مصر الكبرى
د. سليمان العطار يكتب … العدو القديم الجديد والفوضى الدينية
عدو قديم لمصر يعود اسمه الثالوث الشيطانى "الفقر والجهل والمرض "..ظهر بقوة فى الثلاثينيات والأربعينيات ، وقامت حملة ناجحة تقودها الدولة والجمعيات الخيرية ..
ونجحت الحملة نجاحا كبيرا . واليوم شبح هذا العدو يظلل مصر . وضحايا هذا الثالوث أكثر من نصف المصريين . ومن يعانى من هذا الثالوث لا يتجه إلا إلى الله فى غيبة قيام مشروع قومى تتبناه حميع الأحزاب والجمعيات الأهلية والدولة لمحاربة هذا العدو . وبدلا منالمشروع القومى تقوم قيامة الفوضى الدينية التى تنتهز ضراوة هذا العدو الثلاثى الأبعاد لتعد الناس بالتعويض فى الآخرة وتغرقهم فى فتاوى لا علاقة لها بجوهر الدين غير ادعاء أصحابها أنهم دعاة إلى الله . هذه الفتاوى تصنع تشويشا إضافيا عقليا لدى الناس الذين شوش الجوع نتيجة الفقر والجهل والمرض عقولهم أصلا، وجعلها مستعدة لاستقبال التشويش المنهجى ، الذى يستخدم هؤلاء المواطنين المظاليم كأصوات انتخابية فحسب ، ويجعل منهم قاعدة شعبية عريضة يُستند عليها مقابل سلبهم كل ما تبقى فى عيونهم من نور الحياة ..والغريب أن ضحايا الثالوث أصبحوا يعيشون فى جيتو يعزلهم عن باقى المواطنين ، فلا يرونهم ولا يحسون بهم فى عزلتهم ومعاناتهم . فإذا أضفنا عدوا رابعا يستهدف الشباب وهو المخدرات (20% من شباب مصر مدمنون مخدرات ) بجانب تجنيد هذا الشباب للبلطجة وتكوين ميليشيات سياسية ذات توجه دينى متطرف وذلك نظير بعض المال لشراء المخدرات، أقول إذا أضفنا هذا العدو للثالوث عرفنا أى مأزق وقعنا فيه . البلد فى ظل ذلك معرضة لانفلات أمنى وفوضى وتخريب ، وسوف يتبخر أى مجهود للتنمية إن حدث . لدينا الآن أحزاب جديدة أتمنى أن تتبنى مشروع مقاومة الثالوث والمخدرات. فى الثلاثينات والأربعينات كان مفكرو مصر يتحدثون للجماهير بلغتهم فى الإذاعة فقضوا على خطر الأمية بتوعية العقول وتثقيفها عبر الأذن ، وكان الباشوات والوجهاء يتبرعون بمبالغ طائلة لمقاومة الفقر والجهل والمرض بإنشاء المدارس والمستشفيات وخلق فرص عمل وفتح بيوت كثيرة. فكروا جميعا فى حلول لأن هذا العدو يزداد ضراوة وقسوة كل يوم مع ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية للجنيه المصرى ، وزيادة المحطات الفضائية العميلة التى تنشر سمومها بين الضحايا باسم الدين والدين منها براء