كتاب 11

09:08 صباحًا EET

رئيس جديد…نظام جديد..دولة قديمة !

مخطئ من يعتقد ان اي منصب في مصر كبر ام صغر خلال هذة الفترة من تاريخها يمكن ان يكون مغنما او تكريما او تشريفا او مجالا للتقعر والابتهاج او علامة بائسة علي التفوق بين الاقران او مسرحا لتنفيس عقد النقص والدونية المتراكمة للشخص خلال حياتة الوظيفية ناهيك عما يحققة (المنصب)من مكاسب مالية او نفسية او اجتماعية تشترك جميعا في كونها دوافع انسانية موجودة بالفعل عند كل فرد و بمستويات مختلفة .ان المنصب في قادم الايام ونظرا لمبدا الحتمية الثورية لم يعد ترفا او مطمعا او مثارا للتنافس لو كنتم تعلمون .

فالواقع المصري الان بعد ثورتي يناير ويونيو وبعد عقود من الترهل العام وثلاث سنوات انتقالية  زادت الطين بلة

جعل الدولة المصرية-وهي اول واقدم دولة في التاريخ- وعلي كل المستويات في الهرم الاداري وفي اغلب المؤسسات والقطاعات في حالة رخوة لا تسر احد ولا تحقق القدر المطلوب من وظائفها ,فمصر المستقبل تحتاج الي نوعية مختلفة من القيادات علي خلاف ما عهدناها خلال العقود الماضية والتي اسهمت عن قصد او عن جهل بنصيب وافر في حالة الاهتراء والرخاوة والرتابة بل والبلادة الادارية ,فمشكلة مصر كانت كما نعلم تكمن في الادارة ومن ورائها الارادة.

  اختيار الاسوأ والاقل كفاءة والاكثر طاعة والاقل وعيا والاكثر قدرة علي التلون كان نبراسا في الاختيار وقد غلب في الاعم علي اختيار القدرة والقدوة والقوة والحنكة والكفاءة والقيادة ناهيك عن المحسوبية والجهل بابسط المعايير الفنية للاختيارالا من رحم ربي ,وكانت النتيجة الطبيعية انهيار وتخلف وفقر ومرض بل والفشل اقتصاديا وسياسيا وعلميا وتخلف البيروقراطية المصرية علي عراقتها…..الخ

  وكان الله في عون الرئيس القادم لمصر في هذة الظروف فامامة تحديات ومشكلات متراكمة من كل حدب وصوب وعلي كل المستويات داخليا وخارجيا- سياسيا واقتصاديا- اجتماعيا وتربويا وشعب سيتجاوز التسعين مليونا وتحديات داخلية وخارجية .وحتي لانغرق في سوداوية الواقع المزري فلابد من وقفة مع الذات، اننا لانملك الا الحلم ،ثم الارادة ،ثم الادارة ..ان نحلم بمصرنا الجديدة القوية الابية التي نفضت عن كاهلها عطن الماضي وفسادة لتنظر الي مستقبلها بعد ان قام شعبها بثورتين واسقط نظامين متتاليين في عامين ولعلها فرصة لالتقاط الانفاس في هذة الفترة الانتقالية الثانية التي تختلف بكل تاكيد عن الفترة الانتقالية الاولي بعد ثورة يناير التي كنت اعتبرها تدريبا ثوريا وسياسيا للشعب المصري وبروفة مكثفة ترفع من مستوي الوعي السياسي عند المواطنين وفرصة للتجريب والاستبعاد والمحاولة والخطا والتصويب والكشف عن الخيارات والتعرض للاختبارات واستبعاد وانتقاء من يصلح او لا يصلح والكشف عن زيف الشعارات الرنانة الطنانة التي كانت تتصدر المشهد مثل يسقط حكم العسكر او الاسلام هو الحل او ما شابة من شعارات كانت تلعب في القلوب او العقول لنسبة كبيرة ممن غرر بهم في غفلة من الزمن .

   لقد انكشف كل شئ الان وعرف الصالح من الطامح من الطالح وتممت التجربة باخطائها ودروسها وعبرها القاسية ولكن مهما كان فالثمن الذي دفع من وقت ودم والم ومرارة لا يساوي ابدا كم المعاناة التي كان من الممكن ان تستمر عقودا اخري فامامنا الان استحقاق رئاسي يعد في حد ذاتة تصويتا جديدا بعد الاستفتاء علي الدستور علي ثورة الثلاثين من يونيو التي تخلق نظاما جديدا الان للدولة المصرية وتعد طريقا ونبراسا لاي رئيس قادم وتؤسس لمقومات الدولة الحديثة بعد التجريب والتصويب علي مدار السنوات الثلاثة الماضية .

اما رئيس مصر القادم فامامة ملفات كثيرة ومتنوعة ومشكلات تبحث عن العمل الجماعي المخطط وليس الفردي بطبيعة الحال ،اولها تحقيق الشعار الثوري عيش حرية كرامة انسانية عدالة اجتماعية لشعب قام بثورتين لتحقيق هذة الغايات اضافة الي ما استجد واستفحل حتي صار مطلبا عاما ملحا وهو الامن ثم الامن  ولعل احداث اسوان الاخيرة واستعانة محافظ اسوان بالجيش لهو خير دليل علي ذلك والمعالجة السريعة الاحتوائية لحدث كهذا،ثم المشكلة الاعظم والاهم وهي سد النهضة وما يتبعة من تاثيرات كارثية ،وقبل ذلك بناء نظام سياسي ينسجم مع الدستور الذي تم الاستفتاء علية بل ويمهد لتعديلات مستقبلية حيوية تفرضها الظروف الجديدة المحتملة .ولعلي استعين بمقولة ذات مغزي عميق للمشير عبد الفتاح السيسي في احدي المناسبات عندما قال ان التحديات التي نواجهها اكبر من قدرة مصر لكنها ليست اكبر من المصريين لذا فانني اراهن علي شئ واحد وهو الشعب المصري- علي القدرة الشاملة -لهذا الشعب العظيم وهي من اهم عناصر القوة لمصر مما يستلزم من القيادة الجديدة القدرة علي الشحن والشحذ ووالالهام لجموع المصريين في كل مواقعهم واختيار القيادة الصحيحة في المكان الصحيح فلن يستطيع اي رئيس مهما كانت قدرتة ان يتحمل كل هذة المشكلات المتراكمة التي تعاني منها مصراو يستوعب هذا الكم الشاسع من التعقيدات علي كل مستويات وابعاد الدولة المصرية الكبيرة الحجم والوزن فلابد من قوة الارادة والتاييد الشعبي والصبر وكان اللة في عون الرئيس القادم …….

Helmy1973@yahoo.com

التعليقات