حدثت وفيات أو قتلى يتم اتهام الداخلية,كل الوزارات تقريبا لديها تقصير في أداء عملها ومطلوب من الداخلية أن تعالج هذا القصور, لو أن كل الوزارات قامت بأداء واجباتها وأيضا المواطنون سوف نخفف العبء على رجال الشرطة ويكفيهم ما هم فيه من الحرب على الإرهاب وتطهير مصر من البؤر الإجرامية التي انتشرت في عرض وطول البلاد,مصر ليست ملك وزير الداخلية ورجال الشرطة ومصر ليست مسئولة من اللواء محمد إبراهيم وحده هي مسئولة مننا جميعا,السادة الإعلاميون الذين يتقاضون ملايين الجنيهات ويتصيدون الأخطاء لرجال الشرطة في برامجهم الليلية والنهارية عليهم أن يضعوا أنفسهم مكان رجال الشرطة لمدة يوم واحد فقط في مواجهة الارهابين والبلطجية والمجرمين هؤلاء الإعلاميون ومن على شاكلتهم من النشطاء ومرتزقة حقوق الإنسان الذين يهاجمون الداخلية في الفضائيات يذهبون الى منازلهم ينامون في أمن وأمان وهم يعلمون أن الشرطة تحميهم ورجالها يسهرون على أمنهم وأمن البلد الذي ينهشون في لحمه وعظامه.
رجال الشرطة الذين يفقدون حياتهم فيتيتم أولادهم وتترمل زوجاتهم من يعوضهم عن ذلك وأي عوض يساوي حياة الإنسان فأموال وكنوز الدنيا كلها لن تُغني الإبن عن أبيه أو زوجة عن زوجها الذي اغتالته يد الإرهاب الخائنة هذا الشهيد الذي ننساه بمجرد انتهاء مشهد جنازته العسكرية. فالرحمة برجال الشرطة وعلى كل مواطن وكل مسئول في هذا البلد أن يتحمل مسئوليته ويقوم بواجباته لو أن كل مواطن منا أدي عمله كما ينتقد ويهاجم الشرطة فإن حال هذا البلد سوف يكون أفضل بكثير مما هي عليه الآن.منذ 25 يناير 2011 وحتى اليوم والشرطة فقدت المئات من أبنائها والسادة الإعلاميون لا يذكرون ذلك هم فقط يتحدثون ليلا ونهارا عن بعض تجاوزات رجال الشرطة رغم أن أخطاء الأطباء التي تؤدي الى وفاة المواطنين أكثر من أخطاء الشرطة وشهداؤها أكثر من أي مهنة أخرى.
يجب أن يدرك الجميع أن الأمن ليس فقط مسئولية وزارة الداخلية الأمن مسئوليتنا جميعا.
مذيع بإذاعة الشرق الأوسط
egypt1967@yahoo.com